خطاب تميم متناقض ومخيب للآمال

  • 11/15/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

عمار يوسف (الرياض) وصف خبراء ومحللون سياسيون ونفسيون سعوديون خطاب أمير قطر تميم بن حمد أمام مجلس الشورى بأنه جاء مكابراً وموتوراً ومتناقضاً، يعبر عن حالة من اليأس والإحباط السياسي الذي يخيم على المؤسسة الحاكمة في قطر، وأكدوا في تصريحات لـ«الاتحاد» أن من أبرز أنواع المكابرة الزعم بأن علاقات قطر مع الدول الكبرى «أصبحت أفضل مما كانت عليه قبل الحصار»، وقالوا إن هذا الأداء يمثل أكبر كذبة تسوق للشعب القطري وللمجتمع الدولي، بدليل خطابات التنديد الدولي برعاية قطر وتمويلها للإرهاب. وشددوا على أن الخطاب جاء هزيلاً ومخيباً لآمال الشعب الخليجي والشعب القطري وأن ما ورد فيه عن «سياسة ضبط النفس»، ربما لا يصدقه تميم نفسه فضلاً عن شعب قطر، وبقية الشعوب العربية بدليل التعنت الذي مارسه نظام الحمدين تحت ذريعة «السيادة» التي تحرص عليها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب «السعودية والإمارات والبحرين ومصر»، باعتبار ما يحظى به الشعب القطري الشقيق من مكانة وتقدير كبيرين لدى هذه الدول. وقال الخبير الاستراتيجي عيد بن فهد الخيران، إن خطاب أمير قطر لم يحدد ماهي الدول الكبرى التي تحسنت علاقات بلاده معها، هل هي تركيا وإيران ؟ أم ماذا، والكل يتابع فشل الجولات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية القطري إلى عدد من الدول الغربية، في محاولة استجداء الحل لديها، ولكنها لم تلق اهتماماً للنظام القطري الذي ثبت يوماً بعد يوم مدى تلطخ يديه بدماء الأبرياء في كل من السعودية والبحرين واليمن وليبيا بسبب مؤامرات النظام ورعايته الإرهاب بالتعاون مع حليفه الإيراني الذي يصفه بـ«الشريف». وأضاف متسائلاً عما إذا كانت المظاهرات التي نظمت أمام السفارات القطرية في أوروبا ودول آسيا، احتجاجاً على رعايتها الإرهاب هي دليل على تحسن علاقات قطر مع الدول الكبرى، أم أن الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية والإمارات دون أن يزور فيها قطر هي دليل على تحسن علاقاتها مع الدول الكبرى. وقال الخيران، إن حديث تميم عن سياسة ضبط النفس تكذبه الافتراءات التي تطلقها قناة الجزيرة وإساءاتها المتكررة للدول الأربع، وفي مقدمها السعودية، مشيراً إلى أن نظام الحمدين لم يمارس أي ضبط للنفس بقدر ما مارس المكابرة والعناد والهرولة نحو إيران وتركيا للاستقواء بهما، دون أن تعلم بأنها من خلال استنجادها بطهران قد ورطت نفسها أكثر في وحل سياسي لن تستطيع الخروج منه. وشدد على أن خطاب أمير قطر لم يقدم جديداً لشعبه التواق لحل الأزمة التي تسبب فيها نظام والعودة إلى محيطه الخليجي والعربي، مشيراً إلى أن نظام الحمدين ربما لم يدرك بعد أن أزمته مع جيرانه تتركز حول قضايا جوهرية وبنيوية تمس الأمن القومي للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ولا يمكن التهاون حياله، كما لا يجدي معه استجداء الحلول من وراء البحار. من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز عبد الله العبدلي أن خطاب أمير قطر أمام مجلس الشورى لم يأتِ بجديد لشعب قطر الذي يعاني الأمرين من سياسات نظامه بل تضمن إساءات للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مثل وصمها بـ«المهاترات» و«الإسفاف» و«إهدار القيم والأعراف»، مشيراً إلى أن هذه الكلمات دليل إضافي على التعنت الذي حاول أن يوصم بها دول الرباعي، وأن الادعاء باستعداد النظام القطري للتسوية هو مجرد تسويق خطاب سياسي لإرضاء الداخل الذي بات على اطلاع واسع بمكائد النظام ومراوغاته، دون أن يقدم أي خطوة جدية تثبت رغبته واستعداده للتسوية. وأوضح أن استمرار عناد النظام القطري أدى إلى إطالة أمد الأزمة وسوف يطيلها إلى اجل غير مسمى وربما يهدد المكتسبات التي حققها مجلس التعاون الخليجي طوال 37 عاماً من العمل الشاق لتحقيق تطلعات شعوب دوله، بما فيها قطر، رغم صمت وصبر قادة دول المجلس طوال هذه السنوات على مخططات ومؤامرات النظام السياسي القطري. واعتبرت الباحثة في العلاقات الدولية نوف العسيري، أن خطاب أمير قطر جاء للمرة الثانية مخيبا للآمال مما يزيد من معاناة الشعب القطري الشقيق الذي يعاني ظلم نظامه، مشيرة إلى أن التوترات التي خلقها تنظيم الحمدين في الدوحة لمنطقة الخليج العربي مرشحة للمزيد من التصعيد طالما استمرت الدوحة في عنادها، ولكن التنسيق السعودي الإماراتي قادر على تطويق هذه التوترات وقيادة المنطقة إلى بر الأمان وخلق نواة جديدة لتنسيق خليجي أكبر يمثل حائط الصد لمحاولات الدوحة تقويض مجلس التعاون. وأوضحت أن التعنت القطري أدى لقناعة الدول الأربع بعدم جدوى الوساطات مع هذا النظام، فما عادت الأزمة القطرية تعني شيئًا في أولويات القيادات الخليجية والعربية، والدولية أيضًا بدليل ما قاله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون بعد لقائه الأخير مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «إن باب الوساطات في أزمة قطر قد أغلق».

مشاركة :