جنيف، لندن (وكالات، مواقع إخبارية) قررت منظمة العمل الدولية تعزيز اللوائح والممارسات الوطنية، وقدرات الحكومة، وأصحاب العمل والعمال في قطر، تماشياً مع معايير العمل الدولية، والمبادئ والحقوق الأساسية في العمل. وسيتعين على الحكومة القطرية وفق ما أعلنت المنظمة بمناسبة مناقشة الملف القطري على هامش الجمعية العامة 331 في جنيف، تنفيذ كافة القرارات التي أعلنتها منظمة العمل فيما يتعلق بحقوق العمال، لحفظ الشكاوى الدولية ضد قطر، في مقابل التزام الدوحة ببرنامج عام شامل تحت إطار «تعاون فني» مدته 3 سنوات بين المنظمة وقطر. ويسعى البرنامج إلى تحسين ظروف عمل العمال المهاجرين، وممارسات استقدامهم، وضمان دفع أجورهم في وقتها، وتعزيز معايير تفتيش العمل، والصحة، والسلامة المهنية، وتعزيز الحماية من العمل الإجباري، ومنح العمال صوتاً في المسائل العمالية. وسيدعم البرنامج تنفيذ تدابير كانت أقرتها قطر دون تنفيذها، للاستعاضة عن نظام الكفالة بعلاقة عمل تعاقدية، ومنع مصادرة جوازات السفر، أو استبدال العقود، وضع قيود تمنع العامل المهاجر من تغيير صاحب عمله، ومغادرة البلاد، وغيرها. ويهدف الإطار إلى إحداث تغيير يحمي حقوق العمال على المدى الطويل تماشياً مع استراتيجية التنمية الوطنية 2017 - 2022، ولا يُمكن للحكومة القطرية في إطار هذا البرنامج وضع أو تنفيذ أي تشريع أو قانون خاص بالعمال والعمال الأجانب، بما في ذلك القوانين الأخيرة التي وُضعت من قبل وزارة العمل القطرية، إلا بعد موافقة ممثلي المنظمة الدولية، ومصادقتها عليها، في إطار الوصاية التي تهدف إلى ضمان التزام الدوحة، بما وقعت عليه مع المنظمة، أو التعرض إلى إحياء الشكاوى ضدها، وتسليط العقوبات المناسبة عليها. إلى ذلك، تمسكت أسرة المهندس البريطاني زاك كوكس الذي توفى قبل 10 أشهر، أثناء عمله في الإنشاءات الخاصة بمونديال 2022 في قطر، بالتعرف على الحقيقة الكاملة لأسباب وفاته، الأمر الذي استجاب له الطب الشرعي في بريطانيا بعد تقدم الأسرة بطلب رسمي لعدم غلق ملف التحقيقات. وقالت صحيفة «الجارديان» إن السلطات القطرية ومقاولي البناء متعددي الجنسيات قابلوا جهودا استمرت 10 أشهر لمعرفة ملابسات مقتل المهندس أثناء بناء ملعب خليفة في قطر، بصمت مطبق، الأمر الذي أثار غضب واستياء أقاربه. وأضافت الصحيفة أن مهندس الإنشاءات زاك كوكس توفي في يناير بعد أن سقط من ارتفاع 40 متراً عندما فشلت معدات السلامة في حمايته، وتم إبلاغ أسرته بأن تقريراً يتضمن معلومات مهمة عن ظروف وفاته أصبح متاحاً الآن، ولكنه لم يقدم إليهم أو للطبيب الشرعي البريطاني الذي يحقق في وفاته. وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب الطبيب الشرعي انتقد بشدة الطريقة، التي تم بها التعامل مع أسرة كوكس، الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما فعلته وزارة الخارجية البريطانية لإجبار السلطات القطرية على شرح أسباب وفاته. ولم تتصل «الهيئة» التي تشرف على كأس العالم، وهي اللجنة العليا للمشاريع والإنشاءات، أبدا بالعائلة حول الحادث، كما فشلت شركة «فايفر» الألمانية للبناء، التي تم التعاقد معها لبناء ممرات سقف في الملعب، والتي كان يعمل كوكس عليها، في نقل المعلومات والرد على رسائل البريد الإلكتروني المرسلة من قبل أسرة كوكس. كما لم تتمكن الشرطة البريطانية من الحصول على معلومات من نظام قطر القضائي، الذي وصفته الصحيفة بالغامض وغير الواضح، فضلاً عن فشلها في الحصول على معلومات من مجموعة من الشركات المشاركة في العمل.
مشاركة :