نصير شمة يعزف مأساة الكرادة العراقية في تورنتو مازال سفير اليونسكو للسلام الموسيقار العراقي نصير شمة يحلق بموسيقاه وعوده في فضاءات وسماوات الموسيقى العالمية، لكي يؤكد جدارته وعمق وأصالة الموسيقى العربية وإمكانية تناغمها مع الموسيقى العالمية بأسلوب علمي متدرج يتسرّب إلى عقول وقلوب متذوّقي الموسيقى الكلاسيكية في أوروبا والغرب عبر تجربة فريدة وفاعلة استند فيها إلى ألحان آلة العود الشرقية، وجعل منها سلاحا قويا لمحاربة التطرف ومناهضة العنف والتبشير بثقافة السلام.العرب [نُشر في 2017/11/15، العدد: 10813، ص(16)]شمة يحلق في فضاءات العالمية بتجربة جديدة تورنتو – اختتم الموسيقي العراقي نصير شمة مساء الأحد مهرجان الموسيقى العربية والفنون بتورنتو الكندية، حيث قدم عرضا مشتركا مع أعضاء الأوركسترا الكندية العربية في قاعة "هامرسون هال" الكبرى في مركز مدينة مسيساغا للفنون الحية، بعد أن أحيا في العاشر من نوفمبر الحالي حفلا كبيرا في مدينة مونتريال الكندية، وسط حضور حاشد لجميع المعنيين بالموسيقى العربية والعالمية من العراقيين والعرب والأجانب. وقال شمة إنه "قدم في حفل ختام مهرجان الموسيقى العربية والفنون بالاشتراك مع الأوركسترا الكندية العربية بعض الأعمال بشكلها الجديد خصوصا ‘الكرادة’ التي تقدم للمرة الأولى، وقد كتبتها عن حادثة التفجير المأساوي الذي راح فيه المئات من الأبرياء العراقيين، حيث زرت المكان وسجلت انطباعاتي عن هذا الحادث وحولته إلى عمل موسيقي كبير"، مؤكدا أنه سيقدم هذا العمل قريبا في بغداد. وأوضح شمة أن هذه الزيارة هي الخامسة له إلى كندا على مدى سنين، وكل سنة تأخذ هذه الزيارات بعدا أكبر، ويوضح "المؤلفات الموسيقية التي قدمتها في حفل مونتريال، هي من كتابتي ما عدا ‘أعطني الناي وغني’ بمشاركة أوركسترا مترو بوليتان مونتريال التي تعد من أهم الأوركسترات في كندا، وفي حفل تورنتو أيضا كلها مؤلفاتي ما عدا بعض أعمال التراث العراقي والعربي”.العمل الجديد لشمة المقدم بتورنتو تضمن الكرادة، والذي كتبه عن حادثة التفجير المأساوي الذي راح فيه المئات من الأبرياء وأكد شمة أن “العود سيدخل إلى أوروبا والغرب عبر هذه التجربة في منطقة جديدة للعزف مع الأوركسترا الغربي وجمهور الكلاسيك المتعود على سماع فقط الموسيقى الكلاسيكية، حيث استمع واستمتع بالموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة، حيث أننا نعزف أعمالا لموسيقيين كبار، ففي كل عرض نقدم ثلاث قطع من الأعمال الكبيرة من الكلاسيك لمؤلفين مثل موزارت وفيفالدي وروسيني وكورساكوف وغيرهم، ونضع الأغلب من أعمالي، وشيئا فشيئا يبدأ الجمهور الغربي بالتعوّد على طريقة الفكر التي نكتب بها الموسيقى”. وختم شمة “يقف وراء هذا المشروع الكبير فريق عمل شكلته مع فنان عراقي كبير الذي يعمل عليه، وهو عقيل عبدالسلام الذي يشمل كل ما له علاقة بفن الأوركسترا، وهو علم بحد ذاته كبير، والرجل متفرّغ له تماما لكي يخرج بنجاح كبير”. ويذكر أن الأعمال التي قدمها الموسيقار نصير شمة في مدينتي مونتريال وتورنتو الكنديتين شملت الأعمال الآتية التي هي من تأليفه ومن تأليف كبار مؤلفي الموسيقى العالميين وهي “للروح حديث” و”كابريس” ، و”فراشة” و”سماعي كرد”، و”إلى جواد سليم”، و”الكرادة” إلى أرواح أبرياء وكلها من تأليف نصير شمة. هذا بالإضافة طبعا إلى معزوفات عالمية أخرى على غرار “موزارت 40 الحركة الأولى”، و”رقصة السيوف” لخاجة دوريان، و”شهرزاد” لريمنسكي كورساكوف، و”حلاق إشبيلية” لروسيني وأخيرا “أعطني الناي وغني” من كلمات جبران خليل جبران وألحان نجيب حنكش وغناء فيروز، وكانت الكتابة للأوركسترا للفنان العراقي عقيل عبدالسلام.
مشاركة :