علاقة «حماس» بطهران تهدد بانهيار المصالحة الفلسطينية

  • 11/16/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

القدس – أحمد عبد الفتاح| قالت مصادر فلسطينية مسؤولة ان محادثات المصالحة المقررة بين الفصائل الفلسطينية نهاية الاسبوع القادم في القاهرة ستكون صعبة، لان شقة الخلاف بين حركتي فتح وحماس ازاء الملفات مدار البحث واسعة، وليس من السهل ايجاد صيغ حلول لتجسيرها. وكشفت المصادر لـ القبس ان ملفاً جديداً وشائكاً جديداً لم يكن في الحسبان سيوضع على مائدة البحث إن لم يكن في اجتماعات الفصائل، ففي الاجتماع الثنائي الذي سيعقد بين الحركتين مطلع شهرد يسمبر القادم ، وهو علاقة حماس مع ايران في ضوء نتائج زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاسبوع قبل عدة ايام للرياض، التي عبرت عن امتعاضها الشديد، من اعادة العلاقات بين ايران و«حماس» الى سابق عهدها، بعد ان شهدت توتراً وفتوراً اثر انحياز الاخيرة الى قوى المعارضة للنظام السوري، ومغادرة قادة الحركة دمشق الى الدوحة وانقرة. ووفق المصادر ذاتها، فإن السعودية اعربت للرئيس عباس عن رفضها استنساخ تجربة حزب الله الذي تحمله مسؤولية جر لبنان الى التموضع في الخندق الايراني والتي ادت الى استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض احتجاجاً على سيطرة الحزب على الدولة اللبنانية، وتدخله في سوريا واليمن والبحرين، وغيرها من دول المنطقة. وقالت المصادر صحيح ان السلطة الفلسطينية وحركة فتح تنظران بعين الريبة لعلاقة «حماس» مع طهران ومن خلفها حزب الله، وتعتبرها عنصراً سلبياً شجع الاولى على السيطرة على قطاع غزة، وغذى الانقسام الوطني، الا ان هذه العلاقة اصبحت اكثر حساسية، في ضوء تصاعد التوتر الاقليمي بين طهران والرياض في الآونة الاخيرة. واوضحت المصادر، ان الخطير في العلاقة بين طهران و«حماس» التي يفاخر بعض قادة الاخيرة علناً بها، ويكيلون لها ولدعمها متعدد الوجوه والمستويات، خاصة العسكري لـ«كتائب القسام» التابعة لها، عبارات المديح من دون حساب، اضافة الى العلاقة الوطيدة التي تربط حركة «الجهاد الاسلامي» وهي قوة وازنة على الاقل عسكرياً، قد يكون باباً لجر الحالة الفلسطينية الى عين عاصفة الصراع الاقليمي التي تضرب المنطقة. واشارت المصادر الى ان الرئيس عباس الذي نجح حتى الآن بسياسة «النأي بالنفس» يريد من خلال المصالحة سد الثغرات والصدوع في الجبهة الداخلية الفلسطينية وتعزيز وحدتها في مواجهة استحقاقات كبرى في طريقها اليه، سيكون في حال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تطالب «حماس» المشاركة بها مسؤولاً ليس فقط عن افعالها وتحالفاتها، بل وعن كل تصريح، وربما كل كلمة يتفوه بها قادتها، الامر الذي ستكون له عواقب وخيمة على علاقات السلطة مع محيطها العربي وبالتحديد السعودية وحلفائها. تهديد للمصالحة واذا ما اضيف الى التحفظات السعودية، الضغوط والتهديديات الاسرائيلية والاميركية التي اعلنت صراحة ان احد شروط القبول بالمصالحة الفلسطينية، اضافة الى شروط اخرى هو قطع العلاقة بين طهران و«حماس»، فإن عدم استجابة، او على اقل تقدير اخذ رغبة هذه الاطراف بالحسبان سيعني رفع الغطاء العربي والدولي عن المصالحة، وبالتالي فإن مصيرها سيكون معرضاً للانهيار. وحذرت المصادر ذاتها من ان يؤدي الى التنازع بين قيادة «حماس» في الخارج برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري الذي زار مع وفود قيادية رفيعة خلال شهرين طهران ثلاث مرات، وقيادة قطاع غزة بزعامة يحيى السنوار الذي يولي للعلاقة مع مصر اهمية استثنائية، الى انزلاق الحركة الى مواقع سيكون لها اوخم العواقب على الوضع الفلسطيني برمته، ذلك ان التجربة الفلسطينية بالانحيازات كانت لها تكلفة باهظة من جهة، ومن جهة ثانية فإن الوقائع الماثلة في المنطقة حالياً، تؤكد ان طهران ليست «جمعية خيرية» ولا تقدم دعمها مجاناً واحساناً، بل مقابل سياسي لتعزيز نفوذها وتمددها على حساب الامن القومي العربي. وقالت المصادر، ان الفارق الهائل الذي يفصل حالياً بين القوى الاقليمية المتصارعة لا يبيح ولا يتيح اللعب على الحبال، طرف مع العرب وآخر مع طهران، او وضع كما يقال بالمثل الدارج «قدم في البور واخرى في الفلاحة» فقد ولى زمن التشاطر، وتوزيع الادوار وضاقت هوامش المساحات الرمادية بين المتصارعين. واشارت المصادر، الى ان موقف الرياض يعزز موقف حركة فتح التي ستطرح في حوارتها مع «حماس» بصراحة وبلا مواربة، محاذير علاقتها الدافئة مع طهران، كما سيعزز موقفها حيال ملفين شائكين تتباعد الرؤى حيالهما وهما: الامن وتعدد السلاح، وهو ما يرفع علامة سؤال حول نجاح مهمة قادة الفصائل وقبلهم جميعاً مهمة الراعي المصري في ايجاد مخرج آمن.

مشاركة :