انهيارات أرضية تعوق جهود الإنقاذ. وذكرت وسائل إعلام أن 14 إقليما على الأقل في إيران تضررت من الزلزال. وقضت مدينة السليمانية ليلة من الرعب بعدما تعرضت لزلزال عنيف فيما مر الاثنين ثقيلا على السكان مع توالي أنباء عن هزات ارتدادية تجاوز عددها المئة. ومع أن معدل الخسائر البشرية والمادية في المناطق العراقية التي تعرضت للزلزال، محدودة قياسا بالمناطق الإيرانية التي سجلت المئات من القتلى والآلاف من الجرحى، فإن مخاوف العراقيين كانت كبيرة مع تحذيرات من هزات ارتدادية كبيرة وإمكانية انهيار أحد السدود المائية في السليمانية. وتضررت دور ومبان في محيط مركز السليمانية. وقضى معظم سكان هذه المناطق ليلة الأحد/ الاثنين في الشوارع. وحذر حسن الجنابي، وزير الموارد المائية العراقي، من إمكانية انهيار سد دربدخان في السليمانية بعد تعرضه لتشققات كبيرة. وقال الجنابي إن فرق الوزارة رصدت انهيارات جبلية بالقرب من السد تسبب أحدها في سقوط منزل على رؤوس ساكنيه. وقالت وزارة الصحة العراقية إن 8 أشخاص قتلوا نتيجة زلزال الأحد، وأصيب أكثر من 500 بجروح. وأعلنت قائممقامية قضاء خانقين في ديالى قرب الحدود مع إيران عن تسجيل أكثر من 10 هزات ارتدادية ضربت مركز القضاء منذ الأحد، فيما قالت هيئة الرصد الزلزالي في بغداد إن مجموع الهزات الارتدادية التي سجلت في إنحاء البلاد فاق المئة. وامتد زلزال الأحد إلى معظم مناطق العراق وقد شعر به سكان في مناطق سعودية وكويتية وسورية. وسجلت النجف ثاني أكبر الأرقام بخمس درجات على مقياس ريختر، فيما سجلت بغداد نحو 4 درجات. ومع أن أضرار الزلزال في العاصمة بغداد ليست مؤثرة إلا أن سكان المناطق القديمة افترشوا الشوارع والأرصفة خوفا من انهيار منازلهم التي يعود إنشاء معظمها إلى عقود فوق رؤوسهم. وحاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي طمأنة السكان الخائفين، مؤكدا أن حكومته تعمل على إغاثة المتضررين. وقالت مجيدة أمير، التي هرعت بأطفالها الثلاثة من منزلها في حي الصالحية في بغداد، “كنت أجلس مع أطفالي وفجأة كان المبنى يتمايل في الهواء”. وأضافت “ظننت في بادئ الأمر أنها قنبلة ضخمة ثم سمعت الجميع حولي يصرخ ويقول زلزال”. ووقعت مشاهد مشابهة في عاصمة كردستان العراق وفي مدن أخرى شمال العراق قرب مركز الزلزال. وانقطعت الكهرباء في عدة مدن إيرانية وعراقية ودفع الخوف من توابع الزلزال الآلاف من الأشخاص في البلدين إلى البقاء في الشوارع والحدائق. وسجل مركز رصد الزلازل الإيراني نحو 118 من توابع الزلزال وتوقع المزيد. وقال رئيس الهلال الأحمر الإيراني إن أكثر من 70 ألف شخص يحتاجون إلى أماكن لإيوائهم بصورة عاجلة. وقال عبدالرضا رحماني فضلي، وزير الداخلية الإيراني، إن بعض الطرق أغلقت وإن السلطات تشعر بالقلق بشأن ضحايا الزلزال في القرى النائية، فيما أعلن مسؤول إيراني في قطاع النفط أن خطوط الأنابيب والمصافي في المنطقة لم تتضرر. وتقع إيران على خطوط صدع رئيسية وهي عرضة للزلازل بشكل متكرر. وأدى زلزال بلغت قوته 6.6 درجات في ديسمبر من العام 2003 إلى تدمير مدينة بام التاريخية الواقعة شرق طهران وقد أودى بحياة حوالي 31 ألف شخص. وقال ريكوت حمه رشيد وزير الصحة بإقليم كردستان العراق، إن أكثر من 30 شخصا أصيبوا في البلدة. وأضاف “الوضع حرج للغاية”. وقال إن أضرارا بالغة لحقت بالمستشفى الرئيسي بالمنطقة فلا توجد كهرباء ولذلك يجري نقل الجرحى إلى السليمانية للعلاج. كما لحقت أضرار كبيرة بالمباني والمنازل.
مشاركة :