خطاب تميم متناقض ويسيء لجهود حل الأزمة

  • 7/23/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

العين: «الخليج» أكد أكاديميون أن قطر لاتزال تنحدر باتجاه الهاوية وغير مدركة لما يحدث، فالتعنت القطري حتماً سيقود الدولة إلى مزيد من الخسائر في مختلف المجالات، نظراً لسياستها في دعم وتمويل الإرهاب، ومعاداة دول الجوار والتدخل في شؤونها الداخلية.وقالوا في استطلاع أجرته «الخليج»، إن الخطاب الذي ألقاه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خالٍ من المضمون يجمع تناقضات لا حصر لها، وبدا هزيلاً ومهزوزاً لا ينم عن نية قطر تجاوز الأزمة، وأظهر فقر الأدوات والموقف، وأن القرار في قطر فقد استقلاليته، ويشير إلى وجود أزمة لدى النظام القطري، وبات قرار النظام فاقداً لاستقلاليته وتابعاً لإملاءات خارجية.الدكتور أحمد مراد، عميد كلية العلوم في جامعة الإمارات، رأى أنه عندما يتحدث قائد أي دولة، فإننا نتوقع أن يكون كلامه حاملاً رسالة إيجابية لمجتمعه وللمجتمع الدولي، إلا أن هزالة خطاب أمير قطر، جاءت عكس خطابات الرؤساء والقادة الذين يسعون للمصلحة العامة؛ بل إنه جاء متعنتاً ومؤكداً سياسته الراهنة في احتضان الإرهاب. ويضيف: استمعنا إلى خطاب الأمير المتناقض في مجمله وركاكة فحواه. إن رسالة تميم تعكس الضعف السياسي الذي يتمتع به النظام الحالي وفشله الذريع في تسويق سياسته دبلوماسياً، فلجأ إلى أسلوب ماكر لكسب تعاطف الشعب للوقوف معه لتحقيق أهدافه السياسية الداعمة للإرهاب. كما كان الخطاب في مجمله مملوءاً بالنفاق السياسي المبني على الحقائق المغلوطة والأدلة الكاذبة، التي تغالط الحقيقة الملموسة للمجتمع الدولي الذي يشاهدها. كما أثنى أمير الدوحة على جهود أمير الكويت؛ إلا أنه تجاهل أن نجاح هذه الجهود كان ومازال مرهوناً بتحرك الدوحة الإيجابي بقبول المطالب الداعية إلى منطقة آمنة وخالية من عبث الإرهاب والتطرف. وتطرق د. مراد، إلى إشارة الأمير في خطابه إلى تركيا على أنها صديق وفي، وأثنى على تجاوبها السريع منذ بدء المقاطعة وتوفيرها لاحتياجاتها، ليؤكد أن الدوحة مازالت تتمسك بالبعيد الطامع، لتشابه المصالح المشتركة والسياسات بينهما. الحل بيدهم أكد الدكتور حمد بن صراي النعيمي، أستاذ التاريخ القديم في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، أن خطاب أمير قطر، لم يلمس أصل المشكلة، وأنّ الحل بيد الحكومة القطرية، بعد أن قدّمت لها دول الخليج الحلول المهدّئة لهذه الأزمة.وأضاف: في هذا الخطاب كان سطحيّ الطرح فهو مجرّد من الخطوات العملية للحل التي تذهب القلق وتعيد إلى النفوس الهدوء، وترجع الأمان إلى منطقة الخليج العربي التي سبّبت فيها الحكومة القطرية اضطراباً في المنطقة، كان بإمكان الحكومة القطرية حلّها إن هي استجابت لحكم العقل، وفي هذا الخطاب نجد بُعداً كبيراً عن أصل الأزمة، فليس فيه ما يشير إلى رغبة الحكومة القطرية في إنجاز الحل، وإتمام العمل المُتَّفق