الفانتابلاك هي أغمق مادة من صنع الإنسان، وهي داكنة لدرجة قد يصعب على العيون فهمها. ويُعتقد أنها الشيء الأكثر شبهاً بالثقب الأسود، لأنها تمثّل الانعدام شبه الكلّي للون والضوء. ومنذ تطوير هذه المادة فائقة الغمق من قبل "Surrey NanoSystems" منذ ثلاث سنوات، انهالت طلبات مصممين ومعماريين ومهندسين عليها-- وحتى الأشخاص العاديين الذين يرغبون بلفّ أنفسهم بتلك المادة أو تناولها! مادة جديدة تمتص الضوء بالكامل وكأنها ثقب أسود! 1:32 أما السبب الأساسي لجاذبية الفانتابلاك فهو أنها تمتصّ نسبة 99.96 في المائة من الضوء الذي يحلّ عليها. ويقول المؤسس المشارك لشركة "Surrey NanoSystems،" بين جينسين: "عندما لا ينعكس الضوء باتجاه الناظر، يحلل العقل اللون بأنه أسود." وعندما تُستخدم مادة الفانتابلاك للتغليف، تختفي أبعاد أي شيء تغطيه، ويظهر بشكل مسطّح بالكامل. قد يهمك أيضاً: مشتل زراعي في طوكيو.. مستوحى من عصر "الهلوسة" الإلكتروني فجوة بعمق لا ينتهي وغياب الألوان، والضوء، والعمق، هي من العوامل التي جذبت اهتمام المهندس المعماري آصف خان لتلك المادة. ويقول خان لـ CNN إن "تلك المادة تخرق قواعد البصر عن طريق تحويل الأشياء ثلاثية الأبعاد لأشياء ثنائية الأبعاد لأنها تمتص الضوء بدلاً من عكسه، مشبّهاً طاقتها بـ "إيقاف الجاذبية تماماً." ويستخدم المهندس المعماري البريطاني الفانتابلاك لبناء ما يصفه بـ "فجوة في السماء،" والتي سيُكشف عنها أثناء الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2018 في كوريا الجنوبية. وسيرى الزوار الفجوة لدى دخولهم المنتزه الأولمبي. وسيتكوّن المبنى فائق السواد من أربعة جدران منحنية،. لكن، سيبدو كبقعة مسطحة من السواد الحالك لدى النظر إليه. وستُغطّى كل واجهات المبنى بآلاف الأضواء الصغيرة، وكأنها نجوم تسطع في السماء. ويضيف خان: "سيبدو كأنك تنظر في أعماق الفضاء.. و من ثم ستدخل المبنى كأنه قد تم امتصاصك في سحابة من السواد." ويأمل خان أن يثير هذا التصميم ما يشبه التجربة الفلسفية، نظراً للفرق الشاسع ما بين المبنى حالك السواد والخلفية البيضاء للثلج الذي سيسود خلال الألعاب الأولمبية الشتوية. ويأمل خان أن يثير دخول المبنى مشاعر الدخول إلى "مساحة من العمق والإمكانيات اللامتناهية." تحليل مادة فانتابلاك: هل يمكن أكلها؟ ويحتوي سنتيمتر مربع واحد من مادة فانتابلاك على مليار أنبوب نانو كربوني مرصوص على أبعاد متساويٍة تماماً. وعندما يصيب الضوء تلك المادة، تسحبه المادة وتحوله إلى حرارة. وهناك إصدار للفانتابلاك يُدعى "Vantablack S-VIS،" وهو رذاذ يمكن استخدامه لطلاء الأشكال والأسطح المعقّدة. وصممت مادة الفانتابلاك في الأصل لمهندسي الطيران والفضاء الجوي. لكن، ومنذ إطلاق المادة في العام 2014، انهالت على جينسين الطلبات عليها. قد يهمك أيضاً: "سبيس إكس" تقدم بذلة فضائية جديدة تشبه أزياء "حرب النجوم" وأغرب طلبٍ تلقاه جينسن كان من شخصٍ رغب بتصوير نفسه وهو يتناول تلك المادة ونشر الفيديو على موقع "يوتيوب." لكن، يؤكد جينسين أن مادة فانتابلاك ليست مناسبة للأكل أو حتى ملاسة الجلد، لأنها تسبب الحساسية. لكن، استخدمت المادة في ساعة محدودة الإصدار لشركة "MCT" السويسرية بلغ ثمنها 95 ألف دولار. ووُضعت المادة في خلفية الساعة، ما جعل عقاربها و كل شيء آخر داخلها يبدو وكأنه يطفو في العدم. ورغم تعدد الإستخدامات الممكنة لتلك المادة، إلا أن جينسين يؤكد أنه من غير الممكن طلاء المادة على أي شيء، مؤكداً: "هي مادة تُزرع بطرق معقدة جداً.. وهي بالطبع ليست شيئاً يمكن وضعه في وعاء واستخدامه للطلاء."
مشاركة :