واتخذت الدولة إجراءات عدة لتعزيز جهودها في تحقيق التعايش، منها إجراءات قانونية تشريعية، وإجراءات دينية ثقافية، وإجراءات إعلامية اجتماعية، ففي عام 2006، أصدرت «قانون التعاون القضائي الدولي في المسائل الجنائية»، إضافة إلى تشكيل «اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب» في عام 2009، وفي عام 2013 تم إِنْشاء «مركز هداية الدولي للتَّمَيز في مُكافحة التَّطَرُّفِ العَنيف»، وهو أول مؤسسة بحثية تطبيقية مستقلة داعمة للحوار والبحث والتدريب لمكافحة التطرف. مكافحة التمييز والكراهية والجرائم الإرهابية وفي عام 2014 تم إِصْدار «قانون مُكافَحَة الجرائِم الإرْهابية»، بينما شهد العام 2015 إصدار «قانون مُكافَحَةِ التَّمْييزِ والكراهية»، والذي اشتمل على مواد تضمن المساواة بين أفراد المجتمع، وتجرم التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو اللون أو الأصل، ففي يوليو 2015، أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً بقانون رقم 2 لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، ويهدف القانون إلى إثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياً كانت طبيعتها، عرقية، أو دينية، أو ثقافية، ويقضي القانون بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير. كما لا يجوز الاحتجاج بحرية الرأي والتعبير لإتيان أي قول أو عمل من شأنه التحريض على ازدراء الأديان أو المساس بها، بما يخالف أحكام هذا المرسوم بقانون، ويحظر قانون مكافحة التمييز والكراهية التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين، أو العقيدة، أو المذهب، أو الملة، أو الطائفة، أو العرق، أو اللون، أو الأصل. كما جرم القانون كل قول أو عمل من شأنه إثارة الفتنة أو النعرات، أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات من خلال نشره على شبكة المعلومات، أو المواقع الإلكترونية، أو المواد الصناعية، أو وسائل تقنية المعلومات، أو أية وسيلة من الوسائل المقروءة أو المسموعة أو المرئية، وذلك بمختلف طرق التعبير كالقول، أو الكتابة، أو الرسم. هيئات ومؤسسات دولية معززة للقيم أسست الدولة في يوليو 2014 «مجلس حكماء المسلمين»، وهو هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي، واحتضان الدولة منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة للأعوام 2014، و2015، و2016 و2017,2018,2019,2020، ويستعد لاحتضان الدورة الثامنة. كما تم تأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عام 2018، انطلاقاً من الرسالة الحضارية لدولة الإمارات الهادفة إلى نشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي، واستلهاماً لمبادراتها الدولية الرائدة في مجال ترسيخ قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم، ويعمل المجلس على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للوطن ونشرها مع نبذ التعصب الديني والكراهية للآخر. وفي 21 يونيو من العام 2017، وتأكيداً لصدارة الإمارات في بناء غدٍ أفضل للمجتمعات العربية والعالمية وخدمة الإنسانية، صدر قانون تأسيس المعهد الدولي للتسامح بقرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ونص القانون رقم 9 لسنة 2017 على إنشاء المعهد الدولي للتسامح ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية. جوائز «أينما وجد التسامح كانت القيم الإنسانية واحترام الآخر عقائدياً ومذهبياً، تتجلى في أبهى صورها»، ولذلك قامت الدولة بغرس هذه المفاهيم محلياً وإقليمياً، وعالمياً، ومن بينها إطلاق عدد من جوائز التسامح من أبرزها جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والتي أطلقت في فبراير 2019 وهي جائزة عالمية مستقلة تحتفي بجهود الأفراد والكيانات في تقديم إسهاماتٍ جليلةٍ تهدف إلى تقدم البشرية وتعزيز التعايش السلمي، سُميت الجائزة باسم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، تجسيدًا لقيم التواضع والتسامح والاحترام وحب الخير لكل الناس التي عُرف بها الشيخ زايد عبر تاريخه. تبلغ قيمة جائزة زايد للأخوة الإنسانية، مليون دولار أميركي، في فبراير 2019 وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية، أول فائزين فخريين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية، كما فاز بجائزة زايد للأخوة الإنسانية 2021 الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ولطيفة ابن زياتن، مؤسِسَة جمعية عماد للشباب والسلام وناشطة ضد التطرف، وهو ما يعكس قوة وتأثير الجائزة والذي ينم عن القوة التأثيرية لدولة الإمارات عالمياً في مجالات القيم والتسامح والسلام والتعايش والعدالة وحماية الحقوق. ومن الجوائز أيضاً، «جائزة محمد بن راشد للتسامح» وتهدف الجائزة إلى بناء قيادات وكوادر عربية شابة في مجال التسامح، ودعم الإنتاجات الفكرية والثقافية والإعلامية المتعلقة بترسيخ قيم التسامح والانفتاح على الآخر في العالم العربي، وتم إطلاق الجائزة عام 2016، في خمسة فروع، ثلاثة منها لتكريم جهود رموز التسامح في الفكر الإنساني، والإبداع الأدبي، والفنون الجمالية، واثنان في مجال مسابقات تنظمها الجائزة، بحيث تركز على المشروعات الشبابية والإعلام الجديد. وكذلك إطلاق «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي» في العام 2011 لتكريم كافة الفئات والجهات التي لها إسهامات متميزة في قضية حفظ السلام في العالم، وإنماء السلام والاستقرار وتنميتهما، وكذلك جائزة الإمارات العالمية لشعراء السلام والتي أطلقت في العام 2014، لتكريم الأعمال الأدبية التي تتسم بالبعد الإنساني والعالمي، وتتضمن في موسمها الأول ثلاث مبادرات هي: أمسية للشعراء العرب، وأمسية لشعراء العالم بجميع لغاتهم، وفعالية لتكريم شعراء السلام.
مشاركة :