يلتقي قطبا العاصمة الإسبانية مدريد (أتلتيكو والريال) يوم السبت المقبل في مباراة من العيار الثقيل بمرحلة جديدة من بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم "الليجا". وتخيم المشكلات التي يعاني منها الفريقان على أجواء هذا اللقاء المرتقب، والتي تتمثل في العقم التهديفي الذي يعاني منه كلاهما وغياب نجومهما الطويل عن زيارة شباك المنافسين، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وأنطوان جريزمان. ويمر القطبان بحالة غريبة لم يعهداها قد تفضي إلى خسارتهما الصراع على لقب الليجا مبكرا. ويتأخر الناديان بثماني نقاط عن برشلونة متصدر الترتيب ويحتاجان بشكل ملح إلى تحقيق الفوز في لقاء السبت، وهذا لن يتحقق إلا باستعادة نجوم الفريقين لعافيتهم في لحظة معقدة للغاية عندما يصطدم الغريمان بعد غد على ملعب واندا ميتروبوليتانو، معقل أتلتيكو مدريد. ويشكل وجود رونالدو وجريزمان في هذا الموقف مفاجأة كبيرة، حيث يمر اللاعبان بأسوأ فتراتهما من الناحية التهديفية مع فريقيهما، كما أنهما يشتركان في موقف أخر يبدو غريبا بعض الشيء وهو تنامي الشائعات حول رحيلهما عن العاصمة الإسبانية مدريد في نهاية الموسم الجاري. وليست هذه هي المرة الأولى التي تثور فيها التكهنات حول رحيل رونالدو عن ريال مدريد بناء على رغبة اللاعب، كما يبدو أنها لن تكون الأخيرة. ويحتدم الجدل بشكل أكبر في هذا الموضوع إذا اطلعنا عن قرب على إحصائيات النجم البرتغالي في الدوري الإسباني، الذي سجل خلاله هدفا واحدا بعد 48 تسديدة على المرمى. ويشترك مع رونالدو في هذه الإحصائية زميله الفرنسي كريم بنزيمه، اللاعب الذي أصبح عرضة للانتقادات المستمرة في الآونة الأخيرة. وفي ظل ابتعاد مهاجما النادي الملكي عن التهديف بالإضافة إلى إصابات جاريث بيل المستمرة، أصبح كل من اسكو وماركو أسينسيو هدافي الفريق، بواقع أربعة أهداف لكل منهما. وفي الجانب الأخر من العاصمة الإسبانية، لن يتمكن أتلتيكو مدريد من الاستعانة بمهاجمين على مستوى فني عال خلال مباراة السبت، فهذا جريزمان لم يسجل منذ 556 دقيقة مع الفريق، مسجلا الإحصائية الأسوأ له خلال سنواته الأربع التي قضاها مع النادي المدريدي. ويتزامن هذا التعثر الفني مع الشائعات التي تؤكد رحيل نجم المنتخب الفرنسي في نهاية الموسم. ويقول البعض أن رحيله سيكون إلى برشلونة، فيما يؤكد البعض الأخر أنه في طريقه إلى مانشستر سيتي. ولم يتمكن جريزمان من كسر عقدة العقم التهديفي خلال الفترة الأخيرة سوى بهدف دولي وحيد لصالح منتخب فرنسا في مرمى ويلز، وذلك خلال المباراة الودية التي جمعت بين البلدين مؤخرا، وهو ما اعتبرته جماهير اللاعب بداية لصحوة جديدة. ويحتاج أتلتيكو مدريد لجريزمان بكل تأكيد، حيث أن قائمته الطويلة من المهاجمين لم يظهر منها لاعب أخر يمكنه أن يقدم مردود أفضل، فها هو كيفين جاميرو لم يسجل سوى هدف وحيد في الليجا، فيما لم يفتتح فيرناندو توريس ولوشيانو فيتو سجلهما التهديفي بعد. ورغم ذلك، لا يمكن لكل من الجارين (أتلتيكو والريال) أن يلقيا بكل المسؤولية واللوم على الحالة الفنية المتراجعة التي يمر بها المهاجمون، فالمشكلة لها بعد أخر يتعلق ببنية الفريقين بشكل كامل. وسجل ريال مدريد 22 هدفا في 11 مرحلة بالمسابقة الإسبانية، فيما أحرز أتلتيكو مدريد 16 هدفا. وتتركز المشكلة الأكبر لريال مدريد في غياب الفاعلية، فالفريق يخلق فرصا لتسجيل عدد من الأهداف قادر على منحه أفضلية كبيرة. أما أتلتيكو مدريد، فهو يمر بحالة مختلفة عن جاره كونه يعاني من صعوبات عدة ليست فقط متعلقة بتسجيل الأهداف ولكن أيضا بخلق الفرص من الأساس. ومن العجيب أيضا أن تتشابه تصريحات المديرين الفنيين للفريقين حول الوضع الراهن للناديين. ودأب زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد على ترديد قول واحد في كل مرة يسأل فيها عن غياب الفاعلية لمهاجمي فريقه، حيث يقول: "لا شيء في هذا، العمل والفرص هما الأهم". ويمتلك دييجو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو مدريد، رأيا مشابها لرأي نظيره الفرنسي، فقد قال: "أؤمن باللاعبين، لدي فريق مهم ونحن على طريق الصحيح إذا استمررنا في اللعب بقوة". ولكن في الحقيقة لا يمتلك الفريقان رفاهية الوقت من أجل التعافي فمباراة السبت قد تسفر عن سقوط أحدهما في هوة عميقة أو سقوطهما معا في حالة التعادل.
مشاركة :