هؤلاء هم أشهر المغنين والملحنين في العصر العباسي

  • 11/14/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مثّل العصر العباسي ذورة الاهتمام بتطوير فنون الموسيقى والغناء في المدنيات العربية والإسلامية، مع التشجيع الكبير الذي أولاه الحكام أنفسهم لهذا الجانب، وبرز العديد من المغنين والمغنيات والعازفين والعازفات، ولعل كتاب "الأغاني" لأبي فرج الأصفهاني أكبر دليل على ذلك. فالأغاني، وإن كان كتاباً موسوعياً جمع فنون الأدب والغناء والشعر ومن العصر الجاهلي إلى العباسي، إلا أن الأصفهاني بنى فكرته الأساسية وتسميته من جمعه وتدوينه عدداً من الأغاني والأصوات العربية، وما يتبعها من نصوصها الشعرية والألحان. بل إن مادة كتاب "الأغاني" الأساسية قامت على 100 صوت، كان الخليفة هارون الرشيد قد أمر مغنيه الشهير إبراهيم الموصلي أن ينتخبها له، ومن ثم أضاف لها الأصفهاني ما اختاره من مصادر أخرى متنوعة.الدور الاجتماعي للغناء لعب الغناء في العصر العباسي دوراً اجتماعياً، وعكس نوعاً من الرقي الطبقي وثراء الحياة الفنية والرفاهية التي كانت تتمتع بها نخبة من المجتمع في بغداد والمدن الكبرى. لكن فنون الغناء رغم ما حملته من طابع نخبوي إلا أنها أيضاً كانت قد خرجت إلى الشوارع وعامة الناس، حيث كان المغنون يمارسون فنونهم من موسيقى وغناء ورقص في المحال العامة والشوارع. كما أن الاهتمام بفنون الغناء واكبه تطوير الآلات المستخدمة في الألحان والعزف، مثل #العود والطنبور والطبلة وغيرها مما استحدث، وقامت مدارس وثقافة شاملة في هذا الباب. وإن كانت النهضة الموسيقية والغنائية عند العرب قد بلغت ذروتها في العصر العباسي إلا أن تاريخ الموسيقى والغناء يعود إلى قبل ذلك، فالطرب والميل للإيقاع والألحان هو سمة بشرية، رافقت الإنسان منذ العصور القديمة. وفي هذا الإطار فإن المغني والموسيقي يونس الكاتب، الذي بلغ صيته في العصر الأموي، يعتبر رائداً في مجاله قبل نجوم العصر العباسي، حيث إنه من أوائل العرب الذين وثقوا لفنون الغناء والموسيقى وألف فيهما، حيث له كتابا "النغم" و"القيان"، وشكلا نواة لما كتب بعدهما في هذا المجال.الثورة الحقيقية بدخول العصر العباسي، فإن الثورة الحقيقية في #الموسيقى والغناء كانت قد تمت مع موسيقيين، أمثال إبراهيم الموصلي وولده إسحاق، وإبراهيم بن المهدي، وساعدت الظروف الاقتصادية على أن يبلغ الاهتمام ذروته بدعم البلاط الحاكم. أيضاً كان للترجمة دورها في شحذ المعارف وترقية الإدراك الفني الموسيقي، حيث تمت الاستفادة من التراث اليوناني في الموسيقى، وتم اختراع النوت الموسيقية، وأصبحت دراسة الغناء والألحان والموسيقى من العلوم التي يجري بها اهتمام كبير، مع الالتفات لتراث الشعوب الأخرى كالفرس والهند والروم وغيرهم ودراسته والاستفادة منه.الأندلس.. زرياب وأول معهد لكن وإن كان العصر العباسي هو حقبة مجد الفنون الموسيقية وازدهارها فإنه على الجانب الآخر فقد كانت الأندلس وحضارتها ذات شأن كبير في تطوير هذا الفن. ويشار هنا إلى واحد من أهم الأسماء المعروفة وهو أبو الحسن علي بن نافع الملقب بـ "زرياب"، الذي كان أول من أسس معهداً متكاملاً للموسيقى وعمل على نشر الموسيقى الشرقية بالأندلس، وقد كسب معهده صيتاً إلى درجة توافد الطلبة إليه من الدول الأوروبية، فمثلا نجد أن ملك انجلترا جورج الثالث أوفد ابنة أخته دوبانت للدراسة به. كما يشار إلى فنون أشعار الموشحات ودورها في تطوير #الشعر الغنائي، التي عرفت بها الأندلس بوجه خاص، وتطورت في مناخ يختلف عن البيئة الشرقية.دور النساء في تاريخ الموسيقى والغناء لا بد من الإشارة إلى دور النساء في هذا الجانب، ففي العصر العباسي بالتحديد برزت العديد من الأسماء التي لا تزال تذكر في هذا المجال، ومنهن على سبيل المثال "عريب" التي كانت أيضا عازفة على العود، وكانت تغني عند الخليفة الواثق الذي عرف عنه اهتمامه بالتلحين شخصياً. وأدوار المغنيات لم تكن عابرة، فقد أسسن لتطوير في الفنون الموسيقية والغناء من حيث الأداء ووظفن جمال الصوت وبراعة الرقص في تقديم الصور التمثيلية لتمازج الإيقاعات مع لغة الجسد، وكان أيضاً لكثير منهن الاهتمام بتنمية الثقافة الفنية والأدبية. أيضا يشار إلى "شارية" التي تعتبر واحدة من أعظم المغنيات المبدعات في العصر العباسي، التي جمعت بين حسن الوجه وكمال الأدب ورقة الصوت، ما أكسبها مكانة في بلاط الحكام، وقد تتلمذت على يد إبراهيم بن المهدي لتصبح نجمة في زمانها.

مشاركة :