قال الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الخميس، إنه يأمل أن تنتهي الأزمة المحيطة باستقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء بعدما قال الحريري إنه سيسافر من السعودية، حيث أعلن استقالته، إلى فرنسا. ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدعوة للحريري وأسرته لزيارة فرنسا ليقدم بذلك مخرجا دبلوماسيا يتيح له مغادرة السعودية على نحو يحفظ لجميع الأطراف ماء الوجه. كان عون قد قال هذا الأسبوع إن الحريري، الذي أعلن استقالته فجأة بينما كان في السعودية، محتجز لدى الرياض. ودفعت الأزمة بلبنان إلى صدارة الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط بين السعودية وحلفائها من جهة وتكتل تقوده إيران ويضم جماعة حزب الله اللبنانية من جهة أخرى. وفي تغريدة على تويتر قال عون اليوم الخميس “نأمل أن تكون الأزمة انتهت وفُتح باب الحل بقبول الرئيس الحريري الدعوة لزيارة فرنسا”. ونقلت مصادر رئاسية عن عون قوله إن مشكلة احتجاز الحريري في السعودية في طريقها للحل. وقال مصدر مقرب من الحريري إن من المتوقع أن يغادر الرياض مع عائلته متوجها إلى باريس في غضون 48 ساعة قبل أن يعود إلى بيروت. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن موعد وصوله إلى باريس لم يتحدد بعد. واتهمت السعودية لبنان الأسبوع الماضي بإعلان الحرب عليها مشيرة إلى دور حزب الله في دول عربية أخرى. ويحارب حزب الله إلى جانب إيران في سوريا ضد جماعات معارضة مسلحة تدعمها السعودية. وتتهم الرياض أيضا حزب الله بمساعدة الحوثيين في اليمن الذين يقاتلون تحالفا تقوده السعودية. والحريري حليف منذ فترة طويلة للسعودية. وسافر إلى هناك في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني وأعلن فجأة استقالته في اليوم التالي. ولم يغادر الرياض منذ ذلك الحين سوى لزيارة استغرقت بضع ساعات في السابع من نوفمبر تشرين الثاني إلى الإمارات حليفة السعودية. وأشاعت استقالة الحريري وهو في الخارج وإعلانه أن ثمة مؤامرة تهدد حياته وانتقاده إيران وحزب الله تكهنات في بيروت بأن السعودية لعبت دورا في القرار. وقال مسؤولون لبنانيون كبار وسياسيون بارزون مقربون من الحريري لرويترز إنه أُجبر على الاستقالة وإن السعوديين يحتجزونه. وطالب ساسة من مختلف الأطياف في لبنان بعودة الحريري إلى بيروت. ونفت السعودية إجبار الحريري على الاستقالة أو احتجازه. وقال الحريري إنه حر وسيعود قريبا لتقديم استقالته التي قال عون إنه لن يقبلها إلا إذا قدمها الحريري بشخصه. وفي حين اتهمت الرياض الدولة اللبنانية بالعداء اتخذت الدول الغربية نهجا مختلفا بوضوح، إذ أكدت دعمها للحريري وحكومة بيروت رغم أنها ترى حزب الله منظمة إرهابية. ويتلقى الجيش اللبناني مساعدات عسكرية كبيرة من الولايات المتحدة. ضغط على لبنان في أول تعليقات علنية منذ الاستقالة حذر الحريري خلال مقابلة يوم الأحد من تحرك سعودي ضد لبنان بما في ذلك احتمال فرض عقوبات عربية والمخاطر التي قد تحدق بمعيشة اللبنانيين العاملين في الخليج. وقام وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بجولة في عواصم أوروبية طلبا للمساعدة الدبلوماسية لحل الأزمة. واجتمع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس الأربعاء واجتمع أيضا مع الحريري اليوم الخميس. وقال لو دريان إن فرنسا تعمل على إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في لبنان. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مع لو دريان إن حزب الله يعمل على زعزعة استقرار المنطقة ويجب نزع سلاحه. وتربط فرنسا علاقات وثيقة مع السعودية ولبنان. ويملك الحريري منزلا في باريس وأقام هناك لسنوات.
مشاركة :