أنجزت بورصة الكويت أمس الإجراءات الخاصة بمزاد لبيع حصة شركة الخير الوطنية للأسهم والعقارت في مجموعة الاتصالات المتنقلة (زين). وكشفت مصادر مطلعة لـ «الراي» أن الشركة العمانية قامت بزيادة حصتها في «زين» بعد استحواذها على أسهم الخزينة لتصل إلى نحو 21.9 في المئة من الأسهم المصدرة، لأسباب تتعلق بخطط «عمانتل» للمرحلة المقبلة لعملياتها، والتي تسعى من خلالها إلى تعزيز مركزها المالي، حيث ترغب «عمانتل» في دمج وضم البيانات المالية لمجموعة «زين» إلى بياناتها المالية المجمعة. وبينت المصادر أن هذه الخطوة ستعزز البيانات المالية للشركة العمانية، خصوصاً وأن «زين» أعلنت عن نتائج مالية مجمعة مشجعة عن فترة الربع الثاني والثالث من السنة المالية الحالية، كما أن الشركة العمانية وجدت في الرؤية الاستراتيجية لمجموعة «زين» ضالتها في توسيع وتنويع حجم أعمالها، والتي تقود «زين» إلى اختراق مجالات أعمال جديدة في الخدمات الرقمية. وبينت المصادر أن رفع علاوة سعر الشراء الذي تقدّمت به الشركة العمانية لحصة «الخير الوطنية»، يفسر خطط الشركة لتملك حصة مسيطرة في مجلس إدارة مجموعة «زين». ووفقا للمصادر فمن المتوقع أن يصل تمثيل الشركة العمانية في مجلس إدارة مجموعة «زين» إلى 5 مقاعد من أصل 8. ولفتت إلى أن الرئيس التنفيذي لـ «عمانتل» طلال المعمري حريص على استمرار بدر الخرافي في منصبه، وهو يشجع هذا التوجه لما له من آثار مستقبلية إيجابية على عمليات المجموعة، خصوصا وأنه يقود استراتيجية طموحة لتوسيع حجم أعمال المجموعة في قطاع الأعمال والخدمات الرقمية. وفي تصريحات لـ «سي إن بي سي» عربية، أكد المعمري على هذا التوجه بقوله «نثق في بدر الخرافي ونعتمد على وجوده على رأس الهرم في مجموعة (زين) لسنوات عدة مقبلة، ولا نية لدينا لإجراء أي تغييرات في الإدارة التنفيذية». وجاءت في تصريحات المعمري على هامش إبرام الصفقة أن «(عمانتل) سيكون لها تمثيل في مجلس الإدارة المجموعة بخمسة مقاعد، وسنحرص على تعزيز عمليات المجموعة، حيث نتوقع أن تحقق الصفقة فرص للتكامل بقيمة 400 مليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة». وتابع «(عمانتل) في وضع جيد الآن بعد إبرام الصفقة، حيث ستعزز من حجم أعمالها التي بدأتها قبل فترة، والتي منها الاستثمار المكثف التي نفذته في الكابلات البحرية، وبناء مناطق للأرصاد التي تخدم شركات المحتوى مثل (غوغل) و(نتفلكس)». العميري من جهته، قال رئيس مجلس الإدارة في شركة الاستثمارات الوطنية، حمد العميري عقب الاجتماع الذي عُقد بمقر السوق، إن الجهات المعنية نفذت صفقة لبيع 12.1 في المئة من أسهم رأسمال «زين» لصالح «عُمانتل» وفقاً لقواعد مزادات الـ 5 في المئة. وأوضح عقب توقيع المحضر الخاص بالصفقة البالغة قيمتها 407 ملايين دينار (نحو 1.3 مليار دولار) أمس بحضور ممثلين عن الأطراف المسؤولة (البورصة والمقاصة)، لافتاً أن «الاستثمارات» قدّمت الدور المطلوب منها سواء في ما يتعلق بتجهيز الأمور التي تتعلق بالأسهم، وعقد الاتفاقيات مع الجهات المصرفية. وأضاف العميري أن أداء الشركة ومشاركتها في مثل هذه العمليات «المليارية» يأتي تأكيداً على قدرتها الخاصة بمواكبة كافة التطورات، وما يحتاجه السوق من وقت لآخر، منوهاً بأن «الاستثمارات» لديها إدارة تنفيذية «نفتخر بها كونها قادرة على تلبية احتياجات العملاء بكل حرفية». وذكر أن تعاون «هيئة الأسواق» والبورصة و«المقاصة» كان لها حضوره خلال الصفقات الأخيرة التي أدارتها «الاستثمارات»، والتي تعطينا خبرة جيدة من شأنها الانعكاس بشكل إيجابي على البورصة. وحول نقل ملكيات الشركات الكُبرى على غرار «أمريكانا» و«زين» بين العميري أن نقل المليكات بين المساهمين شيء جيد، لكن ما يحزّ بالنفس هو أن انتقال مثل هذه الملكيات يتم عبر شراء محافظ وأطراف من خارج الكويت، إلا أن دخول مثل هذه السيولة يمثل عامل دعم للسوق بوجه عام. وألمح إلى أن دخول مستثمرين جُدد في البورصة من خلال مثل هذه العمليات لاشك أنه يمثل قيمة مضافة لصالح تلك الشركات، ولكن نأمل