محللون: شراكة الإمارات وفرنسا ترسّخ الأمن والاستقرار في الـمنطقة والعالم

  • 11/12/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع محللون سياسيون مصريون وسعوديون على أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإمارات ومحادثاته مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تُشكل منعطفاً إيجابياً في العلاقات الإماراتية الفرنسية، وتنميةً وتعزيزاً للعلاقات بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق، في مختلف المجالات. كما أنها ترسخ لاستقرار المنطقة. وقالوا لـ«البيان» إن زيارة ماكرون لقاعدة بلاده قرب مضيق هرمز تشكل رسالة تحذيرية مباشرة لإيران، مشيرين إلى أن القاعدة العسكرية الدائمة لفرنسا في الإمارات، هي الأولى لها في الخارج منذ استقلال المستعمرات الفرنسية في أفريقيا وتقع بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي، ما يعكس الاهتمام الفرنسي بهذه المنطقة المحاذية لإيران والتي يمر عبرها 40% من الصادرات النفطية العالمية. وأضافوا إن فرنسا هي الشريك الاستراتيجي للإمارات وتعمل معها في إصلاح عدة ملفات إقليمية أهمها الملف السوري واليمني واللبناني والعراقي، بالإضافة إلى اهتمام البلدين بملف السلام في فلسطين، وخاصة أن فرنسا أطلقت مبادرتها للسلام وجعلتها في إطار المبادرة العربية التي أسستها المملكة العربية السعودية على قاعدتين، الحقوق الفلسطينية ومقتضيات قرارات الأمم المتحدة. وحظيت زيارة ماكرون للإمارات بردود أفعال إيجابية واسعة، وهي الزيارة التي شهد فيها ماكرون افتتاح وتدشين متحف اللوفر أبوظبي، الذي أقيم بشراكة بين البلدين، بما يعكس حجم العلاقات على المستوى الثنائي ومجالات التعاون المشتركة بينهما. علاقة قوية وتفصيلاً، أكد السفير رخا أحمد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن فرنسا والإمارات تجمعهما علاقات قوية منذ فترة طويلة، وزيارة الرئيس الفرنسي للإمارات وما صاحبها من تأكيد على التحالف الاستراتيجي والتعاون بين البلدين تعزز تلك العلاقات القائمة على التعاون المشترك في الكثير من الملفات، ولا سيما التعاون العسكري، وأيضاً التبادل التجاري والاستثمارات الإماراتية الموجودة في فرنسا والتنسيق في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب. وأوضح أن زيارة الرئيس الفرنسي جاءت في إطار شبكة العلاقات الدولية المتينة التي نجحت الإمارات في بنائها على مدى السنوات الماضية، مشدداً على أن العلاقات بين البلدين ليست بالحديثة فهي قوية على المستوى الثنائي تعززها كذلك علاقات متينة قائمة على مستوى مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، وفرنسا على وجه التحديد في ظل اتفاقيات تعاون مشتركة بين المجلس والاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات سواء التعاون العسكري أو الاقتصادي وخلافه، بما يعمق العلاقات على المستوى الثنائي بين البلدين والتعاون المشترك في العديد من الملفات. ولفت عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية إلى الموقف الفرنسي من إيران، باعتبار أن فرنسا ترى أن طهران تمثل مصدر قلق بتوسعاتها ونفوذها في المنطقة وخاصة في سوريا واليمن ولبنان، وتسعى لمحاولة تخفيف ذلك النفوذ الإيراني، الأمر الذي يتماشى مع التوجهات الأمريكية وأيضاً مع سياسات الإمارات والسعودية ضد إيران في نفس الخط السياسي الذي يعتبر إيران دولة تشجع الإرهاب.روابط متينة وقال الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقــات الدولية بالقاهرة، إن العلاقات بين الإمارات وفرنسا في تزايد وازدهار مســـتمر، وتوجت مؤخراً بافتتاح متحف اللوفر في أبوظبي والذي شارك في افتتاحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتحدث خلال الزيارة مع كبار رجال الدولة في الإمارات عن العديد من الملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية والأوضاع في الشرق الأوسط، وتحدث عن أن إيران بشكل أو بآخر مسؤولة عن الاستفزازات والاضطرابات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، وأنها مسؤولة عن تصدير السلاح للحوثيين في ظل العلاقات التي تربـــطهما بما يشعل الأوضاع في اليمن. وهذا التحالف الاستراتيجي الواضح والمؤثر في الشرق الأوسط يعتقد اللاوندي بكونه تحالفاً مختلفاً تماماً عن ذي قبل ومؤثراً بقوة على المنطقة، ولا سيما أنه قد ظهر اتفاق بين القيادة السياسية في البلدين على ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة بكافة صوره. جهود وقال الباحث في العلاقات الدولية الدكتور فهد عواض الشهري إن المحادثات الإماراتية الفرنسية تنصب بلا شك في تحقيق الأمن والسلم الإقليمي، والجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب، فضلاً عن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مشيراً إلى أن باريس تؤيد تماماً الدور السعودي في اليمن، على مختلف الأصعدة، سواء دعم الشرعية أو العمل على إعادة الاستقرار، ووضع حد لتمدد الميليشيات في البلاد، إضافة إلى المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة، وإعادة الحياة إلى طبيعتها في مختلف المحافظات اليمنية. علاقات وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك فيصل الدكتور إبراهيم بن نايف الرشيدي أن اختيار الرئيس الفرنسي للإمارات كوجهة لأول زيارة رسمية له في الشرق الأوسط لم يكن صدفة، بل يعكس العلاقات المتينة التي يتميز بها البلدان، مشيراً إلى حضوره افتتاح متحف اللوفر أبوظبي الذي يمثل إنجازاً ثقافياً كبيراً للإمارات بعد فترة انتظار استمرت عقداً من الزمن والذي يعد إحدى دعائم وركائز العلاقات المتطورة بين البلدين وعنواناً للصداقة والتعاون القائم بينهما. رسائل المحللة والكاتبة السعودية الدكتورة نوال العسيري أوضحت أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للإمارات بعثت بعدة رسائل سياسية منــها الرفض الفرنسي الكامل للتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، وتأييد فرنسا المعلن للدور الذي تقوم به كل من الإمارات والسعودية وقوى الحالف الأخرى في اليمن، فضلاً عن القلق المشترك مما تقوم به الميليشيات والجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في المنطقة والعالم.

مشاركة :