بين لونين .. لون عربي ولون افريقي أينعت "أغدا ألقاك" رائعة كلثومية بحدس الشاعر الهادي آدم. و"موسم الهجرة الى الشمال" للطيب صالح .. والفيتوري الكبير.. وقبل ذلك ومع بدايات القرن الماضي وصاحب "أنشودة الجن" شبيه الشابي التجاني بن بشير. وفي هذه الفسحة من جغرافيا النيلين .. طبعا من لا يتذكر شهيرة الفنان الكبير سيد خليفة ونعني "الممبو السوداني". وهكذا السودان والخرطوم تحديدا، ومن خلال دعوة شعرية كانت الزيارة. هي الزيارة الأولى وبالتالي بعد هذه الصور المتعددة عن ومن خلال أمكنة مختلفة بين القاهرة وبيروت والدوحة ودبي ومسقط وطرابلس وبنغازي وبغداد ودمشق والجزائر وقسنطينة واسطمبول وطهران وبيجين وهانجو وشنغهاي و...كيف ستكون الصورة بمعنى الراهن الثقافي والشعري والحياة اليومية والتفاصيل والعناصر والأشياء ولا سيما في بلاد عطرت الآداب العربية والانسانية الكونية بإبداعات الطيب صالح ومحمد الفيتوري والهادي آدم ومن قبلهم أحمد التجاني بن يوسف بن بشير هذا الذي تشبه تجربته الشعرية والحياتية كثيرا تجربة شاعر تونس الراحل الشابي وصولا الى الآن والهنا حيث كلمات وأشعار روضة الحاج وابتهال تريترو طارق الطيب ومحي الدين الفاتح والناقد الجهبذ الصديق عمر الصديق والجميل الصحفي المجتهد محمد الشريف وغيرهم من المبدعين. واذن فسحة أخرى في الزمان والمكان العربيين ولكن هذه المرة ستبرز تلوينات الثقافة والأدب والشعر في افريقيا باعتبار طبيعة المهرجان المقصود الذي سيكون للشعراء العرب والأفارقة فضلا عن كون السودان بمثابة البوابة بين العرب والأفارقة. سعيد العباسي ومعاوية محمد نور وغيرهم من رواد النهضة الأدبية السودانية "الإصبع الإبهام" آخر دواوين الشاعر محي الدين الفاتح خلاصة لفصول الحياة لرجل أودع شؤونه للشّعر ذلك هو اليوم الأخير في الخرطوم أمضيتهُ وقد امتلأت رئتي برائحة المسك والزنجبيل...".. زيارة ونيارة كما يقول التوانسة فعلا. الفعالية هي الأسبوع الثقافي السوداني بتونس وهي بمثابة الترجمان الآخر للتواصل الذي ذكرناه، حيث تنطلق هذه الفعاليات بتونس في الفترة من 13 الى 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري باشراف من قبل وزارة الشؤون الثقافية وكان الافتتاح بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة في السادسة والنصف مساء بحضور الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية والسفير السوداني بتونس العبيد أحمد مروح مع عرض لفرقة الفنون الشعبية حضور غنائي للفنان أحمد محجوب مع قراءات لقصائد شعرية. ويضم البرنامج العام للتظاهرة عددا من العروض الفنية والأمسيات الشعرية والحفلات الغنائية بدار الثقافة ابن رشيق واتحاد إذاعات الدول العربية ليكون الاختتام للتظاهرة خلال الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بصفاقس. ألوان سودانية بيننا والثقافة تجمع مثل عاداتها الوجدانية والانسانية والشعر. هذا الماثل في دهشته قدام ما يحدث للأكوان يشحذ نبل معانيه والكلمات لأجل المحبة العالية والود الباذخ. ألم يقل منور صمادح شاعر تونس الراحل "واذا ماعشت فيهم فلتعش للكلمات .. شاهد أنت عليهم وعليك الكلمات..".
مشاركة :