«الثعلب» يعيد «أسود الأطلس» إلى الواجهة بفكر جديد

  • 11/13/2017
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: معن خليل حملت التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال 2018 في روسيا والتي انطلقت في نوفمبر/‏تشرين الثاني عام 2015، الكثير من المحطات بالنسبة لممثلي شمال إفريقيا تونس والمغرب، بعضها كان صعباً ولاسيما لـ«أسود الأطلس» الذين دشنوا التصفيات النهائية للقارة السمراء بتعادلين.وتدل الأرقام على مدى العمل الفني الرائع بالنسبة لمنتخبي المغرب وتونس، حيث إن «نسور قرطاج» لم يعرف طعم الهزيمة في 8 مباريات خلال المرحلتين الثانية والنهائية من التصفيات، وخسر فقط 4 نقاط من أصل 24 ممكنة.وعرف «نسور قرطاج» التأهل إلى المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، والأولى بعد نسخة 2006، وذلك بفعل عدة عناصر كانت حاسمة مثل وهبي الخزري المحترف في رين الفرنسي، والفنان يوسف المساكني .كان المساكني بحق بطل مباراة قطع «ثلاثة أرباع الطريق نحو روسيا» بتسجيله ثلاثة أهداف في لقاء الفوز الكاسح في أرض غينيا 4-1 في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات في السابع من أكتوبر/‏تشرين الأول الماضي.ويمكن القول إن الفوز على غينيا هو من أعطى لتونس بطاقة العبور، حيث أصبح اللقاء الأخير أمام ليبيا الذي أقيم السبت في رادس أسهل من الناحية النفسية والحسابية، بعدما لعب «نسور قرطاج» من أجل نقطة التعادل ونجحوا في ذلك.المفارقة في فوز تونس على غينيا في الجولة قبل الأخيرة، أنها لم تعرف الفوز على أرض غينيا طوال تاريخها، فجاء الانتصار في الجولة قبل الأخيرة من ختام التصفيات الإفريقية بطعم التاريخ بالنسبة لفرقة «نسور قرطاج».وتعود قوة المنتخب التونسي إلى«النفس المحلي والعربي» في تشكيلة المدرب المحلي أيضاً نبيل معلول، ومن المفارقات أن كل اللاعبين الذين خاضوا المباراة أمام غينيا ينشطون في الدوري المحلي أو في دوريات عربية، حيث يلعب المساكني في الدحيل القطري، وعلي معلول مع الأهلي المصري، وحارس المرمى أيمن المثلوثي وأمين بن عمر وحمدي النقاز ورامي البدوي في نادي النجم الساحلي، وطه الخنيسي وفخر الدين بن يوسف وفرجاني ساسي وغيلان الشعلالي مع الترجي، وياسين مريح مع الصفاقسي.وفي المباراة الأخيرة أمام ليبيا بدأ المدرب نبيل معلول بأغلبية العناصر التي لعبت أمام غينيا مع زيادة صيام بن يوسف مدافع قاسم باشا التركي ومحمد أيمن بن عمر لاعب النجم الساحلي، ووهبي الخزري لاعب رين، وأنيس البدري لاعب الترجي.أما منتخب المغرب «أسود الأطلس» فقد عاد بقوة ليفرض نفسه منافساً قوياً على الصعود إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 1998، بعد بدايته المخيبة إثر تأهله الهزيل على حساب غينيا الاستوائية بفوزه ذهاباً 2-صفر وخسارته إيابا ًصفر-1، ثم فقد أربع نقاط في أول جولتين من التصفيات النهائية، ثم سبع نقاط في أول أربع جولات.وعندما تحسن أداء منتخب المغرب في آخر جولتين، لعب تراجع مستوى ساحل العاج لصالحه بعدما تعرض لخسارة مفاجئة على أرضه أمام الكونجو ثم تعادل خارج أرضه مع مالي، ليتقدم «أسود الأطلس» في ترتيب المجموعة الثالثة، ويصبح على بعد نقطة من العودة إلى كأس العالم، وهو ما حصل بفوزه المهم والتاريخي على «الفيلة» بهدفين نظيفين.وفاز المغرب لأول مرة في تاريخه على ساحل العاج في أبيدجان، منذ أن تواجها وجهاً لوجه عام 1973.امتلك منتخب المغرب دائما أفضل اللاعبين في إفريقيا من حيث المهارة واللعب في أندية أوروبية كبرى، لكن مشكلته كانت في اللعب الجماعي وعدم التنظيم، وهو الأمر الذي عمل عليه المدرب الفرنسي «الثعلب» هيرفي رينار صاحب التجربة الواسعة في الكرة الإفريقية بعدما سبق له قيادة منتخبات زامبيا وساحل العاج وأنجولا.وللدلالة على النهج الفني الجديد لمنتخب المغرب ، فإنه في التصفيات النهائية الحالية لم يدخل مرماه سوى هدف واحد جاء عندما خسر أمام غينيا الاستوائية في المرحلة الثانية، في حين حافظ على نظافة شباكه في ست مباريات في التصفيات النهائية، وهو ما لم يحققه أي فريق آخر في العالم. في التصفيات.كما أكدت التصفيات مدى الحس الفني عند رينار والذي تجلى بالاعتماد على خالد بوطيب المحترف بنادي ملطيا سبور التركي، فكان عند حسن الظن وسجل ثلاثة أهداف في لقاء الصدارة أمام الجابون في الجولة الخامسة قبل الأخيرة، ليرفع رصيده من الأهداف إلى أربعة بعدما كان سجل أيضاً في شباك مالي.