أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن هناك الكثيرين حول العالم ممن يدفعهم وازعهم الإنساني وضميرهم النابض بالعطاء إلى تضميد جراح الناس، وهؤلاء يستحقون منا الاحترام والتقدير والتكريم، مشيراً سموه إلى أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في طليعة دول العالم التي تبادر بنجدة ومساعدة المحتاجين صحياً وتعليمياً ومعيشياً، وهذا نهجنا الثابت والممتد، ويجعلنا أكثر سعادة بإسعاد غيرنا. وأكد سموه أن للعطاء الإنساني أشكالاً وأنواعاً متعددة، والعطاء في المجال الصحي من أجملها، وتأثيره يفوق التوقعات كونه ينتشل كيانات إنسانية من براثن الأمراض التي تفتك بصحتها. وقال سموه: «هناك نماذج ملهمة لامست عطاءاتها الإنسانية صميم حياة الناس وتركت مبادراتها بصمات واضحة في صحة البشرية، من أبرزهم صديقي بيل غيتس.. كل التقدير والعرفان لجهوده الخيرية.. ويستحق من الإمارات وسام الاتحاد.. أشكره على انضمامه إلى صندوق بلوغ آخر ميل للقضاء على مرض العمى النهري ومرض داء الفيل.. معاً يمكننا إنقاذ العالم من آفة الأمراض التي يمكن الوقاية منها». تكريم جاء ذلك خلال تكريم سموه أمس الفائزين بـ «جائزة محمد بن زايد للصحة العالمية لتكريم أبطال الصحة المتميزين» - جائزة «ريتش» - في دورتها الأولى، وتمنح هذه الجائزة العالمية للأفراد الذين قدموا إسهامات بارزة وبذلوا جهوداً استثنائية في القضاء على الأمراض المعدية. وجاء إطلاق هذه الجائزة على هامش منتدى الصحة العالمي الذي بدأ أمس في أبوظبي تحت عنوان «بلوغ آخر ميل.. العمل معاً من أجل القضاء على الأمراض المعدية» حيث تهدف الجائزة في دورتها الأولى إلى تكريم الأفراد الذين لعبوا دوراً فعالاً في الجهود الرامية للقضاء على مرض دودة غينيا وهو مرض طفيلي مقعد يتسبب للمصابين به بمعاناة جسدية وألم مبرح يستمر لفترات طويلة. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن سعادته بالتفاعل الكبير الذي لمسه على مستوى الدول والمنظمات والأفراد خلال إقامة منتدى الصحة العالمي في أبوظبي، وقال سموه: «رسالتنا أننا متحدون لجعل الأمراض المعدية من الماضي». حضور وحضر التكريم الرئيس إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد وإبراهيم بوبكر كايتا رئيس جمهورية مالي وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وجيم يونغ كيم رئيس مجموعة البنك الدولي والدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية وبيل غيتس الرئيس المشارك في «مؤسسة بيل ومليندا غيتس» والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي . وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي والدكتورة مها تيسير بركات المدير العام لدائرة الصحة في أبوظبي وعدد من وزراء الصحة في الدول العربية والأجنبية. فائزون وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتكريم، جيمي كارتر: الرئيس الأميركي الأسبق ومؤسس مركز كارتر جيمي كارتر- الذي توج بجائزة نوبل للسلام عام 2002 - «جائزة الإنجاز مدى الحياة» تقديراً لجهوده ودعمه المتواصل للجهود العالمية الرامية للقضاء على الأمراض التي تهدد البشرية لا سيما دودة غينيا، وتسلم الجائزة نيابة عنه نجله تشيب كارتر. كما منح سموه، عبدالله خليفة الغفلي الذي يشغل منصب مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان «جائزة الإنجاز المتميز» تقديراً لجهوده في عقد شراكات جديدة من أجل إحراز التقدم في استئصال الأمراض المعدية. وكرم سموه، الدكتور نبيل عزيز عوض الله الذي شغل سابقاً منصب منسق «البرنامج الوطني لاستئصال دودة غينيا» تحت إشراف وزارة الصحة الاتحادية في