ضيفنا شاعر وإعلامي وكاتب وأدبي مُميّز، استطاع منذُ تولية المهام والاشراف عام 2007 على صفحات «في وهجير» في جريدة «اليوم» السعودية، ان يضع له بصمة ملموسة في نقلة وتحوّل ظهور الساحة الأدبية، وساهم في خدمة وبروز الشعراء والتغطيات وفعاليات الشعر. «مواسم» تواصلت معهُ وخرجت بهذا اللقاء، انه عبدالله شبنان... • تعتبر احد الاعلاميين السعوديين الذين خدموا الساحة من خلال صفحات الشعر «في وهجير» في جريدة «اليوم»... هذا انطباع العديد من المتابعين، ماذا يعني لك هذا التصور؟ - الحمد لله، اعتقد انني وخلال السنوات الماضية قدمت عملاً حاولت فيه ارضاء كل الأذواق وتقديم الاسماء التي تستحق ان تظهر اعلامياً واكتشاف الكثير من المواهب الشعرية من الجنسين الذين استطاعوا استغلال الفرصة والسير بخطى واثقة وتطوير انفسهم حتى اصبحوا من نجوم الساحة الان، اضافة الى ابتعادنا عن المشاحنات والمناكفات التي اشتهرت بها الساحة الشعبية، وهذا جعل لنا مكاناً في المقدمة. • المتابعون للساحة يشعرون بأنه قل كثيراً نشاط الصفحات المهتمة بالشعر، وذلك يعود ربما لوجود العديد من البدائل، الا ان «في وهجير» مازالت بالوهج السابق نفسه... ماذا يعني لك ذلك؟ - اهتمام المسؤولون في جريدة «اليوم» طوال السنوات السابقة بالشعر الشعبي والحرص على تواجد صفحات «في وهجير» اسبوعياً. هو اساس هذا التوهج، فرؤساء التحرير الذين تعاقبوا على الجريدة بدءا من الاستاذ محمد الوعيل والآن الاستاذ سليمان اباحسين، ساهموا بشكل مباشر في دعم الشعر الشعبي وتخصيص مساحة اسبوعية تكون متنفسا لعشاقه ومحبيه، اضافة الى السياسة الاعلامية المتبعة والتي تحترم الجميع وتتيح الفرصة لهم، وتتابع باهتمام اخر المستجدات في الساحة الشعبية، وتستضيف العديد من الشعراء والاعلاميين في حوارات، وتطرح الكثير من القضايا المتعلقة بالشعر الشعبي، وتنشر تغطيات للفعاليات التي تقام على مستوى الخليج بشكل مستمر مما ساهم في تكوين متابعة كبيرة وحرص من المهتمين في الشعر الشعبي على ان تكون «في وهجير» في مقدمة الصفحات التي تنشر جديدهم. • يساهم بعض محرري الصفحات الشعبية في بروز العديد الشعراء، الا ان بعض الشعراء يتنكرون لذلك. ماذا يعني لك هذا الأمر خصوصاً بأنك احد مشرفي هذه الصفحات؟ - سؤال جميل خصوصا انني أرى الكثير من الصحافيين والإعلاميين في الساحة الشعبية يشتكون من قلة الوفاء والنكران من قبل الشعراء الذين قدموهم واستغرب منهم هذا الشعور. بالنسبة لي هذا الامر لا يعني شيئا، فأنا لم اقدم شاعرا في يوما ما بحثاً عن اي يرد لي الدين ولا انتظر منه شيئا ابدا. عندما قدمته كنت مقتنعا بموهبته وأرى انه يستحق الظهور الاعلامي، ومن واجبي والأمانة الأدبية تحتم علي ان أتيح له الفرصة وهذا ليس من اجل ان يتذكرها لاحقا فانا كما قلت لا يعني لي ان يتذكرها او لا المهم انني عملت ما يجب ان يُعمل. • المعروف عنك كتابة الشعر ولكن لوحظ في الاونة الاخيرة عدم اهتمامك بكتابة النصوص الشعرية، هل هذا يعود لانشغالك بالعمل الصحافي؟ - ما زلت اكتب بالطبع، فالشاعر لا يستطيع الهروب من الشعر ولكن الحضور الإعلامي طوال السنوات الماضية طغى على الحضور الشعري، وهذا امر طبيعي خصوصاً اننا نصدر بشكل اسبوعي طوال العشر سنوات الماضية ما عدا في الأعياد. • هل تعتقد بأن الصفحات الشعبية ما زالت تحتفظ ببريقها خصوصاً مع وجود مواقع التواصل الحديثة؟ - مواقع التواصل الاجتماعي استطاعت جذب الشعراء والجمهور فالتفاعل السريع مغر للجميع، اما بخصوص النشر فما زال الشعراء يهتمون بالصفحات الشعبية بحثا عن توثيق قصائدهم، كما ان بريق الصحافة من خلال تناول المواضيع الشعرية التي تشغل جمهور الشعر وطرحها والبحث عن الحقائق التي تتعلق بها ما زال موجودا، لذلك لا يستطيع احد التقليل من اهمية الصحافة الى الان. • هل اثرت مواقع التواصل الاجتماعي على الشعراء سلبا أم ايجابا؟ - في «تويتر» تغير حال الشعراء، فمنذ أن أصبح هذا الموقع الاجتماعي ملتقى للجميع من كافة الشرائح وبمختلف اهتماماتهم حتى اضطر الشعراء للاختصار وكتابة «بيتي» شعر فقط، فلا قصيدة طويلة ولا قصيرة تنفع في «تويتر» المحدود بـ 140 حرفا. وكثير من الشعراء تحدث عن هذه النقطة ووصف «بيتي» تويتر بأنهما مؤثران بشكل سلبي على شاعرية الشاعر، وقد لا يستطيع اختصار ما يود قوله في قصيدة من خلال هذين البيتين. في المقابل انسجمت مجموعة أخرى من الشعراء مع حكاية «البيتين» وتعلقوا بها إلى درجة ان أصبحوا معها لا يهتمون بمسألة عدد الابيات في القصيدة، بل كانت المفاجأة بعد ذلك أن اقتحمت «البيتين» أمسيات الشعراء التي يحيونها في مهرجانات شعرية مختلفة، حيث يجمع الشاعر أجمل ما كتب من أبيات شعرية في تويتر ليقدمه تحت مسمى «مقاطع شعرية». وشخصيا شاهدت هذا الأمر ولم ينقل لي حيث حضرت أمسية شعرية قبل فترة، وفي منتصف الأمسية قام أحد فرسانها بتقديم مقاطع شعرية عرّفها بأنها من كتابته في «تويتر»، يبدأ بإلقاء «بيتين» من الشعر ثم يتوقف ويبدأ في «بيتين» غيرهما مختلفين في الموضوع والقافية والبحر، الأمر الذي لم يلق القبول والاستجابة من الحضور الذي كان يصفق ببرود وعلى استحياء لمجاملة الشاعر. وخلاصة الموضوع حسب وجهة نظري ان الشاعر الذكي لا يجب ان يختزل نفسه من أجل تغريدة قد تمر مرور الكرام والا يكون ضمن اسماء استطاع «تويتر» تقييدهم والحد من إبداعهم. • ما رأيك في قروبات الشعر في «الواتساب»؟ وهل تشارك فيها؟ - بصراحة انسحبت منها جميعها، رغم مشاركة عدد كبير من الشعراء بها ولكن ما يحدث في مجموعات الواتساب الشعرية أمر غريب فعلا، حيث ان بعض الشعراء الذين اشتهروا بالخروج عن النص من خلال التصاريح الإعلامية فضلوا ان تنتقل مشاكلهم معهم الى هناك تحديدا،والمضحك في الموضوع ان المشاغبين في الواتساب هم مؤدبون جدا في تويتر من خلال الطرح والردود والتعليقات التي تصدر منهم، الى درجة ان من يختلف معه بالواتساب ويتجاوز ضده نجده يحترمه في تويتر ويتكلم معه بأدب كبير جدا، وكأنه يقول «الناس يشوفون لا تفضحنا»! فهم حريصون على احترام بعضهم البعض امام المتابعين في تويتر في تباين غريب يظهر العقلية الحقيقية للبعض. • خلال الاسابيع المقبلة سوف نرى اطلالة جديد لمسابقة «شاعر المليون»، هل تعتقد بأن هذا البرنامج ما زال يحظى بذلك الحضور قياسا بما كان عليه في البدايات؟ - ما زال مهماً للشعراء الذين يبحثون عن البروز الإعلامي والجمهور الذي يبحث عن اسماء شعرية جديدة ترتقي بالذائقة، فقبل ظهور هذا البرنامج كانت الساحة الشعبية تعاني من اختلاف الاذواق، حيث لم يكن هناك منبر كبير ومتابع بشكل قوي ومباشر، يفتح المجال أمام جميع الشعراء للمنافسة حتى يصلوا إليه ويبرهنوا من خلاله على شاعريتهم ما سبب اختلافاً في الاذواق الشعرية لدى جمهور الساحة الشعبية. ومن أكبر الدلائل على الاتفاق والتجديد من هذه الناحية، هو أن الجميع سواء شعراء أو صحافيين أو جمهور اصبحوا يتفقون على عدد من الشعراء الذين ظهروا من خلال البرنامج طوال مواسمه السابقة والعكس صحيح مع البعض الاخر منهم الذين لم يستطيعوا الصمود، وبالطبع فإن المتابع بإمكانه ملاحظة ذلك من خلال البث المباشر والتفاعل الجماهيري سواء ممن هم خلف المسرح أو المتابعون خلف الشاشات الفضية وبالأماكن العامة. هي حقيقة يجب أن تقال وهو أن هذه البرنامج استطاعت إعادة صياغة الذائقة الشعرية للمتلقي وكشفت زيف العديد من الشعراء المصنوعين إعلاميا. • هل فكرت في اصدار كتاب او ديوان يحتوي على نشاطك الشعري والصحافي؟ - أعمل على كتاب اذا انتهيت منه فسيكون مفاجأة الساحة الشعبية ويحصد اصداء واسعة، أكشف فيه الكثير من الاسرار ويحتوي خفايا التي لم يتطرق إليها احد من قبل.
مشاركة :