عليه بين دول مجلس التعاون. وقال أيضاً إن الخطاب لم يبيّن طرق الحل التي تقدّمها الحكومة القطرية، وإنما هي مجرّد تمنّيات لا توجد لها خطّة عملية متكاملة. خالي المضمون ووصف الدكتور حسن قايد الصبيحي، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمارات، خطاب تميم، بالخطاب الأجوف الهزيل والخالي من المضمون الذي يعتدّ به، وقال إن الخطاب جاء في بدايته عدائياً واستفزازياً، ثم انقلب إلى خطاب تسامحي، وهذا التخبط الذي حملته لغة الخطاب، يعكس حالة الارتباك والتناقض التي تشهدها القيادة القطرية، حيث جمع بين ما يريده الصقور وما تريده الحمائم. وأضاف أن المتابع للخطاب لن يخرج بنتيجة، موضحاً أن الأمير أو كاتب الخطاب بدا وكأنه يستجدي بعض الفئات العربية، وخصوصاً الفلسطينيين، بعد أن قسمت قطر فلسطين إلى شعبين، قام الأمير بالتمسح بالقضية الفلسطينية، يستجدي دعم الشعبين اللذين راح الكثير من أبنائهما ضحايا لمجازر حماس بالمال القطري.وتساءل الدكتور الصبيحي، ماذا نتوقع من ردود فعل على خطاب الأمير، ونحن لا ندري هل نفهم موقف قطر في الخطاب من النصف الأول الذي كان عدائياً، أم النصف الثاني منه ذي النبرة التسامحية، وبالتالي فإننا ندرك أن المختصين في الدول الأربع يعيشون في حيرة من أمرهم، لأن الخطاب لا يعطي أي إشارة إيجابية أو سلبية يمكن التعامل معها، وربما يطالبون قطر بمذكرة تفسيرية لمفهوم الخطاب. وأضاف، أما على صعيد المحللين، فقد يبدو التفاؤل على البعض منهم، وهؤلاء هم المتعاطفون مع قطر، أما المحايدون الذين يبحثون عن حلول للأزمة فلن يجدوا ما يفيدهم في الخطاب. وقال، دعونا الآن نفكر بعمق في المرحلة القادمة، ولنقرأ ما يمكن أن تطرحه دول التحالف، حيث إن المعني بالأمر هو الوسيط الأمريكي الذي لا بدّ أن يصل إلى مسامعه بأن محاولاته ستصطدم برعونة السياسة القطرية، ثم ثانياً يبدو أن قطر تعاني كثيراً، وأن المقاطعة آتت أكلها، لأن من كتب الخطاب شعر بالفعل بأن المعاناة بلغت ذروتها، ولا بدّ من الإشارة إلى هذا الواقع، ونحن على ثقة بأن الشعب القطري يعيش بعيداً عن قيادته المنقسمة على نفسها. زادها خللاً وقالت الدكتورة عائشة النعيمي، أستاذة الاتصال الجماهيري إنه من الواضح جداً وجود أزمة لدى النظام القطري نتيجة تحالفاته السابقة والتاريخية، مع أطراف باتوا يشكلون عليه أداة ضغط لا يستطيع تجاوزها، بحيث بات قرار النظام فاقداً لاستقلاليته وتابعاً لإملاءات خارجية مشروطة.وأوضحت أن الخطاب لم يحمل جديداً ولم يعكس أدنى حرص على المشترك الخليجي ولا الداخل القطري والتلويح بالعصا التركية وغير التركية، لغة فيها من الضعف والبعد عن العمق الاستراتيجي الحقيقي وخط الدفاع الأول، والقصد هنا دول المنطقة وكيانها المشترك المتمثل في مجلس التعاون الخليجي ووحدة سياساته الأمنية والعسكرية.