أعلنت وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب، أن على مدى السنوات الأخيرة أصبح أكثر وضوحاً أن عمّان تتطور لتصبح مركزاً سياحياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً حاسماً. وأضافت خلال افتتاحها بالنيابة عن رئيس الوزراء هاني الملقي أعمال المؤتمر الإقليمي لسياحة المدن، تحت شعار «التنافسية من أجل النمو المستدام»: «نجتمع اليوم لمناقشة الاتجاه العالمي للتحضر وأثره على المدن والسياحة وتنافسيتها من أجل تحقيق النمو المستدام...». يعيش اليوم أكثر من 55 في المئة من سكان العالم في المدن، وهذا النمو يتسارع». وأشارت الى أن النمو في قطاع السفر والسياحة في الأردن تجاوز النمو في بقية القطاعات الاقتصاد. وأكدت الحاجة إلى قيادة سياحية قوية وإدارة منسقة، و «ألا تكون السياحة على هامش خطط التنمية، بل أن تكون في الصميم». وأشارت الى الحاجة «الى علامة تجارية وبرنامج تسويق قويين لتشجيع الناس على المجيء كي تزدهر مدينتنا وتصبح قادرة على المنافسة من الناحية السياحية ونحتاج إلى خلق أسباب باستمرار للناس لزيارة المدينة، كالبرامج الثقافية المماثلة للمهرجانات الفنية والموسيقية التي شهدناها أخيراً»، مؤكدة الحاجة الى الاستثمار في البنية التحتية مثل مدار عالمي للأوبرا. وأشارت الى «أننا في حاجة إلى الابتكار والإطلاق المستمر للمنتجات الجديدة والتحرك بجدية لتصبح العاصمة مدينة ذكية». وشددت على ضرورة وجود سياسات تشجع شركات السفر على الازدهار الى جانب تيسير إمكان الوصول من خلال تسهيل إجراءات التأشيرات. ورأت أن تسخير الإمكانات الكاملة للسياحة في المدن لا يساهم فقط في التنمية الاقتصادية، بل له جانب إنساني أيضاً. فهو يخفف من الأثر السلبي الذي يمكن أن يحدث مع التحضر من خلال التخفيف من حدة الفقر وتوفير فرص العمل على كل مستويات الاقتصاد... فهو يخلق مجتمعاً أكثر تسامحاً من خلال جمع الناس معاً، ويعزز الاحترام والتفاهم ما يجعل مدننا أفضل وأكثر الأماكن السلمية. قال أمين عمان يوسف الشواربه إن العاصمة هي بوابة الأردن السياحية ومشاركتها النشطة في مجال السياحة أمر بالغ الأهمية لنجاح السياحة الوطنية، لافتاً الى أن أمانة عمان الكبرى هي شريك حيوي وقوي في تنمية السياحة وتحقيق توقعات النمو للاقتصاد الأردني. واعتبر الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي أن السياحة هي القطاع الوحيد الذي سجل نمواً خلال السنة الماضية، باعتبارها صناعة مرنة نجحت في التأقلم مع الحوادث السياسية والأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وأضاف أن قطاع السياحة، على رغم كل التحديات التي تواجه العالم، ميز نفسه عن كل القطاعات لافتاً الى أن منظمة السياحة العالمية سجلت للسنة الثالثة نمواً بمعدل السياحة العالمية، فعام 2016 كان عاماً واعداً إذ شهدت الحدود الدولية عبور 1235 مليون مسافر. وبحلول عام 2030 سيرتفع هذا الرقم. وأشار الى أن السياحة تمثل اليوم 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويستخدم هذا القطاع 1 من كل 10 من العاملين في العالم، لافتاً الى أن السياحة تعتبر ثالث أكبر صناعة بعد الوقود والكيماويات. وأشار الى أن المدن كانت على مرّ التاريخ حوافز للنمو والابتكار والتنافسية في عالم الاقتصاد، وأن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون اليوم في المدن وينتجون أكثر من 60 في المئة من الإنتاج العالمي. وشدد على ضرورة وضع خطط جديدة تهدف الى إدارة السياحة الحضرية وتطويرها بما يتوافق مع سياسات التحضر الوطنية المحلية والسياسات السياحية بالتعاون مع أصحاب العلاقة. ويناقش المؤتمر على مدى يومين أثر تنمية السياحة المستدامة على النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المستدام، إضافة الى إبراز العوامل التي تساهم في تحقيق التنافسية في مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال تنمية السياحة الحضرية المستدامة. وعلى هامش المؤتمر، تم توقيع اتفاق «التزام القطاع الخاص بمبادئ المدونة العالمية لأخلاق السياحة»، انطلاقاً من أهمية تعزيز قيم السياحة المسؤولة وممارساتها بين أصحاب المصلحة في تنمية السياحة واستدامتها.
مشاركة :