اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري بالاردن سيتزودون بالطاقة الشمسية

  • 11/13/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مخيم الزعتري (الأردن) (أ ف ب) - تأمل اللاجئة السورية عبير عزيمة أن تساهم محطة لتوليد الطاقة الشمسية بدأ العمل بها الاثنين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاردن، في حل مشاكل عائلتها المؤلفة من زوجها وستة أولاد والتي تكتفي حاليا بثماني ساعات من التغذية بالتيار الكهربائي يوميا. وافتتحت الاثنين في مخيم الزعتري الواقع في محافظة المفرق على بعد 85 كلم شمال عمان على الحدود مع سوريا أكبر محطة للطاقة الشمسية تبنى في مخيم للاجئين، بتمويل ألماني وبرعاية الامم المتحدة، ما من شأنه أن يحسن حياة الالاف من سكان المخيم. وتقول عبير (33 عاما) والمتحدرة من محافظة درعا في جنوب سوريا، وهي تثبت حجابها الفاتح اللون، "نحن بأمس الحاجة للكهرباء طول النهار، لاننا نعيش داخل كرافانات مظلمة وفي وسط الصحراء في اجواء ترابية مغبرة". وتضيف وهي تمسح رؤوس أطفالها التي غطاها التراب "نحتاج الكهرباء في امور كثيرة للاضاءة ولكي نقوم بامورنا المنزلية اليومية وغسل الملابس. كما يحتاجها اطفالنا كي ينهوا فروضهم المدرسية ويتسمروا امام التلفاز". وتم تدشين المحطة في حضور مسؤولين أردنيين ومن الامم المتحدة ومن منظمات إنسانية، وسط عاصفة رملية. وكان الغبار يتطاير في كل مكان. ومنزل عبير عبارة عن كرفانين متجاورين وضع في أحدهما تلفاز صغير ويستخدم الثاني للنوم وفيه مطبخ صغير تفوح منه رائحة الطعام. وبين الكرفانين، قفص لطائر كناري وستة سلال زهور، بينما رسمت على أحد جدران المسكن صورة الكعبة وقد كتب حولها "الله نور السماوات والارض". وسيتمكن نحو 80 الف لاجىء سوري يقيمون في المخيم من التزود ب14 ساعة كهرباء بدلا من ثماني ساعات بفضل المحطة التي تصل قدرتها الى 12,9 ميغاواط. وكلف بناؤها الذي شارك فيه حوالى 75 لاجئا، 15 مليون يورو. ويتألف المخيم من مساكن جاهزة (او كرفانات)، وتوجد فيه شبكة من البنى التحتية الاساسية، لكنه يقع في منطقة صحراوية صعبة. - توفير خمسة ملايين يورو سنويا - وسيؤمن المشروع وفرا للامم المتحدة. ويقول المهندس العامل في المشروع ينال مدانات لوكالة فرانس برس "كان سكان المخيم يتزودون بثماني ساعات من الكهرباء يوميا بكلفة تصل الى نصف مليون دولار شهريا. وبفضل انشاء هذه المحطة للطاقة الشمسية ستزداد ساعات التزود بالكهرباء الى 14 ساعة". وقال بيان صادر عن الامم المتحدة ان المحطة ستساعد المفوضية العليا للاجئين "على توفير ما يقرب من خمسة ملايين يورو سنويا من خلال توفير الكهرباء"، وإن "هذا المبلغ يمكن إعادة توجيهه لتوسيع الخدمات الحيوية الاخرى لسكان مخيم الزعتري". ويضم المشروع اربعين ألف لوح طاقة على مساحة توازي 33 ملعب كرة قدم، وقد استغرق بناؤه ستة اشهر. ووصف ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الاردن ستيفانو سيفيري المشروع ب"الابتكاري"، مشيرا الى انه "يمثل معلما بارزا لسكان مخيم الزعتري لانه سينعكس ايجابا على حياتهم اليومية". ويقول محمد الحاج علي (44 عاما) من درعا وهو أب لخمسة اطفال وهو يقف امام كرفانه ينظر الى اطفاله يلعبون وسط الغبار الكثيف، "لو كانت لدينا كهرباء الان لكنت اجبرتهم على الدخول الى الكرفان والجلوس امام التلفاز لان هذا الغبار مضر بصحتهم". ويضيف وهو يمسح الغبار على رأسه وعينيه "الكهرباء تأتي عندما يحل المساء وتستمر الى بعد منتصف الليل. وقبل ذلك نحن نعيش في ظروف سيئة جدا لا نعرف ماذا نفعل. نقف بباب الكرفان نقضي الوقت ونحن ننظر الى المارة". ويرى ان "الامور بكل تأكيد ستسير نحو الاحسن". على الرغم من ذلك، لا يبدي بعض اللاجئين حماسا كبيرا تجاه المشروع. وتقول تبارك عبد الفتاح (40 عاما)، وهي أم لاربعة اطفال وتقيم في المخيم منذ اربعة اعوام وتعاني من مرض السرطان، "مهما فعلوا لنا من مشاريع فهذا لن يحل مشاكلنا". وتضيف وهي تلبس ثوبا بنيا وحجابا اسود "ما نتمناه فعلا نحن جميعا هو العودة الى بلدنا وبيوتنا ومزارعنا. هنا الحياة صعبة لا تطاق. لا شيء يمكن ان يغيرها او يحسنها". وتضيف "أتمنى ان يعود الامن والسلام لسوريا كي اعود الى منزلي. لو خيروني، ان آكل الخبز اليابس هناك على البقاء في هذا المكان".كمال طه © 2017 AFP

مشاركة :