في المستقبل أن تتم مثل هذه العمليات محلياً داخل الكويت، وهذا ما نطمح إليه في المستقبل. وذكر أن الأسعار التي تتم التنفيذ بها مثل هذه الصفقات «عادلة»، فالبائع مقتنع والمشتري له سياسته لتنمية محفظته، لافتاً إلى أن محافظ العملاء لدى «الاستثمارات» ستتأثر بطيبعة الحال في ظل انتقال الملكيات إلى أطراف أخرى، إلا أن الشركة تأمل إعادة الاستثمار في قطاعات ذات عوائد لصالح عملائها بشكل يكون له أثره على حسابات الشركة واستراتيجيتها المستقبلية. وذكر أنه بحسب لوائح البورصة فإنه يشترط أن يتم تحويل الدفعة الثانية من قيمة الصفقة إلى «المقاصة» اليوم (تبلغ نحو 366 مليون دينار تقريباً). وحول دور الشركة في البورصة والاستثمار في الأسهم، قال العميري «سنواصل دورنا الاستثماري، نهتم بأسهمنا ونقوم بدور صانع السوق عليها لحفظ توازنها». «عُمانتل» وفي بيان صحافي، أعلنت «عُمانتل» عن فوزها بالمزاد العلني لشراء حصة بنسبة 12.1 في المئة من رأس المال المُصدر في «زين»، مما يجعل الشركة ثاني أكبر مساهم في المجموعة بنسبة 21.9 في المئة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة طلال بن سعيد المعمري «يمثل اكتمال هذه الصفقة بنجاح محطة مهمة في تاريخ كل من (عُمانتِل) و(زين)، فقد أثمرت عن ظهور تحالف اتصالات إقليمي جديد من شأنه المساهمة في دفع عجلة التحول الرقمي في سلطنة عُمان والمنطقة بشكل عام». وأشار إلى أن العملية ستتيح المجال للتوسيع في نطاق أعمالنا عبر التركيز أكثر على تنفيذ استراتيجيتنا الرقمية، بما يسهم في تنويع مصادر إيراداتنا، وطرح منتجات وخدمات مبتكرة لنسهم بالتالي في إرساء الأسس لقطاع رقمي متطور في منطقتنا. ونتوقع أن يتمتع التحالف بآفاق اقتصادية إيجابية على المدى الطويل وقاعدة أعمال صلبة تمكننا من العمل معاً لتعزيز النمو. ولاشك بأن هذه الصفقة تمثل الشراكة المناسبة التي ستدعم تطور أعمالنا والارتقاء بها نحو مستوى أفضل. ونتطلع قدماً إلى التعاون معاً والاستفادة من فرص النمو الواعدة التي تنتظرنا في المنطقة التي نعمل بها». وبيّن «سيتولد عن هذا الاستحواذ تحالف جديدُ في قطاع الاتصالات الرقمية يمتلك من الإمكانات والخبرات والحضور ما يؤهله لقيادة مسيرة التحول الرقمي في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسيكون الكيان الجديد ثالث أكبر مجموعة اتصالات موحدة في المنطقة، بقاعدة عملاء تشمل 52 مليون عميل في 10 أسواق». وموّلت «عُمانتل» هذه الصفقة عبر مزيج تسهيلات عبارة عن قرض تجسيري وآخر طويل الأمد، وسيتم لاحقاً استبدال القرض التجسيري بأدوات مالية طويلة الأجل. وعمل «كريدت سويس» كمستشار مالي حصري لهذه الصفقة، بينما كانت «فريشفيلدز بروكهاوز ديرينغر» المستشار القانوني لشركة «عُمانتل». لقطات أعلنت البورصة رسمياً على موقعها الانتهاء من الإجراءات المقررة لبيع عدد 521.975.416 سهما من أسهم شركة الاتصالات المتنقلة (زين) بقيمة إجمالية تبلغ 407.6 مليون دينار. وإلى جانب «الخير» كانت الشركة الكويتية البريطانية للخرسانة الجاهزة، إضافة إلى شركة الخليج الوطنية القابضة ضمن الأطراف التي شاركت في البيع. رصدت «الراي» اهتماماً من فريق عمل البورصة ممثلاً في قطاع التداول للقيام بالإجراءات المطلوبة كافة، فيما حضر رئيس القطاع، سعود المطيري، والذي أعلن فوز «عُمانتل» بالصفقة بعد التأكد من عدم تقدم أي طرف جديد للمزاد، فيما كان حسام السيد من شركة الخير الوطنية من أوائل من حضروا إلى قاعة التنفيذ. شارك الرئيس التنفيذي لـ «المقاصة» عثمان العيسى في الاجتماع، كون الشركة هي الجهة التي قامت بالتدقيق والتأكد من جهوزية الأسهم للنقل إلى المساهم الجديد، فيما يُنتظر أن تتسلم الشركة اليوم الحصة المتبقية من قيمة الصفقة (نحو 366 مليون دينار). لوحظ حضور ممثل شركة الوطني للاستثمار طارق شهاب، ومعه قتيبة العدساني عن «الوطني» للوساطة المالية، إذ حضرا نيابة عن الطرف المشتري، فيما لحق بهما أحمد العوضي وهاني ثابت من الوسيط للأعمال المالية، ممثلين عن الطرف البائع.
مشاركة :