يشعر فلسطينيون في لفتا المهجورة بأن قريتهم قد تتحول قريبا الى حي جديد يضم فللا فاخرة لاسرائيليين ومركزا تجاريا وفندقا فخما لسكان المنطقة. ولفتا قرية فلسطينية هجرها سكانه وتبعد نحو خمسة كيلومترات الى الغرب من مدينة القدس. وهي تقع على كتف واد على الطريق بين القدس وتل ابيب في موقع قريب من مدخل القدس الغربية. وتشكل هذه القرية محور نزاع لحمايتها من الخطة الاسرائيلية لبناء المساكن فيها.وهي مثال نادر لقرية ما زالت موجودة بعدما هجرها سكانها الفلسطينيون في حرب 1948 التي رافقت انشاء دولة اسرائيل. وتاريخ القرية قديم. ولفتا مرشحة لادراجها على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ووضعتها منظمة الصندوق العالمي للاثار على لائحة المواقع المعرضة للتهديد.ومنذ 2004 يخوض اهل لفتا وجمعيات حقوق الانسان معارك قضائية لمنع هدم القرية والحفاظ عليها. وقد نجحوا في 2012 في منع دائرة اراضي اسرائيل من بيع القرية بمزاد علني لبناء نحو 212 فيلا فاخرة عليها اضافة الى مركز تجاري وفندق ومتحف. لكن دائرة الاراضي استأنفت القرار وربحته.لا يعيش احد في القرية الان. لكن المنازل الحجرية بابوابها ونوافذها ذات الاقواس لا تزال قائمة مع اطلال مسجد القرية وبعض البيوت. وتنتشر اشجار الزيتون واللوز والتين على سفوح التلال المحيطة بها بينما يصطف في ارضها عدد من معاصر الزيتون القديمة المهملة. ولا تزال بركة طبيعية تتوسط القرية تشكل ملاذا من صيف القدس الحار ويستخدمها الاسرائيليون للسباحة.وتجمع ائتلاف فلسطيني اسرائيلي للحفاظ على القرية في مواجهة خطط التطوير لاقامة الفلل والمركز التجاري والفندق.ولكل اسبابه. فالفلسطينيون منهم من يحلم بالعودة . بينما يريد آخرون الحفاظ عليها لتكون شاهدا على النكبة. اما الاسرائيليون في الائتلاف فيريدون المحافظة عليها كموقع اثري فريد.وسعت السلطات الاسرائيلية منذ فترة طويلة الى التطوير والبناء مع مشجعي الاستثمار الذين يعتبرون ذلك ضروريا حتى لا يتدهور الوضع في القرية اكثر. وارجأت لجنة التخطيط في القدس في آب/اغسطس الماضي خططها بعد ان اثيرت مخاوف بشان المحافظة على القرية. يوتوقع ان يتم اصدار مخطط جديد.وقال شموليك غروغ المهندس المعماري الرئيسي للمخططات التي تقدم بها اهل لفتا وجمعيات حقوق الانسان "المخططات هي بناء نحو 212 فيلا فاخرة عليها اضافة الى مركز تجاري وفندق ومتحف".
مشاركة :