مصر دون صلاح تلاقي غانا المتحفز لرد الاعتبار في تصفيات الموندياليأمل المنتخب المصري لكرة القدم أن يكتب النهاية السعيدة في مشوار تصفيات المونديال عندما يواجه غانا في الجولة الأخيرة الأحد، إلاّ أن مظاهر احتفالية سبقت اللقاء واستبعاد نجم الفريق محمد صلاح قد يحول دون تحقيق ذلك، خصوصا مع رغبة المنتخب الغاني في الأخذ بالثأر.العرب عماد أنور [نُشر في 2017/11/12، العدد: 10810، ص(23)]عودة إلى المونديال بعد 28 عاما القاهرة - في غياب أهم عناصره ونجمه المتألق محمد صلاح يحلّ منتخب مصر ضيفا على منتخب غانا، بإستاد “بابا يارا” في العاصمة كوماسي ضمن منافسات الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا. وفعليا ليست للمباراة أيّ جدوى بالنسبة إلى منتخب الفراعنة، بعد أن حجز رسميا تذكرة صعوده إلى المونديال، بالفوز على الكونغو بهدفين مقابل هدف في الجولة الماضية، وعاد إلى المونديال بعد غياب دام 28 عاما منذ المشاركة الأخيرة في مونديال 1990 بإيطاليا. ويتصدر منتخب مصر المجموعة الخامسة برصيد 12 نقطة، ويليه منتخب أوغندا بـ8 نقاط، ثم منتخب غانا بـ6 نقاط، وأخيرا منتخب الكونغو بنقطة وحيدة، ويرغب الفراعنة بقيادة مديرهم الفني الأرجنتين هيكتور كوبر في تأكيد الصدارة والفوز على نظيره الغاني الذي كان أحد أبرز العقبات للفراعنة فور الكشف عن منتخبات المجموعات. ومع ذلك، لن يتعامل المنتخب الغاني مع المباراة بروح انهزامية، كونه فشل في تحقيق الصعود إلى المونديال، خصوصا بعد تصريحات مديره الفني كويسي أبياه الذي شدّد على أن لاعبيه سيبذلون قصارى جهدهم من أجل تحقيق الفوز على مصر، وأنهم يتميزون عن المنافس بالدعم الجماهيري، وهو ما يجعله أكثر حرصا على ألاّ يخذل آمال هذه الجماهير.المنتخب الغاني يرغب في الثأر من نتيجة مباراة الذهاب بتصفيات المونديال التي تفوقت فيها مصر بهدفين نظيفين، وكذلك كسر تفوق الفراعنة عليه في بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة ويرغب المنتخب الغاني أيضا في الثأر من نتيجة مباراة الذهاب بالتصفيات التي أقيمت قبل عام وتفوّق فيها المنتخب المصري بهدفين نظيفين، فضلا عن كسر تفوّق المنتخب المصري عليه في الفترة الأخيرة، فقد فاز عليه أيضا في دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها الغابون يناير الماضي. وقبل ذلك ولمدة عامين تقريبا مثّل المنتخب الغاني عقدة للفراعنة، بعد أن كان سببا في إقصائهم عن نسخة عام 2014 من المونديال التي أقيمت في ضيافة البرازيل، وفي مباراة فاصلة من التصفيات ألحق المنتخب الغاني بنظيره المصري هزيمة قاسية بستة أهداف مقابل هدف غير أن الفراعنة نجحوا في فك العقدة. ومنذ فوز الفراعنة على أوغندا في 8 أكتوبر الماضي وحتى قبل موعد السفر إلى كوماسي لملاقاة غانا في الجولة الأخيرة، عاش الشارع الكروي في مصر، ومعهم أعضاء اتحاد الكرة والجهاز الفني واللاعبون أجواء احتفالية قد تشتّت تركيزهم عن المباراة، حتى