زيمبابوي تدخل «عصر الانقلابات».. وموغابي «قيد الإقامة الجبرية»

  • 11/16/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحكم الجيش في زيمبابوي سيطرته على البلاد أمس الأربعاء، فيما قال الرئيس روبرت موغابي الذي يحكم البلاد منذ نحو 40 عاماً إنه «قيد الإقامة الجبرية»، رغم نفي جنرالات الجيش القيام بانقلاب عسكري.وتراجعت سلطة موغابي البالغ 93 عاماً، ويحكم منذ عقود، بعد أن انتشر الجيش في الطرق المؤدية إلى البرلمان في هراري، وتلا ضباط كبار على التلفزيون الحكومي بياناً إلى الأمة. وقال الجنرال سيبوسيوي مويو من داخل الاستديو وقد جلس بجانبه ضابط آخر إن «هذا ليس انقلاباً عسكرياً على الحكومة». وأكد البيان العسكري أن ما يقوم به الجيش هو مجرد «استهداف للمجرمين المحيطين» بالرئيس الممسك بزمام السلطة منذ 37 عاماً، مشيراً إلى أنه «حالما تُنجز مهمتنا نتوقع عودة الوضع إلى طبيعته». ومساء الأربعاء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «إلى الهدوء وعدم اللجوء إلى العنف وضبط النفس»، وفق ما نقل مساعد المتحدث باسمه فرحان الحق. وأضاف غوتيريش أن «الحفاظ على الحقوق الأساسية ومن بينها حرية التعبير والتجمع أمر في غاية الأهمية». ودعا غوتيريش إلى حل «الخلافات السياسية بطريقة سلمية وعبر الحوار، بما يتماشى مع دستور» زيمبابوي. في المقابل عبرت لندن عن موقف حذر، ودعت إلى «عدم الانتقال من طاغية غير منتخب إلى آخر». وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن «الوضع لا يزال غامضاً ونحن ندعو إلى ضبط النفس لدى كل الأطراف (...) وإلى تفادي العنف». وتدخل الجيش للمرة الأولى في هذا البلد الفقير في جنوب القارة الإفريقية، جاء وسط معركة خلافة روبرت موغابي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد منذ استقلالها في 1980. واتهم حزب «زانو-بي أف» الحاكم الثلاثاء قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيونغا «بالخيانة»، بعد أن انتقد موغابي لإقالته نائب الرئيس إيميرسون منانغاغوا الذي كان يعتبر خليفته المرجح. وإزاحة منانغاغوا أفسحت الطريق أمام زوجة موغابي غريس (52 عاماً) لتكون الرئيسة المقبلة، وهو ما يعارضه بشدة ضباط كبار في الجيش. وصباح الأربعاء حاصر جنود وعربات مدرعة البرلمان ومقر الحزب الحاكم والمحكمة العليا، مانعين وصول أية سيارة إليها، بحسب مراسلي فرانس برس. وقالت حكومة جنوب إفريقيا في بيان «تحدث الرئيس زوما في وقت سابق اليوم (الأربعاء) إلى الرئيس روبرت موغابي الذي ألمح إلى أنه قيد الإقامة الجبرية في منزله، لكنه قال إنه بخير». وقال أحد السكان في وقت سابق لفرانس برس إنه سمع أصوات تبادل كثيف لإطلاق النار قرب منزله «بعيد الساعة 02,00 صباحا» 00,00 ت غ. ما يبدو انقلاباً وأكد الجنرال سيبوسيوي مويو في تصريحه «نود أن نطمئن الأمة إلى أن فخامة الرئيس (...) وأسرته بخير وأمان وسلامتهم محفوظة». ورغم الحواجز التي نصبها الجيش فإن العاصمة بدت عادية كامل النهار. وفي الشارع قال العديد من المواطنين إنهم فوجئوا بأحداث الليلة الماضية. وقال كارين مفيلاني (طالب-21 عاماً) «لا نعرف ماذا يعني كل هذا، ولا نعرف ما علينا أن نفعل». ومع نهاية نهار الأربعاء ما زال الغموض يلف هوية من أمسكوا بزمام السلطة في زيمبابوي. وندد الاتحاد الإفريقي على لسان رئيسه ألفا كوندي رئيس غينيا بـ «ما يبدو انقلاباً». وطالب «بإعادة النظام الدستوري فوراً». وعبر رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، أحد أبرز حلفاء موغابي، عن «قلقه الشديد» إزاء الوضع، وقال بيان للحكومة إن «الرئيس جاكوب زوما بوصفه رئيس مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية سيرسل موفدين خاصين إلى زيمبابوي» للقاء الرئيس والجيش. ولاحظ المحلل ديريك ماتيزاك أن «العسكريين يحاولون بصعوبة الإقناع بأن ما يجري ليس انقلاباً، حتى يتفادوا غضب مجموعة التنمية والاتحاد الإفريقي». وبعد عدة أيام من التوتر الشديد شكلت عملية الجيش الذي اعتبر حتى الآن من أعمدة النظام، تحدياً لا سابق له لسلطة موغابي.;

مشاركة :