أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن قافلة محملة بالمساعدات الانسانية دخلت اليوم (الاحد)، منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة من القوات الحكومية قرب دمشق، والتي تعاني من وضع إنساني مترد. وذكرت اللجنة الدولية أن قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 24 شاحنة دخلت بالتعاون مع «منظمة الهلال الأحمر العربي السوري» والأمم المتحدة الى مدينة دوما في الغوطة الشرقية الواقعة شرق العاصمة. وأوضحت الناطقة باسم اللجنة الدولية انجي صدقي أن المساعدات تشمل مواد غذائية وادوية تكفي لحوالى 21 ألف و 500 محتاج. ووصف رئيس مجموعة العمل الانسانية التابعة للامم المتحدة يان ايغلاند الغوطة الشرقية بانها «مركز المعاناة». وطالبت الامم المتحدة خلال الايام الاخيرة مرات عدة باجلاء حوالى 400 شخص، موضحة ان 29 منهم بينهم 18 طفلاً «سيموتون في حال عدم اجلائهم». وحذرت «منظمة الصحة العالمية» في بيان اليوم من «الوضع الحرج» في الغوطة «حيث ان حياة مئات الاشخاص بينهم الكثير من الاطفال معرضة للخطر»، معربة عن أسفها لعدم حصولها على التصاريح اللازمة لعمليات الإجلاء الطبي. وكانت آخر قافلة مساعدات دخلت دوما في 17 اب (اغسطس) الماضي، بالاضافة إلى قافلة تضم عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الانسانية تكفي 40 الف شخص الى بلدات في الغوطة الشرقية نهاية تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. وقدّرت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) عدد الأطفال السوريين الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بحوالى مليون طفل، ما يعني أن حوالى عشرة في المئة من أطفال سورية أيتام أحد الوالدين أو كليهما بسبب الحرب. وذكرت المنظمة أن سورية تعد الآن أحد أخطر المناطق في العالم بالنسبة الى الأطفال، مشيرة إلى أن آلاف الأطفال فقدوا حياتهم وأشقاءهم وشقيقاتهم وأصدقاءهم ومن يقدمون لهم الرعاية ومنازلهم واستقرارهم، وبات عشرات الآلاف منهم معوّقون إعاقات دائمة، مع تقطع السبل بمئات الآلاف في المناطق المحاصرة. وقالت «يونيسيف» إن حوالى ثمانية آلاف طفل نزحوا وحيدين من دون مرافقين من أسرهم من أصل مليون طفل نزحوا إلى دول الجوار. وقدّرت إحصائية أعدت في آب (أغسطس) الماضي، عدد الأيتام السوريين بحوالى 800 ألف موجودين داخل سورية وفي دول اللجوء المجاورة، ويحظى القليل جداً منهم برعاية مناسبة. ووفق «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» فإن 82 ألف أسرة فقدت رجالها المعيلين، وفقدت 2300 أسرة أمهاتها، فيما تؤكد منظمات إنسانية أن حوالى 90 في المئة من الأطفال الأيتام السوريين غير مكفولين. وتقول إحصاءات دول أوروبية تستقبل لاجئين مثل السويد وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، إن عشرات الآلاف من الأطفال القاصرين اللاجئين فُقدوا واختفوا من دون إمكان تتبع أثرهم، وتُحذّر سلطات هذه الدول من احتضانهم من قبل الأوساط الإجرامية هناك. وفي السياق، أعلن ناشطون سوريون اليوم، وفاة طفلين في مخيم الركبان على الحدود السورية - الأردنية، بسبب «سوء التغذية وعدم توفر الرعاية الصحية»، بحسب ما نقل موقع «خبرني الأردني». وقال الموقع نقلاً عن وكالة «سمارت» السورية إن «طفلة حديثة الولادة توفيت أول من أمس نتيجة سوء التغذية، وعدم القدرة على متابعة وضعها الصحي، وأن طفلا يبلغ من العمر عاماً واحداً، أصيب بضيق تنفس وتوفي بعد رفض طاقم طبي تابع لوكالة يونيسيف على الحدود مع الأردن استقباله». وأشار ناشطون الى أن الأوضاع «تزداد سوءا» في المخيم، حيث هناك عشرات الحالات مصابة بالتهاب الأمعاء والإسهال واليرقان بسبب تلوث المياه. ويعاني المخيم تردياً في الوضع الصحي والتعليمي، على رغم مناشدة سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة في الشرق الأوسط الصافية المجالي، الجهات الدولية الاستجابة الطارئة للوضع الإنساني المتردي.
مشاركة :