فاطمة عطفة (أبوظبي) اختتم متحف اللوفر أبوظبي، أول من أمس، برنامج الفعاليات الفنية التي رافقت الأسبوع الافتتاحي، وتضمنت الأمسية ثلاث فقرات، قدم الأولى على المسرح الداخلي مصمم ومخرج الأداء التعبيري الشهير الفنان ليمي بونيفاسو من نيوزيلندا، بعنوان: «ف ا/ نيمو نيمو» وهي عبارة مستوحاة من جزر ساموا ومعناها «الأرض، والفضاء، والدم»، وتحمل دعوة للتأمل في قوة المرأة ومكانتها، وعبر العرض عن قدرتها على التحمل والتكيف مع ما يحيط بها من أحوال الطبيعة والمجتمع، انطلاقاً من علاقة المرأة بالأرض والكون وتواصلها مع الآخرين، خلال دورة الحياة من الولادة إلى الوفاة، وقد جاءت نهاية العرض معبرة عن طقس جنائزي بتصميم فني رائع امتزجت فيه الأصوات والأضواء والألحان. وفي ساحة اللوفر (البلازا) قدم الفقرة الثانية الفنان بانديت هاريبراساد شاورازيا، عازف ناي الخيزران الهندي التقليدي (البانسوري)، مصحوباً بفرقة مؤلفة من أربعة عازفين، حيث قدموا جميعاً عدة معزوفات تقليدية من المقامات الهندية، إضافة إلى مقطوعات جديدة. وعلى المسرح المكشوف في الهواء الطلق، الذي تحيط به الحدائق ومياه الخليج، وبحضور جمهور كبير، أطلت المغنية الكولومبية توتو لا مومبوزينا مع فرقتها الموسيقية وراقصتين، حيث أدت بصوتها العذب على أنغام الموسيقا واللوحات الراقصة مجموعة من أغانيها الرائعة التي تمثل تقاليد شعبية تجمع بين عدة ثقافات متمازجة من إسبانيا وأفريقيا والسكان الأصليين من شعوب أميركا اللاتينية. ومن الأغاني التي قدمتها وشاركها الجمهور بحركات راقصة أغنية، روزانا، وكولومبيا، وأفريقيا، كما أدت أغنيات أخرى على ضربات الإيقاع والتصفيق. وفي لقاء مع الدكتورة أرواد إسبير، المستشار الفني والتخطيطي للأسبوع الافتتاحي، قالت إن هذا المشروع الثقافي فريد من نوعه، وهو جسر بين الشرق والغرب، في مدينة كونية غنية بخصائصها السكانية العابرة للقوميات والقارات، وهي تحافظ على تقاليدها التراثية باعتزاز، وتتوجه نحو المستقبل، لافتة إلى حرية الفن والإبداع، وخاصة أن كل فنان يعمل على توسيع الحدود في مجاله الفني. وأضافت: عندما يستلهم الفنانون أعمالهم من التراث فإنهم يتملكونه ويتعاملون معه بحرية وبرؤية إبداعية، هكذا كانت مشاركات الفرق الموسيقية التي جاءت من دول مختلفة لتحتفل بافتتاح اللوفر والتقت مع فرقة العيالة التي قدمت عروضاً فنية رائعة تمثل فنون الإمارات، وهذا شيء مهم جداً في تبادل الفنون والثقافات. المغنية الهندية سوماتي التي قدمت لوحة فنية مع العازفة الفرنسية دكتور فلوي أعربت عن سرورها بأن تكون بين ضيوف أبوظبي، وقالت إنها تعرفت على هذا البلد الجميل، وسعدت بلقاء فرق موسيقية من مختلف البلدان، مشيرة إلى أن ذلك يثري المشهدين الثقافي والفني.
مشاركة :