جيش زيمبابوي يحكم سيطرته على البلاد

  • 11/15/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتشرت الآليات العسكرية المدرعة في شوارع هراري، اليوم الأربعاء، حيث يبدو أن الجيش يحكم سيطرته على البلاد فيما نفى الجنرالات القيام بانقلاب عسكري لكنهم تعهدوا في بيان على التلفزيون الحكومي بإستهداف “المجرمين” المحيطين بالرئيس روبرت موجابي. وتراجعت سلطة موجابي التي استمرت لعقود بعد ان انتشر الجيش في الطرق المؤدية إلى البرلمان في هراري، وتلا ضباط كبار على التلفزيون بيانا إلى الأمة. وقال الجنرال سيبوسيوي مويو من داخل الاستديو وقد جلس بجانبه ضابط آخر، أن “هذا ليس انقلابا عسكريا على الحكومة”، مضيفا “نود أن نطمئن الأمة إلى أن فخامة الرئيس وأسرته بخير وأمان وسلامتهم محفوظة”. وأكد البيان العسكري، إن ما يقوم به الجيش هو مجرد “استهداف للمجرمين المحيطين” بالرئيس الممسك بزمام السلطة منذ 37 عاما، مشيرا إلى أنه “حالما تُنجز مهمتنا نتوقع عودة الوضع إلى طبيعته”. لكن التحرك الذي قام به الجنرالات يمثل تحديا كبيرا لموجابي (93 عاما) الذي حكم زيمبابوي منذ استقلالها عن بريطانيا في 1980. وخرج التوتر بين الرئيس والجيش الذي طالما كان حجر الزاوية في نظامه، إلى العلن في الأيام القليلة الماضية. واتهم حزب “زانو-بي اف” الحاكم، أمس الثلاثاء، قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيونغا “بالخيانة” بعد ان انتقد موجابي لاقالته نائب الرئيس ايميرسون منانغاغوا. صمت حكومي إزاحة منانغاغوا أفسحت الطريق أمام زوجة موجابي غريس (52 عاما) لتكون الرئيسة المقبلة — وهو ما يعارضه بشدة ضباط كبار في الجيش. ووسط تدهور الوضع ليلا، سمع إطلاق نار لفترة طويلة قرب المقر الخاص للرئيس. وحذرت السفارة الأميركية الرعايا الأميركيين في هذا البلد إلى “الاحتماء حيث هم” بسبب “الغموض” الراهن في الوضعين السياسي والامني. واثار انتشار المدرعات في العاصمة قلق المواطنين فيما حذر شيونغا من تدخل عسكري محتمل، ولم يتسن الاتصال بالمتحدث العسكري للتعليق. وقال روبرت بيسلينغ مركز “ايكس افريكا” لتحديد المخاطر ومقره لندن “إن صمت الحكومة على انتشار الجيش يؤكد على ما يبدو أن الرئيس موجابي فقد السيطرة على الوضع”. واضاف “أي انقلاب يمكن ان يفرض فيه حظر تجول” موضحا “ان المؤشر الرئيسي على تفجر أكبر للعنف سيكون ردة فعل الحرس الجمهوري الذي لا يزال مواليا للرئيس موجابي”. موجابي اكبر الرؤساء سنا في العالم، لكن تدهور صحته أدى إلى صراع على خلافته وتنازع طامحين محتملين بالمركز. وفي خطاباته هذا العام كثيرا ما تلعثم او تمتم الكلمات او توقف برهات طويلة. وشهدت فترة حكمه الطويلة اجراءات قمع بحق المعارضين وهجرة جماعية وتزوير انتخابات وانهيار اقتصادي منذ تطبيق اصلاحات الاراضي في 2000. ودعا حزب المعارضة الرئيسي “ام دي سي” الى حماية الحكم المدني. وقال وزير الدفاع في حكومة الظل غيفت شيمانيكيري لوكالة فرانس برس الثلاثاء “لا احد يرغب في رؤية انقلاب … اذا سيطر الجيش سيكون ذلك غير مرغوبا فيه. سيؤدي ذلك الى توقف الديموقراطية”. تطلعات جريس تصاعدت التكهنات في هراري بأن موجابي قد يسعى لازاحة شيونغا الذي يعد حليفا لمنانغاغوا المقال. ومنانغاغوا (75 عاما) كان يعد على نطاق واسع أكثر الضباط ولاء لموجابي، وقد عمل الى جانبه لعقود. وفي وقت سابق هذا العام برز خلاف غريب بين غريس ومنانغاغوا على خلفية تسميم مفترض للمثلجات كشف عن الصراع بين الإثنين. وغريس موجابي التي تصغر زوجها ب41 عاما، اصبحت تلعب دورا متزايدا في الحياة العامة، اعتبره كثيرون وسيلة لمساعدتها على تبؤ المعقد الرئاسي. ومنحت غريس الحصانة الدبلوماسية في جنوب افريقيا بعد تقارير عن اعتدائها على عارضة ازياء في فندق فخم في جوهانسبورغ حيث يقيم ابني موجابي. ووسط انهيار الاقتصاد، سجلت زيمبابوي تضخما واضطرت الى التخلي عن عملتها الوطنية في 2009 واستعاضتها بالدولار الاميركي. والدولة التي تتجاوز نسبة البطالة فيها 90 %، تنظم انتخابات العام المقبل تعهد موجابي الترشح فيها مجددا.

مشاركة :