مطعم مصري يقدم وجباته بلغة الإشارة بقلم: رابعة الختام

  • 11/16/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مطعم مصري يقدم وجباته بلغة الإشارةشاب مصري يفتتح مطعما جميع العاملين فيه من الصم والبكم كسرا لعزلتهم المجتمعية وضعف التواصل مع الآخرين وتغييرا للصورة النمطية التي تظهر أن التعامل بينهم وبين الأصحاء يتسم بالصعوبة. العرب رابعة الختام [نُشر في 2017/11/16، العدد: 10814، ص(24)]الكل يتحدث لغة واحدة القاهرة- قرر محمد عرفات بعد عودته من سنوات عمل قضاها في السعودية في مجال المطاعم والفنادق، وتحقيقا لرغبته في إقامة مشروع تجاري له طابع مميز، أن يكون فريق العاملين من الصم والبكم، لكسر حاجز عزلتهم المجتمعية وضعف التواصل مع الآخرين، وتأهيلهم نفسيا للتعامل بشكل طبيعي وسوي مع الزبائن. وقال عرفات إن “شقيقه الأكبر نبيل هو ملهمه في هذه الفكرة”، إذ ولد وهو أصم وأبكم، لكنه يتمتع بذكاء فائق وقدرة على قراءة حركة الشفاه والتواصل مع الناطقين. ويضم طاقم العمل 16 شخصا لا يستطيع الكلام منهم سوى أربعة أشخاص فقط، هم متلقو الطلبات عبر الهاتف أو كما يسمونه “الكول سنتر”، ومسؤول خدمة التوصيل (الديليفري)، ومديرا المطعم فترتي الصباح والمساء ومالكه. وتصميم المطعم بسيط للغاية؛ بعض طاولات ومقاعد بألوان زاهية، وتتزين الجدران بلوحات تعريفية بلغة الإشارة، والأحرف وطريقة نطقها، مع جمل وكلمات ترحيبية بنفس اللغة، ولوحات لمراحل تسوية الدجاج، واتخذ المطعم شعارا له “دجاجة ترفع أصابعها بجملة الصم والبكم الترحيبية”. ويستخدم عرفات قلم الليزر المضيء للفت انتباه أحد العاملين لتلقي طلبات الزبائن، والابتسامة أهم ما يميز العامل هناك. وأوضح عرفات لـ”العرب” أن بعض الزبائن يسألون عن العاملين بالاسم، والفكرة تعطي صورة إيجابية عن العاملين من الصم والبكم بعيدا عن الصورة النمطية السلبية المترسخة في الأذهان عن أصحاب الإعاقة. وأضاف “وجدت في طاقم العمل الذي تم اختياره بعناية وفق معايير محددة، عدة صفات إيجابية قلما وجدت في العاملين بهذا المجال من الأصحاء، أهمها الحماس للعمل والنشاط والإخلاص والأمانة”. وبلغة الإشارة عبرت ندى عن شغفها بالعمل كنادلة في المطعم، وهي المهنة التي لم تخطر لها على بال، والمعجزة التي تحققت، لذا فإنها متحمسة لبذل المزيد من الجهد لينال الطعام إعجاب الزبائن. وتعبر هند بلغة الإشارة عن امتنانها للزبائن ولصاحب المطعم لأنها وجدت ضالتها في هذه المهنة، دون أن تخفي أنها واجهت رهبة في التعامل مع الزبائن في بادئ الأمر، ثم تبدلت هذه المشاعر إلى حب. ولا يحتاج الزبائن لترجمة الإشارات، إذ تتوافر قوائم للطعام تحتوي على رسومات لكل وجبة ومكوناتها والسعر. وأصبح بعض المترددين على المطعم يجيدون التعبير بهذه اللغة كنوع من الألفة على المكان، وبعضهم يأتي لدعم التجربة الإنسانية الرائعة. وقالت ريم أحمد لـ”العرب” إنها تأتي وصديقتها آلاء مرة على الأقل كل أسبوع تدعيما لفريق العمل وتشجيعا لهم.

مشاركة :