أنه قبل أربعة أيام فقط من المباراة ويومين اثنين من السفر إلى كوماسي أقامت الشركة الراعية لاتحاد الكرة المصري احتفالية ضخمة لتكريم اللاعبين بمناسبة الصعود إلى المونديال. وكان من الأولى إرجاء الاحتفالية حتى بعد مباراة الجولة الأخيرة لأن ما حدث سيعطي انطباعا بأن الفراعنة لا ينظرون إلى مواجهة غانا بعين الاعتبار، ما ينعكس بالسلب على أداء اللاعبين ويمنح المنافس القوة والإصرار على تحقيق الفوز. ويغيب عن مباراة غانا واحد من أهم العناصر في قوام المنتخب المصري وهو اللاعب محمد صلاح المحترف في صفوف ليفربول الإنكليزي، وذلك لعدم تعرّض اللاعب للإجهاد في ظل مشاركته المستمرة مع ناديه الإنكليزي، لكن قرار كوبر بإراحة اللاعب يرسّخ أكثر لفكرة أن المباراة مجرّد تحصيل حاصل والفوز فيها لا يشغل بال المدرب، خصوصا وأن صلاح لا غنى عنه في صفوف المنتخب، فقد أحرز وحده خمسة أهداف من بين سبعة سجّلها الفراعنة في التصفيات. وخلاف ذلك يعتمد كوبر بشكل كبير على اللاعب في خطته، نظرا لسرعته الفائقة ومهاراته العالية وفي ظل اللعب بمهاجم واحد صريح في كل مباراة، حتى أن الجماهير والنقاد أطلقوا على المنتخب المصري اسم “منتخب صلاح” لأن اللاعب يمتلك القدرة على حلّ ألغاز كثيرة داخل الملعب، ويتأثر أداء المنتخب كثيرا إذا ما تعرّض صلاح لمراقبة لصيقة من قبل المنافسين، وهذا كله قد يمنح المنتخب الغاني الأفضلية وقد تخرج المباراة بالتعادل على أقل تقدير.يغيب عن مباراة غانا واحد من أهم العناصر في قوام المنتخب المصري وهو اللاعب محمد صلاح المحترف في صفوف ليفربول الإنكليزي ويرى خبراء الكرة في مصر أنه من الضروريّ كي يتحقق الفوز على المنتخب الغاني في كوماسي بالذات أن يلعب كوبر على تأمين الدفاع والحرص على عدم تلقي مرماه أيّ أهداف، وقال لاعب الأهلي السابق إسلام الشاكر لـ”العرب”، إن خطة كوبر التي لاقت انتقادات كثيرة هي الأنسب في مواجهة غانا، حيث يتم تأمين منطقتي الدفاع والوسط مع الاعتماد على الهجمات المرتدة الطولية، على أن يؤدي اللاعب محمود حسن تريزيغيه نفس دور محمد صلاح رغم فارق السرعة. وأضاف “إن الفوز ضروري جدا فنتيجة المباراة وإن كانت غير مؤثرة لكنها ستفيد المنتخب في التصنيف”، ولفت إلى أن إحراز المنتخب المصري لأيّ هدف قد ينال من عزيمة المنافس ويربك كافة حساباته، فضلا عن أنه سيمنح لاعبي المنتخب المصري دفعة معنوية كبيرة، أما الاستهانة باللقاء فقد تؤدي إلى خروج الفراعنة بهزيمة ثقيلة لا لزوم لها. وفوز منتخب مصر على غانا الأحد إن تحقّق، لن يكتب النهاية السعيدة فقط، بل إنه قد يصنع عقدة أرجنتينية لدى جماهير غانا، عقدة بطلها كوبر الذي قاد الفراعنة لتحقيق فوزين سابقين على “النجوم السوداء” وكانت المواجهة الأولى في 13 نوفمبر الماضي بتصفيات كأس العالم 2018، وفاز منتخب مصر بهدفين، أما المواجهة الثانية فكانت في 25 يناير الماضي ببطولة الأمم الإفريقية وفاز الفراعنة بهدف نظيف.
مشاركة :