الشاعرٌ والقاص العراقي المصيفي الركابي أول من طبع ديوانين من "شعر الهايكو" في بلد الغربة، ومن اهم اعماله الادبية "فراشات ملونة" و"أطيار المواسم الأربعة". فشعره يستند على مهارة جيدة، ويُكتَب بأسلوب سلس حتى أنه يجذب القارىء المتابع للأنشطة الثقافية والمعرفية، ويتواصل معه عبر مخاطبة الطبيعة والإنسان، بالرغم من أن هناك الكثير من الصيحات تعالت ضد هذا النوع من الشعر، وأعتبروه دخيلا ً على الثقافة العربية التقليدية، حتى أن البعض يصفها بأنها "قصائد غير مكتملة "والذي يتابع قصائد هذا الشاعر وهو غزير الانتاج حسب متابعتي له، ومن خلال ما يقوم به من نشر في صحف الاجنبية وبعض المواقع الالكترونية وكذلك الصحف العربية يجد انه أثار الاعجاب والتفرد بما تحتوي قصائده من صور ومشاهد حية وموحية . من طنين البعوض تتكون " نوتات " موسيقى الغسق . ويقول عنه الكاتب فرج الخزاعي" يتميز المبدع العراقي المصيفي الركابي بشعر الهايكو من خلال إختزال المعنى، وبلاغة الكلمة عبر مفردات قلائل ينسجها بروائع العلم والمعرفة وإحتضان جميع الفلسفات التي أثقلت من كاهله ومشواره الإبداعي وكأنه فارس يجول بفرسه، وليس هذا فقط فهو يمتلك صورا ًممتعة تشكل هاجساً لفهم مشاعر الآخرين . يرقص تودداً لأنثاه طائر الماركيز كأنه المجنون وكان لتفاعله مع الوسط الأدبي والثقافي الأثر البارز في الفكرة والعاطفة المتدفقة في شعره الجديد الذي طرقه على مسامعنا في مغتربنا العاج بالشعر العمودي، الذي مازال الكثير هنا متمسك به ملتزم باستخدام كلام موزون ومقفى، والذي تعبنا منه ومن هذيانات هؤلاء الشعراء الذين لا يواكبون العصر. وما يهمهم فقط نهايات القوافي ولا داعي لذكر الأسماء هنا، فقصيدة الهايكو عند المصيفي الركابي أجدها ذات فائدة أكثر وفيها من الموسيقى الشعرية الكثير بالرغم من قصرها وهي متلاحمة النسج كما عند الشعراء الكبار في عصر الجاهلية وبقية العصور. كما ان قصائده مترابطة المفردات وكأن كل مفردة من مفرداته متصلة ولا يمكن تفكيكها الا عند تحليل أنساقها بهدف الامسالك بتلابيب المعنى وتشخيص دلالاته التي تتمظهر في معمارها وطبيعة تأثيثها وهنا عنصر التواصل بينها، وهو يصوغ قصائده في عدة موضوعات تلامس وجداننا وهذه الموضوعات لها اتصالات في حالات جمة من غير تنقل وانفصال فتبدو وحدة لغوية ولفظية وموسيقية متماسكة العناصر ضمن قالب شديد التكثيف. ان شعره الرصين أو لنقل هذه الحالات الشعرية تملك الدقة والرقة والسهولة وشرف المعنى، ومن الجدير بالذكر إلى أن مناخ روحي تنبع منه ثقافة أهم الشعراء الهايكو الكلاسيكيين ومعظمهم من الرهبان. كما ان أشهر قصائد الهايكو تحكي عن تفاصيل وحالات يومية لكن من زاوية جديدة تجعل الحالة المألوفة جديدة تماما على مسامع المتلقي . في عتمة الظلام وجه أمي القمر وهذا المقطع يتكون من سبع كلمات موزعة على ثلاثة مقاطع، المقطع الأول"في عتمة الظلام"والمقطع الثاني "وجه أمي" والمقطع الثالث "القمر" وأنا أرى هذا الظلام الذي يحيطنا من كل مكان حتى يتبادر الى القارئ امكانية الفصل الكتابي،وبهذا يرسم لنا وصفة سوداوية لكن فيها أمل،لأن وحدة المعنى تتطلب من القارئ دمجها معا للوصول إلى المعنى الذي أراده المصيفي وان لحظة الأمل وجدت من خلال القمر، والأم وظهورها ساهم في بث روح جديدة لهذا الأنسان . أطفالٌ جياع يرقصون على ايقاع بطونهم الخاوية ومن أبرز منشورات المصيفي الركابي "بين الحقيقة والخيال "خواطر وتأملات، نيازك "مجموعة قصصية قصيرة جداً، فراشات ملونة" ديوان شعر هايكو" هواجس ثملة "ديوان شعر . أطيار المواسم الأربعة" شعر هايكو". وكانت للقاص والشاعر العراقي المغترب المصيفي الركابي الى جانب ثلة من الادباء مساهمة كبيرة في الرقي بالادب حيث تم إختيار نصوصهم ضمن مطبوع ضم في جنباته مساهمات 111كاتب عربي صدر بعنوان قصص عربية قصيرة جداصدر في القاهرة مؤخرا. كما أصدر كتاب مع القاصة المغربية زكية بوجديد، فضلا ً عن مطبوع مشترك "قصائد هايكو" صادرعن نادي الهايكو العربي.
مشاركة :