مؤتمر جامعة المنيا عن الثابت والمتغير في علوم العرب والمسلمين

  • 11/12/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا المشاركون في المؤتمر الدولي الثامن لكلية دار العلوم في جامعة المنيا، وعنوانه «الثابت والمتغير في العلوم العربية والإسلامية»، إلى نهوض مؤسسات البحث العلمي بمزيد من الحركة الفاعلة في مجال التأصيل النظري لإسهام العرب والمسلمين في تحقيق الأسس المعرفية لحوار الحضارات. كما دعا الكلية إلى تبني إنشاء إطار تحت شعار «المعرفة العلمية من أجل حوار الحضارات»، وتأسيس «مركز تجديد الخطاب في العلوم العربية والإسلامية»، بهدف تطوير هذه العلوم ليكون لها منظور حضاري قائم على منهجيات الفحص المعرفي للنظريات المطروحة حول قضايا التداخل الاختصاصي بين هذه العلوم وغيرها من علوم العصر. وأوصى المؤتمر كذلك بإنشاء مزيد من الأوعية المعرفية، والقنوات التواصلية التي تستهدف قيام قاعدة بيانات تفاعلية تساعد في العمل على تبادل الخبرات العلمية في مجالات البحث في العلوم العربية والإسلامية، من أجل تحقيق الاستفادة المتبادلة مِن الدراسات والمشاريع البحثية المنجزة في هذه المجالات، وذلك تفادياً لتكرار الأعمال والجهود. وطالب المشاركون في المؤتمر بأن تعمل المؤسسات البحثية في مجالات العلوم العربية والإسلامية على دعم مبادرات تحويل نتائج الأبحاث العلمية في هذه المجالات إلى منتجات رقمية ذات قيمة مضافة عالية، وأن تصحب ذلك خطة ترويج وتسويق محكمة. واتفق المشاركون فى المؤتمر على أن تكون الدراسات البينية في العلوم العربية والإسلامية موضوع المؤتمر المقبل. ووفق رئيس المؤتمر د. محمدعبد الرحمن الريحاني عميد الكلية، فإن أهم أهداف المؤتمر كانت الوقوف على عوامل الثبات والحركة ومدى المرونة الفكرية في العلوم العربية والإسلامية، والكشف عن عوامل التأثير والتأثر بين العلوم العربية بعامة، والعلوم الإسلامية بخاصة، وكذلك إبراز مجال الدارسات البينية، وأثرها في منظومة الحضارة الإنسانية، والوقوف على أثر الفكر العلمي العربي في بناء الحضارة الإنسانية عموماً، والحضارة الأوروبية بخاصة، وأيضاً الوقوف على أثر الفكر العربي والآسيوي في التحولات الفكرية في العلوم العربية والإسلامية. ولاحظ الريحاني إدراكاً عاماً لدى المشاركين في المؤتمر بأن انعقاده يأتي في سياق الدعوة الحضارية بالغة الأهمية إلى تجديد الخطاب الديني والمعرفي. وأشار في هذا الصدد إلى أن المؤتمر نظر إلى أعماله على أنها إسهام في هذا المجال، يستهدف المشاركة في النهوض مجدداً، عربياً وإسلامياً. وأوضح أن دراسات جمهرة العلماء والمفكرين والباحثين المشاركين في المؤتمر لقضايا الثابت والمتغير في العلوم العربية والإسلامية ليست سوى سعي صوب إطلاق منظور الحركة والدينامية والتجديد والتحديث في فضاءات العلوم العربية والإسلامية. ناقش المؤتمر 60 بحثاً على مدار ثلاثة أيام، تناولت الثابت والمتغير في العلوم اللغوية، والعلوم الأدبية والنقدية، والعلوم الإسلامية، والعلوم الاجتماعية لباحثين وأكاديميين مِن السعودية والجزائر والعراق والمغرب وماليزيا وفلسطين ونيجيريا والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت وأفغانستان وسورية. وتناول محمد علي صالحين- كلية دار العلوم/ جامعة المنيا- «مفهوم المرونة في الفكر الإسلامي، في محاولة لتقديم بناء منهجي لمفهوم مهم، بهدف البرهنة على صلاحية ذلك الفكر لمواكبة التطور الإنساني المتنوع والتعامل مع الطفرات الكونية الهائلة، ومسايرة التغاير الزماني والمكاني، ومسايرة التسارع الحضاري والثقافي على اتساع رقعته، وترامي مجالاته وزواياه. وأشارت نادية لطفي- كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان، المغرب - في دراستها جدلية الثابت والمتغير في الفكر النقدي من خلال الرؤية القرآنية، إلى أن واقعنا يشهد تغيرات متسارعة في الميادين والمجالات الفكرية وغيرها، ما يستوجب تطوير مناهج المعرفة لمواكبتها وبناء أفق إنساني أرحب. وإذ يعتبر القرآن الكريم مصدراً معرفياً مكتملاً، جاز لنا أن نؤصل من خلاله لرؤيتنا حول الفكر النقدي، وفق الباحثة. وعن «عوامل السعة والمرونة في الاقتصاد الإسلامي»، جاءت دراسة رمضان محمد عبدالمعطي- عميد كلية العلوم الإسلامية سابقاً، ماليزيا- حيث عدَّها من أعظم الجوانب التي تمت مراعاة المرونة والسعة فيها جانب الاقتصاد والمعاملات المالية، لأن هذا الجانب هو من أكثر الجوانب حيوية وتجدداً، والناس لا يستغنون عنه أبداً. ورصد الباحث نفسه صور هاتين السمتين، انطلاقاً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين والفقهاء في هذا المجال. وفي دراسته «البريد وآثاره السياسية في الدولة الأموية في الأندلس»، ألقى حسام حسن إسماعيل - كلية دارالعلوم، جامعة المنيا- الضوء على مسيرة البريد من حيث النشأة وكيفية اختيار عمال البريد ومدى قرب عملهم من الحكام ودورهم في التجسس لمصلحتهم. كما ركز البحث على الدور السياسي للبريد خلال هذه الحقبة. ولكن شأنه شأن المؤتمرات والندوات التي تنظمها وتعقدها الجامعات والمراكز والمؤسسات العربية، فإن بعض وليس كل القائمين على مثل هذه الملتقيات يسعد بالكم المشارك من الأبحاث والدراسات، ويعده معياراً للنجاح. والأمر ذاته، ينسحب على التوصيات والتي لا تقل أحياناً عن 20 توصية، وبالكاد يتم الأخذ بواحدة أو اثنتين منها، حال وجود متابعة من المختصين أو القائمين على الأمر.

مشاركة :