وأضافت، أن التصعيد في الموقف غير مقبول سياسياً ولا شعبياً، وسيؤدي للمزيد من الاحتقان والتوتر، ويقدم للأطراف الخارجية شرعية التحكم في شؤون المنطقة وشعوبها على طبق من ذهب، ويصعب التخلص من أنيابها في المستقبل. للأسف هذا الاستنزاف والمماطلة والمكابرة ليس في مصلحة النظام الحاكم في قطر، وكنا ننتظر موقفاً أكثر عقلانية وحنكة وأكثر حرصاً، وأقل تطرفاً. مشيرة إلى أنه من غير المقبول منطق المجازفة بمصير شعب وأرض لمصلحة نظام أخطأ في حساباته، المعادلة كانت مُختلة والخطاب زادها خللاً، نأمل في أن يُعيد كل من يبحث عن الأزمة وعدم الاستقرار والفتنه حساباته، لأن الأوطان خطوط حمراء لا تقبل العبث. خطاب هزيل قال الدكتور سعيد حامد، أستاذ الإعلام بكلية الخوارزمي الدولية، إن خطاب حاكم قطر جاء طفولياً ليس له علاقة بالعمق السياسي، حيث أراد من خلاله تقليد السياسيين المخضرمين في مجال العمل السياسي، إلا أن التقليد الأعمى وضعه في دائرة الفشل، لأنه شخص غير مؤهل لمثل هذه المعتركات السياسية التي تتطلب حنكة ووعياً وذكاء وشجاعة، وهو ما يؤكد أن هذا الشخص لا يجوز أن يكون رئيساً لدولة خليجية، وأن وجوده تحت مظلة التعاون الخليجي لا يتناسب مع إمكانياته السياسية الداخلية والخارجية.وذكر أن خطابه الهزيل كشف عن ضحالة معلوماته التاريخية، حيث ظهر من خلاله انتهاجه لسياسة فرق تسد وعدم التفاته لتاريخ دولة الإمارات، والسعودية ومصر ودورها في المحافظة على كيان ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي، واقتصر على توجيه رسائل غير متناسقة أو مدروسة مبطنة بالإهانات، سعى من خلالها للقيام بدور البطل الواثق بنفسه، إلا أن الكلمات والجمل الركيكة أبرزت وبوضوح أنه مرعوب سياسياً بسبب الخطأ الكبير الذي ارتكبه في حق الأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي.وأكد الدكتور مصطفى الطائي أن قطر مازالت في غيّها وتماديها في نهجها البعيد عن العقل والمنطق، وخطاب تميم الأخير دليل ساطع وتأكيد لهذا النهج الذي ابتعد عن الإجماع الخليجي، ولم يراعِ الأمن الخليجي المشترك والمصالح العربية العليا، ولم يعِ خطورة الموقف بهذا المنحى الداعم للإرهاب والضار بالمصالح الخليجية في هذه المرحلة الحساسة التي لا تحتمل مثل هذا التصلب في المواقف، والإصرار على الوقوف ضد الإجماع الخليجي والمصالح المصيرية المشتركة، ولم يراعِ مستقبل الشعب القطري، لأن هذا التعنت سيكلف الشعب القطري المزيد من الخسائر بمختلف المجالات. أكد الدكتور عبدالله بن حارب، أن الخطاب الذي ألقاه تميم كان من المفترض أن يحمل في طياته أموراً إيجابية من أجل العودة إلى الحضن الخليجي، والكف عما تقوم به الدوحة من إعاثة للفساد وتمويل للإرهاب، إلّا أنه عكس مزيداً من التعنت والاستمرار في سياسة الانشقاق عن الصف الخليجي والبيت المتوحد، فكان خطاباً مسيساً وممنهجاً، وتشعر أنه مبّيت. ومن الواضح أنه لم يكتب شيئاً وإنما كان مكتوباً له، فكان من الأولى أن يكون الخطاب إيجابياً، ولكن للأسف كان سلبياً، ينم عن توجه فكر جهة أخرى، ضد مصالح المنطقة والشعوب العربية.

مشاركة :