هل ترغب في تحسين قدرة دماغك التشغيلية؟ هل تود تنمية قدراتك الذهنية وتصبح أكثر ذكاء؟ إذا كانت إجابتك نعم، فابدأ بتعلم لغة أجنبية جديدة فوراً؛ فهذه هي الطريقة المثلى للحصول على دماغ بقدرات أفضل. تعتبر معرفة مفردات وقواعد لغوية جديدة تدريباً جيداً للدماغ يؤدي إلى تنشيط الذاكرة؛ فأنت تحتاج إلى تذكر المفردات المناسبة للتعبير عن نفسك، وتحتاج أيضاً إلى القواعد اللغوية التي تمكنك من ترتيبها لتصبح ذات معنى. وبالإضافة إلى تنشيط الذاكرة، يعتبر الخبراء أن تعلم لغة أجنبية جديدة طريقة جيدة لتنمية قدرة الفرد في اتخاذ القرار، فعندما يتحدث الفرد يجد الدماغ نفسه في تحدّ للبحث عن المفردات المناسبة لإعطاء المعنى المطلوب، وتحدّ آخر في البحث عن أفضل طريقة لتشكيل العبارات، وعليه اتخاذ القرار بسرعة للوصول إلى درجة الطلاقة، وتكرار هذا التحدي ينتقل تلقائياً للمواقف الحياتية التي يحتاج فيها الفرد سرعة اتخاذ القرار وإعطاء الحكم المناسب، وهذا ما يفسر برأي بعض خبراء كرة القدم كيف أن اللاعب الذي يتحدث أكثر من لغة يمتلك رؤية أوسع للملعب، ويمتلك سرعة القرار في التمرير، بالإضافة إلى امتلاكه قدرة هائلة على التركيز مع وجود آلاف الجماهير في المدرجات. أما إذا رغبت أن تمتلك قدرة القيام بأكثر من مهمة دون أن تؤثر إحداها على الأخرى، فتعلُّم لغة جديدة يساعدك على فعل ذلك؛ فمن يتحدث لغتين أو أكثر يمتلك قدرة سريعة على الفصل بين نظامين لغويين مختلفين بسهولة تامة؛ فعند التحول من لغة إلى أخرى ينتقل دماغك من نظام لغوي بقواعد محددة إلى نظام لغوي آخر يختلف عنه اختلافاً جذرياً، ويعتبر هذا تدريباً متكرراً للدماغ على القيام بمهمتين في آن واحد، فكم من المواقف الحياتية تحتاج لمثل هذه القدرة، فتخيل مثلاً أنك رغبت أثناء قيادة سيارتك بالقيام بعمل آخر دون أن تتاح لك فرصة التوقف، فهل تستطيع أن تفعل ذلك دون التأثير على انتباهك للطريق؟ أثبتت التجارب أن متعدد اللغات أقدر على التصرف في مثل هذه المواقف من أحادي اللغة. أمّا أغرب ما قرأت، فهي أن تعلم لغة أجنبية يكسبك القدرة على حل المعضلات، ويدافع الخبراء عن هذه الفكرة بقولهم إن التحديات المتعددة التي تواجه المتعلم في التعرف على قواعد لغوية جديدة، والتحديات التي تواجهه في تطبيقها تنمي في دماغه القدرة على حل كافة أنواع المشاكل بما فيها المسائل الرياضية، وقد أثبتت التجارب أن الطالب الذي يتحدث لغتين أو أكثر يتفوق على أقرانه في اختبارات الرياضيات. وفي الختام يستطيع متعدد اللغات "الذكي" أن يطبق الهياكل اللغوية التي يتعلمها من اللغات الأخرى على لغته الأم، مما يمكنه من استعمالها بطريقة أفضل كتابة وقراءة وحديثاً، ولا أدل على ذلك إلا حرص فطاحل الكتّاب والشعراء العرب "مسلمين ومسيحيين" على تعلم القرآن الكريم وحفظه للاستفادة من إعجازه البلاغي في أسلوبهم وقدراتهم اللغوية، فكلام الله ولغته خير معلم لكل من أراد تعلم البلاغة وسلاسة الحديث. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :