القدس (أ ف ب) - حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد الفصائل الفلسطينية في غزة من شن أي هجمات انتقامية ردا على تفجير نفق ممتد من القطاع إلى الدولة العبرية الشهر الماضي أدى الى مقتل 12 فلسطينيا. ورفضت حركتا الجهاد الاسلامي وحماس تهديدات اسرائيل مؤكدة حقها في الرد على اي استهداف في ذلك تفجير النفق، فيما عبرت الامم المتحدة عن قلقها من حصول تصعيد خطير. ويأتي ذلك في توقيت حساس للفلسطينيين الذين يسعون للمضي قدما في تطبيق اتفاق مصالحة تاريخي وقع الشهر الماضي برعاية مصرية وأنهى 10 اعوام من الانقسام بين حركة فتح التي ينتمي إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس الاسلامية التي تدير القطاع. وخاضت إسرائيل وحماس ثلاثة حروب دامية منذ العام 2008. وأعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف عن قلقه من أن "التصرفات والتصريحات غير المسؤولة للفصائل المسلحة في غزة تثير مخاوف من تصعيد خطير". وقال ملادينوف في بيان إن "الفلسطينيين شرعوا في مسار لحل الأزمة الانسانية في القطاع واعادة السلطات الشرعية (للقطاع). يجب الا يشتت متشددون انتباههم" عن ذلك. وأسفرت عملية اسرائيل في 30 تشرين الأول/اكتوبر عن مقتل 12 ناشطا فلسطينيا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقال نتانياهو في افتتاح اجتماع لاعضاء حكومته "لا يزال هناك اشخاص يلهون بمحاولة القيام بهجمات جديدة ضد اسرائيل". وأضاف "سنرد بقوة على كل من يحاول الاعتداء علينا أو مهاجمتنا من أي موقع. وأعني أي أحد -- فصائل مسلحة او منظمات، أي أحد" في إشارة واضحة إلى حركة الجهاد الإسلامي. وأكد نتانياهو "على كل حال، نحمل حماس مسؤولية أي هجوم ضدنا يصدر من غزة أو ينظم فيها". وجاءت تصريحات نتانياهو غداة نشر تسجيل مصور أصدره منسق أنشطة الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية الجنرال يواف موردخاي باللغة العربية مساء السبت. وقال موردخاي في إشارة إلى العملية الاسرائيلية التي جرت في 30 تشرين الأول/اكتوبر إن "اسرائيل فجرت نفقا إرهابيا قبل أسبوعين في منطقة تقع تحت سيادة اسرائيلية". وأضاف موردخاي "نعي المؤامرة التي تخطط لها مجموعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الارهابية ضد دولة اسرائيل"، مشيرا إلى أن الحركة "تلعب بالنار على حساب سكان غزة جميعهم وعلى حساب المصالحة الفلسطينية والمنطقة كلها". وقال "من الأفضل أن يكون واضحا أن أي ردة فعل تقوم بها الجهاد (الإسلامي)، ستقوم اسرائيل برد فعل قوي وحازم بالمقابل، ليس فقط ضد (حركة) الجهاد وإنما ضد حماس أيضا". - "حقنا بالرد" - وتوجه موردخاي بالتحديد إلى قادة الحركة في سوريا ذاكرا رمضان شلح وزياد نخالة بالاسم "ننصح قيادة الجهاد الإسلامي في دمشق الحذر والسيطرة على الأمور (...) لأنكم من سيتحمل المسؤولية". ورفضت حركة الجهاد الإسلامي رسالة موردخاي معتبرة أن "تهديدات العدو باستهداف قيادة الحركة هي إعلان حرب". واكدت على "حقنا بالرد على أي عدوان" على تفجير النفق. من جهته، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في بيان ان "تهديدات" موردخاي "للمقاومة تعكس حالة الهلع والارباك لدى الكيان الصهيوني من رد فعل المقاومة على جريمة استهداف المقاومين الفلسطينيين". واكد ان "المقاومة ستبقى دوما على أهبة الاستعداد والجهوزية التامة للقيام بواجبها في حماية شعبنا والدفاع عنه وكسر هيبة الاحتلال ومعادلاته". بدوره، رد رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل أبو هنية على رسالة موردخاي ولكن بكلمات أقل حدة إذ أن حركته تسعى للمضي قدما في اتفاق المصالحة الفلسطينية. وقال هنية إن "الانظمة الامنية" التي اقامتها حركة حماس في قطاع غزة تشكل مصدر "فخر" لكل الفلسطينيين مؤكدا انه لن يتم التراجع عن "خيار المقاومة". وأعلنت اسرائيل أنها تحتفظ بجثث خمسة فلسطينيين عثر عليها في النفق وألمحت إلى أنها ستستخدمها للضغط من أجل استعادة رفات اثنين من جنودها يعتقد أنها لدى حماس. وهناك ايضا اسرائيليان يقال انهما مضطربان عقليا، يعتقد انهما دخلا غزة واحتجزتهما حماس. ووقعت حركتا فتح برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس في 12 تشرين الاول/اكتوبر في القاهرة اتفاق مصالحة يهدف الى إنهاء عقد من الانقسامات بين الطرفين. ويفترض بموجب الاتفاق أن تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بحلول الأول من كانون الاول/ديسمبر.ججوناه ماندل © 2017 AFP
مشاركة :