لم يحمل خطاب ألقاه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الثلاثاء في الدوحة أي مؤشرات على قرب انتهاء الأزمة بين قطر وأربع دول عربية أخرى، بل إن الأمير تميم ألمح في الخطاب إلى أن الأزمة ستستمر لوقت طويل. الخطاب الذي ألقي أمام مجلس الشورى القطري "يدل على أن الأزمة الخليجية ليست في طريقها إلى حل قريب بسبب تعنت دول الحصار" وفق ما قاله لـ"موقع الحرة" محمد بن المختار الشنقيطي، مدير مركز الدراسات والبحوث بجامعة قطر. اقرأ أيضا.. المنطقة العربية.. بوادر أزمة قد تفضي إلى حرب وألقى الشيخ تميم في خطابه باللائمة على السعودية والإمارات والبحرين ومصر في استمرار الأزمة، قائلا إنها "لا تريد التوصل إلى حل". ولم تفلح حتى الآن جهود الوساطة الكويتية في إقناع قطر والدول المقاطعة لها في البدء بحوار يمهد لإنهاء الأزمة المستمرة منذ مطلع حزيران/ يونيو الماضي. عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد عبد الله آل زولفى أبدى استغرابه من حديث أمير قطر عن حل الأزمة، مشددا على أنه (الأمير) "في حال كان جادا ويريد الحوار فعليه أن يقبل بمطالب الدول ومن ثم يتم الحديث حول ما يجب الحديث عنه". وتشمل المطالب الـ 13 التي قدمت رسميا إلى الدوحة في الـ 22 حزيران/يونيو، إغلاق قناة "الجزيرة"، وخفض العلاقات مع طهران، الخصم اللدود للرياض في الشرق الأوسط، وإغلاق قاعدة تركية في الإمارة الغنية بالنفط والغاز. ورفضت الدوحة جميع المطالب. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الرابع من تموز/ يوليو إن المطالب التي تقدمت بها الدول التي تقاطع الدوحة لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه "غير واقعية" و"غير قابلة للتطبيق". اقرأ أيضا.. سياسي بحريني: أزمة الخليج قد تفكك مجلس التعاون استمرار الأزمة.. إلى متى؟ في الأسبوع الثاني من أيلول/ سبتمبر الماضي، كانت مؤشرات البدء في حوار تلوح في الأفق، فقد أكدت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلقى اتصالا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد. وحسب وزارة الخارجية السعودية أبدى أمير قطر خلال الاتصال "رغبته بالجلوس على طاولة الحوار ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع". وقوبل ذلك بترحيب ولي العهد السعودي حسب وكالة الأنباء الرسمية في الرياض. لكن هذه المؤشرات سرعان ما تلاشت عندما أعلنت السعودية في الثامن من الشهر ذاته تعطيل أي حوار أو تواصل مع قطر إلى حين إصدار الدوحة تصريحا توضح فيه موقفها بشكل علني. واتهمت الرياض الدوحة بـ"تحريف مضمون المكالمة بين ولي العهد السعودي وأمير قطر". اقرأ أيضا.. محلل كويتي: تغيير النظام القطري احتمال وارد ويعتقد المحلل السياسي المصري عاطف سعداوي أن الأزمة الخليجية "ستستمر على مستواها الحالي، من دون تصعيد أو تهدئة". وقال سعداوي لـ"موقع الحرة" إن هناك "قناعة من الدول الأربع ومن قطر بأن الأمور ستسير على منوالها الحالي، لأن الدول الأربع مصرة على أن تُنفذ مطالبها وليست لديها أي نية في التنازل، أما قطر فهي مصرة على الرفض". وشدد آل زولفى من جهته لـ"موقع الحرة" على أن "الأزمة ستستمر إلى أن تستجيب قطر لمطالب الدول". واستبعد آل زلفى الدخول في أي حوار، قائلا: " أنا لا أدري على أي أساس يكون هناك حوار مع قطر. قطر قُدمت لها مطالب واضحة وصريحة غير قابلة للتفاوض". اقرأ أيضا.. الأزمة الخليجية.. مخاوف من تداعيات اقتصادية يقول الأكاديمي الكويتي شفيق الغبرا إن خطاب أمير قطر عكس قناعة بلاده بأن "الحل ليس قريبا". وأشار الغبرا لـ"موقع الحرة" إلى أن السعودية حاليا لديها انشغالات أخرى غير الملف القطري، "فهناك أزمة اليمن، والوضع في لبنان واستقالة سعد الحريري، إضافة إلى الوضع الداخلي وتعقيداته". ورأى الشنقيطي من ناحيته أن خطاب أمير قطر "جاء مفعما بروح التحدي والصمود في وجه الحصار، مع الاحتفاظ بروح المصالحة والاستعداد للتسوية". المصدر: موقع الحرة
مشاركة :