اعتزال لاعبين من المنتخب الإيطالي… وأضرار تطال الاقتصاد بعد الفشل في التأهل لكأس لاعبون في المنتخب الإيطالي في حالة انهيار الاثنين بعد فشل فريقهم في الترشح لنهائيات كأس العالم 2018(أ.ف.ب) المجلة: لندن صدم الإيطاليون، الاثنين، بعدم تأهل منتخبهم، الذي سبق أن فاز بكأس العالم 4 مرات، لنهائيات 2018. وتحاول إيطاليا الثلاثاء الاستيقاظ من الصدمة وخيبة الأمل جراء فشل منتخبها في التأهل للنهائيات، وغياب أبطال العالم 4 مرات عن المونديال للمرة الأولى منذ 60 عاما. وتعادلت إيطاليا على أرضها مساء الاثنين سلبا مع السويد، في إياب الملحق الأوروبي المؤهل إلى نهائيات المونديال الروسي، لتخرج من المنافسة بعد خسارتها ذهابا صفر – 1. وتغيب عن كأس العالم التي رفعتها 4 مرات، للمرة الأولى منذ مونديال 1958 في… السويد. وبعد دموع الحارس الأسطوري جانلويغي بوفون مساء الاثنين، الذي أعلن اعتزاله دوليا عن 39 عاما بعدما حرم فرصة خوض المونديال للمرة السادسة في مسيرة زاخرة بالإنجازات، كان الموعد الثلاثاء مع التعليقات القاسية للصحافة الإيطالية التي لم ترحم منتخب بلادها. وعنونت صحيفة «لا ستامبا»: «نهاية العالم (…) وداعا للمونديال»، عادّة أن ما جرى يمثل «قفزة إلى الخلف». وأضافت: «هناك ما هو أسوأ في الحياة. لكن في هذا السياق، يصعب هضم ما جرى. إنها قفزة إلى الخلف لـ60 عاما، ولعصر خرجت فيه إيطاليا بشكل قاس مرتين من دور المجموعات»، في إشارة إلى إقصاء المنتخب في 2010 و2014 من الدور الأول للنهائيات. وعنونت «كورييري ديللا سيرا»: «من دون مونديال بعد 60 عاما»، مع صورة لبوفون وهو يبكي، بينما كرست «لا غازيتا ديللو سبورت» صفحتها الأولى لعنوان عريض هو «النهاية» مع صورة أيضا لبوفون، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. من جانبها، جمعت صحيفة «لا ريبوبليكا» عبارات عدة في عنوان واحد: «خسارة الآزوري… المونديال من دون إيطاليا… دموع بوفون: لقد فشلنا». وفي الشوارع الإيطالية حيث رفعت في الأيام الماضية صور بوفون واللاعبين، شكلت الصدمة والحزن قاسما مشتركا بين السكان. وقال ديفيدي، الإيطالي الثلاثيني الذي يقطن في روما، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لدي شعور جديد، ليس فقط بالخسارة، بل أيضا بالإقصاء. هذا أمر مختلف، هذا أمر لم أشعر به قط من قبل». أما روميلو فعدّ أن «هذا يوم حزين. ما حصل كان تراجيديا من وجهة نظر رياضية. لا يمكن لإيطاليا أن تسمح لنفسها بخوض مباراتين هكذا»، في إشارة إلى لقاءي الملحق ضد السويد، حيث قدم المنتخب أداء أقل بكثير من المتوقع منه. وفي أعقاب المباراة، أعلن لاعبون في المنتخب وضع حد لمسيرتهم الدولية، يتقدمهم بوفون، ولاعب وسط روما دانييلي دي روسي (34 عاما)، وقطب دفاع يوفنتوس آندريا بارزالي (36 عاما)، بينما لم يتضح ما إذا كان جورجيو كيليني (33 عاما) سيقدم على الخطوة نفسها. وقال بوفون وهو شبه منهار لقناة «راي» الإيطالية: «لا أشعر بالأسى تجاه نفسي؛ بل تجاه الكرة الإيطالية. لقد فشلنا في أمر يعني الكثير على الصعيد الاجتماعي»، مضيفا: «أنا واثق من وجود مستقبل لكرة القدم الإيطالية، لأننا شعب يملك كبرياء وتصميما، وبعد السقوط نجد دائما وسيلة للنهوض». ووجهت الصحف انتقادات لمستوى المنتخب الذي يشرف على تدريبه جانبييرو فنتورا. وكتبت صحيفة «توتوسبورت» أن «إيطاليا لن تذهب إلى المونديال لأنها لا تستحق ذلك. الإهانة لا تطال فقط (جانبييرو) فنتورا الذي لن يكون مدربا للمنتخب بعد اليوم، وإنما منظومة كرة القدم». ورمت صحيفة «كورييري ديللو سبورت» بدورها «الجميع خارجا!» في عنوان كبير على صفحتها الأولى، عادّةً أن «فنتورا سيذهب، لكن يجب ألا يكون الوحيد». ولم يحسم فنتورا مصيره في انتظار اجتماع طارئ يعقده الاتحاد الإيطالي الأربعاء، بحسب ما أعلن رئيسه كارلو تافيكيو الثلاثاء. ونقلت الصحافة المحلية عن تافيكيو قوله: «أصبنا بخيبة أمل كبيرة جراء عدم التأهل. إنه فشل رياضي يستوجب حلولا يشارك فيها الجميع، ولهذا دعوت إلى اجتماع غدا لكل المكونات الفيدرالية، من أجل القيام بتحليل معمق وتقرير خيارات المستقبل». وقال فنتورا بعد المباراة إن تقديم الاستقالة «لا يتعلق بي وحدي. لست في حالة نفسية تسمح لي بالتصدي لهذه المسألة. سنلتقي، سأقول ما لدي، وسأصغي. كل ما سيخرج (عن الاجتماع) سيتم قبوله». وستغيب إيطاليا للمرة الثالثة فقط في تاريخها عن كأس العالم، بعدما امتنعت عن المشاركة عام 1930 وفشلت في التأهل عام 1958. وبدأت وسائل الإعلام الإيطالية أيضا بتقييم «الأضرار الاقتصادية» لعدم التأهل لكأس العالم، في بلد يعشق سكانه كرة القدم، وتعد بطولته المحلية واحدة من أبرز 5 دوريات أوروبية. وبحسب تقديرات الصحف، ستبلغ خسائر كرة القدم الإيطالية نحو مائة مليون يورو، تتوزع بين المبالغ التي تنالها المنتخبات بدلاً للمشاركة في كأس العالم، وخسائر النقل التلفزيوني لمباريات المونديال للقنوات الإيطالية («راي» و«سكاي») التي ستتراجع عائداتها الإعلانية في بلادها نظرا لأن منتخبها لن يكون مشاركا في البطولة. وعلى سبيل المثال، بلغ معدل عدد مشاهدي هاتين القناتين خلال مباريات إيطاليا في كأس العالم 2014 نحو 17.7 مليون شخص.
مشاركة :