السودان بـ«جائزة الشجاعة» تثميناً لدوره المتواصل في إحراز تقدم ملموس في مكافحة مرض دودة غينيا والذي كانت جهوده في بعض الأحيان تنطوي على مخاطر كبيرة على الصعيد الشخصي. وكما كرم سموه، الدكتور أدامو كينا سالاو لذي يشغل منصب مدير برامج الصحة المتكاملة في ولايتي إيمو وأبيا لدى «مركز كارتر» في نيجيريا بـ «جائزة آخر ميل» تكريماً لمساهماته المباشرة في القضاء نهائياً على مرض دودة غينيا في نيجيريا. وكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ريجاينا لوتوباي لوماري لوتشيلانجولي الناشطة بمجال حشد الجهود الاجتماعية تحت إشراف وزارة الصحة الاتحادية في جنوب السودان بجائزة «الجندي المجهول» تقديراً لجهودها الواسعة في مسيرة القضاء على دودة غينيا في مجتمعها. كما كرم سموه، دانيال ماديت كول مادوت الذي يشغل منصب مسؤول أول برامج لدى وزارة الصحة الاتحادية بجنوب السودان بـ«جائزة الجندي المجهول» تقديراً لدوره الفعال في القضاء على مرض دودة غينيا في مجتمعه. جوائز وتعقيباً على تلقيه «جائزة الإنجاز مدى الحياة» قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ومؤسس مركز كارتر: «بالنيابة عن مركز كارتر وشركائه يشرفني أن أتسلم إحدى جوائز تكريم أبطال الصحة المتميزين بجانب كوكبة من الأبطال الاستثنائيين الذين كرسوا جهوداً عظيمة لدعم حملة القضاء على مرض دودة غينيا والذين يسهمون من خلال جهودهم الحثيثة للقضاء على الأمراض المعدية في المجتمعات المهمشة والضعيفة في إتاحة الفرص أمام أبناء هذه المجتمعات لتحسين حياتهم والاستفادة من إمكاناتهم الكامنة بأفضل شكل ممكن». وقال عبدالله خليفة الغفلي الفائز بجائزة الإنجاز المتميز: «يسهم استئصال الأمراض في حفظ الملايين من الأرواح وتعد الشراكات البناءة خير وسيلة لتحقيق ذلك، وإنني فخور بدعم الشراكات العالمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الحكومات والمنظمات التنموية والخيرية الدولية التي تستفيد من المكانة الفريدة والمتميزة لدولة الإمارات في سبيل المساهمة في جهود مكافحة الأمراض المعدية والفتاكة على المستوى العالمي». وقال الدكتور نبيل عزيز عوض الله الفائز بـ «جائزة الشجاعة»: «أمضيت فترة طويلة في دعم الجهود الرامية إلى القضاء على مرض دودة غينيا متنقلاً بين مناطق الحروب الأهلية والقرى النائية وعلى الرغم من المخاطر التي كنت أواجهها إلا أن عزيمتي لم تفتر وواصلت المضي في طريق العطاء متمسكاً بالأمل الذي كان الدافع الأكبر لي نحو تحقيق هدفي، وإنه لشرف عظيم لي أن أحظى بهذا التكريم المرموق بالنيابة عن المجتمع والأفراد المؤثرين الذين يكافحون في سبيل القضاء على مرض دودة غينيا». جهود وعقب تلقيه «جائزة آخر ميل» قال الدكتور أدامو كينا سالاو «ينطوي القضاء على مرض دودة غينيا على مراحل غاية في التعقيد ويعزى ذلك إلى انتشار هذا المرض في غالبية المجتمعات المهمشة في أفريقيا والتي تشمل قرى نائية تسود فيها معتقدات وتقاليد متوارثة بما يفرض مزيداً من التحديات أمام موظفي الصحة.. وأفتخر بكوني جزءا من الجهود الفاعلة الرامية للقضاء على مرض دودة غينيا في نيجيريا والمساهمة في حماية الملايين من أبناء بلدي من هذه المعاناة وبالتالي منح شريحة عريضة من المجتمع الفرصة للتمتع بحياة صحية أفضل». وقالت ريجاينا لوتوباي لوماري لوتشيلانجولي الفائزة بجائزة «الجندي المجهول»: «لقد مررت بتجربة شخصية مؤلمة مع دودة غينيا وقد لمست إصرار المجتمع الدولي بمواصلة دعم جهود مكافحة هذا المرض.. وإننا بحاجة ملحة إلى حشد الجهود ودعم الأفراد للعمل على كافة المستويات بداية من موظفي الصحة في المجتمعات وصولاً إلى الداعمين