قُتل أكثر من 350 وأُصيب مئات آخرون بجروح في زلزال عنيف بقوة 7.3 درجات ضرب مساء الأحد المنطقة الجبلية الحدودية بين العراق وايران وأدى الى انهيارات ارضية عرقلت اعمال الإغاثة. وذكر المركز الجيولوجي الأميركي أن الزلزال وقع على بعد 30 كيلومتراً جنوب غرب مدينة حلبجة في منطقة جبلية، وتأثرت به محافظات عراقية أخرى، منها العاصمة بغداد، وامتد إلى تركيا وإيران والسعودية والكويت. والمستغرب هو ان الزلزال استمر لمدة 4 دقائق وبقوة 7.3 درجات وفقاً لمراكز المسح الجيولوجي. قوة الزلزال عكسها حجم الخسائر التي خلفها، سواء من ضحايا بشرية أو مادية، فوفقاً لآخر الإحصاءات فقد قتل 345 شخصاً وأصيب نحو 4 آلاف شخص، إضافة إلى تدمير الكثير من المباني. ونشرت وسائل الإعلام العديد من الصور التي تشير إلى حجم الدمار، فكثير من المباني سويت بالأرض، وما زال مصير العديد من السكان مجهولاً. وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن الزلزال ألحق أضراراً بالغة ببعض القرى المؤلفة من بيوت مبنية بالطوب اللبن. وتسعى فرق جاهدة للعثور على ناجين محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة. وقال مسؤولون للتلفزيون إن الزلزال تسبب كذلك في انهيارات أرضية تعوق جهود الإنقاذ. وذكرت وسائل إعلام إن 14 إقليماً على الأقل في إيران تضررت من الزلزال. وفي تصريح للتلفزيون الرسمي، قال مساعد محافظ منطقة كرمنشاه مجتبى نكردار (غرب ايران) «نحن في طور انشاء ثلاثة مخيمات اغاثة للحالات الطارئة». اما رئيس دائرة الطوارئ الوطنية الايرانية بير حسين كوليفاند، فقد قال انه «من الصعب ارسال فرق اغاثة الى القرى لأن الطرق قطعت (…) حصلت انهيارات ارضية». وأعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية انه تم ارسال ثلاثين فريق اغاثة تابعة للهلال الاحمر الى منطقة الزلزال التي تعاني اجزاء فيها من انقطاع التيار الكهربائي. وقال رئيس الهلال الأحمر الإيراني إن أكثر من 70 ألف شخص يحتاجون إلى أماكن لإيوائهم بصورة عاجلة. ونقلت وكالة تسنيم عن المتحدث باسم الجيش الإيراني العميد تقي خاني، قوله إن «الجيش سخر إمكاناته من الآليات والمروحيات وسيارات الإسعاف لمساعدة المتضررين من الزلزال». مقتل 8 في العراق وفي العراق، تشير آخر حصيلة للضحايا الى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصابة اكثر من 500 شخص بجروح في إقليم كردستان جراء الزلزال. ونقل بيان عن المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر ان «آخر احصائية لعدد الجرحى والقتلى بسبب الهزة الارضية، بلغت ثمانية حالات وفاة و535 جريحاً». ونقل بيان عن وزير الصحة في اقليم كردستان ريكوت رشيد ان «اربعة اشخاص لقوا مصرعهم في قضاء دربنديخان واثنين في كرميان، وآخر في السليمانية». وأظهرت مشاهد بثت على تويتر اشخاصا مذعورين يخلون مبنى في السليمانية وتكسر الواجهات الزجاجية جراء الزلزال. كما أظهرت مشاهد التقطت في دربندخان المجاورة انهيار جدران وهياكل خرسانية. وفي أنحاء السليمانية، خرج المواطنون العراقيون إلى الشوارع وأخلوا منازلهم، وسجلت أضرار مادية فقط. والزلزال الذي ضرب على عمق قليل نسبيا يبلغ 25 كيلومترا شعر به سكان بغداد لنحو عشرين ثانية، فيما شعر به سكان المحافظات الأخرى لمدة أطول، بحسب مراسلي الفرنسية . وقال مراسل الوكالة الفرنسية ان سكان جنوب شرق تركيا شعروا بالهزة «من ملطية الى فان». وفي دياربكر اخلى السكان منازلهم. (طهران، بغداد – أ ف ب،رويترز، الاناضول) المذيعون والضيوف اهتزوا انتشر على مواقع الإنترنت فيديو يظهر تأثر ضيف كان على الهواء مباشرة في برنامج يبث من إقليم كردستان، لحظة وقوع الزلزال الذي ضرب المنطقة الحدودية بين العراق وإيران مساء الأحد. وظهر في الفيديو الضيف وهو يهتز على شاشة الكاميرا، قبل أن ينقطع الاتصال معه. كما تداول مغرّدون على الشبكات الاجتماعية مقطع فيديو آخر، لأحد البرامج المباشرة على قناة «دجلة» العراقية، حيث ظهر المذيع والضيف وهما يتحدثان خلال البرنامج قبل أن يهتز بهما الاستوديو ويدركا أن زلزالاً يضرب المنطقة. صفائح تكتونية ضرب الزلزال منطقة بطول 1500 كلم تلتقي فيها صفائح تكتونية عربية وأورو-اسيوية، وهو حزام يمتد بين غرب ايران وشمال شرق العراق. وفي يونيو 1990، تسبب زلزال بقوة 7.4 درجات قرب بحر قزوين (شمال ايران) بمقتل 40 ألف شخص وإصابة أكثر من 300 ألف بجروح وتشريد 500 ألف آخرين. ويعود آخر زلزال كبير إلى ديسمبر 2003 في بم، محافظة كرمان في جنوب شرق إيران، حين قتل 3100 شخص على الأقل ودمرت المدينة بالكامل تقريبا. في أبريل 2013، شهدت إيران زلزالين بلغت قوتهما 6.4 ثم 7.7 درجات، في أقوى هزة أرضية تضرب البلاد منذ عام 1957، ما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصا في إيران وباكستان المجاورة. ومؤخرا ضرب زلزال بقوة 5.7 درجات تركمانستان قرب الحدود مع ايران، وأدى الى مقتل شخصين وجرح المئات وتسبب بأضرار مادية فادحة.(ا ف ب) مستشفى كردستان يتعرض لأضرار قال ريكوت حمه رشيد وزير الصحة بكردستان، ان أضرارا بالغة لحقت بالمستشفى الرئيسي بالمنطقة ولا توجد كهرباء، ولذلك يجري نقل الجرحى إلى السليمانية للعلاج. ولحقت أضرار كبيرة بمبان ومنازل. وقال مسؤولون محليون في حلبجة إن صبيا عمره 12 عاما لقي حتفه بعد إصابته بصدمة كهربائية إثر سقوط خط كهرباء خلال الزلزال.