عرفت الإمارات التسامح مــنذ بداياتها، ولم يكن هذا النـــهج جديداً عليها منذ بدأ المؤســس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يضع أسس هذه الدولة، ويرى بعينه الثاقبة ورؤيتـــه بعيدة المدى وتلك البصيرة التــي باتت إرثا بين حكام الإمارات، ناقــلاً المحبة والسلام، والتسامح، وقبول الآخر على اختلاف دينه وعرقه ولونه، وفتـــح أراضي هذه الدولة لكل من أراد ان يعيش عليها مهما كان أصله. ويأتي اليوم العالمي للتسامح ليذكر الجميع، بجهود الدولة التي تحتضن ما يزيد على 200 جنسية مختلفة، وما تحمله من أديان وعقائد وعادات مختلفة عن الآخر، فيعيشون على أرضها بمحبة وسلام وإخاء. وانعكس تسامح الأديان، والاهتمام بالعمل أيا كان، عنـــدما قام المغفور له بإذن الله الشـــيخ زايد عام 1968 بمنح أرض لمدرسة أجنــــبية «مدرسة الخبــــيرات» وزارهـا يوم الافتتاح الرسمي. كما استقـــبل رحمــه الله المطران براندو جـريمولي رئيس الكنيسة الكاثوليكية في الجزيرة العربية، وتسلم منه رسالة من البابا بولس السادس بمناسبة يوم السلام العالمي، تتعلق بتدعيم التعاون والسلام بين العالمين الإســـلامي والمسيحي في 12 يوليو 1977. إن السلام والتسامح والسعادة وإسعاد الآخر، ليست شعارات تتبناها الدولة لتفخر بها في المحافل العالمية، بل قيم حقيقية ينشرها كافة المتواجدين على ارض الإمارات الطيبة، بل والزوار القادمين إليها من كل بقاع الأرض. وتتجلى قيم التسامح أيضاً في كافة المساعدات الإنسانية الغنية عن الحصر والذكر، التي كانت وما زالت تقدمها الدولة لكافة أنحاء العالم تداوي جروحاً، وتأوي شعوباً، وتطعم آخرين، وتكسي فقراء، وتقدم الكثير دون انتظار المقابل، ودون السؤال عن دينه أو لونه أو معتقده، إنها دولة التسامح.
مشاركة :