لهذه الجهود من جميع أنحاء العالم كي نتمكن من استئصال هذا المرض نهائياً». وقال دانيال ماديت كول مادوت الفائز بجائزة «الجندي المجهول»: «أصبحنا اليوم أقرب من أي وقت مضى للقضاء على مرض دودة غينيا ولم تنته المسيرة بعد فأمامنا الكثير من العمل للوصول إلى آخر ميل.. لذا لا بد من مضاعفة الجهود المبذولة وتوطيد أواصر التعاون والعمل معاً لتخليص العالم من هذا المرض نهائياً». شراكة وتعد جوائز «تكريم أبطال الصحة المتميزين» امتداداً لجوائز «أبطال استئصال شلل الأطفال» التي أطلقها صاحب السمو ولي عهد أبوظبي بالشراكة مع مؤسسة «بيل ومليندا غيتس» في عام 2015 لتكريم الأفراد الشجعان الذين يسعون إلى عالم خال من شلل الأطفال حيث يتم تكريم خمسة أبطال في مجالات مختلفة تشمل الصحة، والتعليم والأبحاث والدعم. ويعد منتدى الصحة العالمي «بلوغ آخر ميل: العمل معاً من أجل القضاء على الأمراض المعدية» حدثاً هاماً يهدف إلى توحيد الجهود العالمية لتسريع وتيرة مكافحة واستئصال الأمراض المعدية والقاتلة التي يمكن الوقاية منها والتي تعرقل مسيرة التنمية الاقتصادية وجهود تحسين الصحة العامة في أكثر المجتمعات العالمية فقراً. وتلتزم القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بدعم الجهود الرامية للقضاء على الأمراض التي تهدد البشرية منذ العام 1990 وكان من أوائل المساهمين بهذه الجهود الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، واليوم يستكمل هذه المسيرة المعطاءة من بعده أبناؤه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومنذ عام 2011 تعهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد شخصياً بتقديم 250 مليون دولار لدعم الجهود العالمية الرامية لاستئصال الأمراض الفتاكة والمقعدة والقضاء عليها ومكافحتها. مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان: مبادرات دولتنا الإنسانية نالت احترام العالم أهدى عبد الله خليفة الغفلي مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، جائزة الإنجاز المتميز التي حصل عليها خلال حفل تكريم الفائزين بجوائز أبطال الصحة المتميزين REACH إلى شهداء العمل الإنساني من دولة الإمارات الذين ضحوا بأرواحهم خلال أداء واجبهم الإنساني. وأكد أن توجيهات قيادة الدولة الرشيدة والمبادرات الإنسانية المستمرة ساهمت في تحقيق إنجازات عالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في المجال الإنساني نالت احترام العالم، مضيفاً: «نجحنا في تقديم صورة مضيئة لأبناء الإمارات ودورهم الإنساني البارز الموجه لمختلف شعوب العالم». وأشار إلى أن دولة الإمارات وبتوجيهات من القيادة الرشيدة أطلقت حملة الإمارات للتطعيم في باكستان عام 2014، وذلك في إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، التي تمثل ترجمة ميدانية لتوجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز الجهود العالمية الرامية للحد من انتشار الأوبئة، والوقاية من التداعيات الصحية السلبية التي يعانيها الأطفال، وهي دليل على التزام دولة الإمارات بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة، وتطوير برامج التنمية البشرية والاهتمام بسلامة صحة الإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم. وأكد مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان أنه بهذا النجاح الكبير للحملة يبرهن للعالم على أن الجهود والمبادرات الإنسانية لدولة الإمارات بتوجيهات القيادة الحكيمة فعالة ومتميزة في تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة وتعزيز تنمية صحة الإنسان وحمايته من الأمراض والأوبئة.
مشاركة :