وانتقد البعض رينار على اختياره بوطيب بسبب لعبه مع فريق مغمور في تركيا، لكن المدرب الفرنسي أثبت حسن نظره، كما فعل بإعطاء الثقة ليونس بلهندة المحترف في نادي غلطة سراي التركي والذي تراجع مستواه في الفترة الأخيرة، قبل أن يستعيده مع «أسود الأطلس».كما لم يتردد رينار في استدعاء مبارك بوصوفة رغم أنه يلعب في الجزيرة الإماراتي، أما الفائدة الكبرى للمنتخب فكانت ببروز أشرف حكيمي ظهير ريال مدريد الإسباني الأيمن والذي تم توظيفه في الجهة اليسرى لتعويض غياب حمزة منديل، قبل أن يعود الأخير أمام ساحل العاج، وكان القرار بنقل مركز حكيمي صائباً.وتضم قائمة منتخب المغرب الكثير من اللاعبين الموهوبين الذين يتمنى أي مدرب تواجدهم مثل حكيم زياش لاعب أياكس الهولندي والمخضرم كريم الأحمدي المحترف في فيينورد روتردام الهولندي، ومنير المحمدي حارس مرمى نادي نومانسيا الإسباني ونبيل درار مدافع فنربخشة التركي وصاحب الهدف الأول في مرمى ساحل العاج، ومهدي بنعطية لاعب يوفنتوس الإيطالي صاحب الهدف الثاني، وغانم سايس (وولفرهامبتون الإنجليزي) ونور الدين امرابط لاعب ليجانيس الإسباني. السبسي يهنئ التونسيينقال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي تابع المباراة من مدرجات ملعب رادس: «أهنئ التونسيين بالتأهل، نأمل أن تتبع هذا التأهل نجاحات اقتصادية وفي مجال التشغيل».وقال رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء عقب المباراة: «تحقق الهدف الأساسي وهو التأهل إلى المونديال بعد غياب استمر منذ 2006، لم نخسر طوال ست مباريات في التصفيات، المهم أن الكرة أسعدت كل التونسيين اليوم».وأضاف الجريء: «سنحاول استثمار العائدات من أجل إعداد المنتخب على أكمل وجه للمونديال وتطوير الرياضة التونسية». اتحاد كرة الإمارات: تأهل مستحقتقدــّم المــهنــدس مــروان بـن غليطة رئيس اتحاد الكرة وإخوانه أعضـــاء مجلــس الإدارة، بالتهنــئــــة إلى رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم والاتحاد المغربي لكرة القدم وأعضاء مجلس الإدارة والأسرة الرياضية في المملكة المغربية وجمهورية تونس بمناسبة تأهل المنتخبين إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 بكل جدارة واستحقاق.لقجع: بدأ العمل الحقيقيقال فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، إن العمل الحقيقي سيبدأ من الآن، وأكد أن الفوز على ساحل العاج «هو ثمرة عمل كبير أنجز على امتداد الفترة السابقة».وتابع لقجع «لكل مجتهد نصيب والنتائج الحالية هي ثمرة مجهود كبــير بذلــنــاه فــي الفــــترة الأخــــيرة، التأهل لمونديال روسيا ليس نهاية المطاف،العمل الجديد سينطلق برؤية مختلفة، وهذا المنتخب سيكون له شأن كبير، ولن ندخر جهداً في توفير كل ما يحتاجه من إمكانات». الإمارات حاضرة في الحدث عـبر بوصوفةكانت الإمارات حاضرة بقوة في حدث تأهل المغرب إلى نهائيات كأس العالم، وذلك بوجود عنصر مؤثر في تشكيلة «أسود الأطلس» هو مبارك بوصوفة المحترف حالياً في نادي الجزيرة.وتفاعل جمهور الجزيرة مع تأهل المغرب إلى نهائيات مونديال 2018 في روسيا، وأرسلوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحر التهاني إلى لاعب وسطهم المبدع بوصوفة. رينار تعهد بالصعودنجح الفرنسي هيرفيه رينار مدرب المنتخب المغربي في رهانه، كونه وضع التأهل لكأس العالم هدفاً في عقده لدى تعيينه مكان الوطني بادو الزاكي، وهي المرة الأولى التي ينجح فيها رينار في قيادة منتخب إلى نهائيات كأس العالم في مسيرته التدريبية المتوّجة بلقبين في كأس الأمم الإفريقية مع زامبيا عام 2012 وساحل العاج عام 2015.وقال رينار «اللاعبون قدّموا مباراة رائعة وكانوا استثنائيين، لعبنا بتضامن وذكاء وبقينا بنفس مستوى المباراة الأخيرة» في إشارة إلى الفوز الكبير على الجابون (3-صفر) في الدار البيضاء في الجولة الخامسة قبل الأخيرة.واستفاد المنتخب جيداً من خبرة رينار ومعرفته الجيدة بساحل العاج التي أشرف على تدريبها قبل 3 أعوام وقادها إلى اللقب القاري الثاني في تاريخها، قبل أن يتركها للإشراف على نادي ليل، حيث أقيل من منصبه ليتسلم الإدارة الفنية لـ «أسود الأطلس».ودفع رينار أمام ساحل العاج بالتشكيلة ذاتها التي تغلبت على الجابون 3-صفر في الجولة الخامسة، وضمّت منير المحمدي ونبيل درار وغانم سايس والمهدي بنعطية وأشرف حكيمي وكريم الأحمدي ومبارك بوصوفة وحكيم زياش ويونس بلهندة ونور الدين أمرابط وخالد بوطيب.ودفع رينار في الشوط الثاني بنجم الوداد البيضاوي أشرف بنشرقي مكان بوطيب (75)، ثم أشرك سفيان أمرابط، شقيق نور الدين، مكان زياش (82)، وفيصل فجر مكان بلهندة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.

مشاركة :