خلال زيارتي إلى مدرسة ابن النفيس الابتدائية للبنين استوقفتني أصوات الطلبة وهي تملأ أرجاء الممر المحاذي لمركز مصادر التعلم داخل المدرسة حماس ونشاط، ودفعني الفضول إلى دخول المركز، حيث وجدت الطلبة في أجواء إيجابية وظننت أنهم يرتادون المركز بغرض المطالعة ولكن أوضحت لي معلمة اللغة الإنجليزية الأستاذة زينب آل طوق بأنها حصة لغة إنجليزية ضمن مشروع (اليوم قرّاء.. غدًا قادة) الذي أكمل عامه الأول خلال العام الدراسي المنصرم بنجاح بعد ارتفاع نتائج طلبة الحلقة الأولى في مادة اللغة الإنجليزية، ولمعرفة تفاصيل قصة هذا المشروع لابد لنا من العودة لنقطة انطلاقته: انطلاقة المشروع أشارت آل طوق أن للمدرسة مشروع يعرف بـ(خذني للمنزل) يهدف إلى تعزيز مهارة القراءة لدى الطلبة عن طريق أخذ القصص للمنزل والقيام بقراءتها، ولكن خلال العام الدراسي المنصرم ارتأت المدرسة تطوير هذا المشروع وجعله أكثر تنوع وشمولية وأطلقت عليه بعد التطوير (اليوم قرّاء.. غدًا قادة)، وأتبع ذلك نشر فكرة المشروع بين معلمات قسم اللغة الإنجليزية والترويج لها عبر النشرات الأسبوعية، الورش واللقاءات الأسبوعية مع أولياء الأمور، وبدأ تطبيقه بقراءة معلمات اللغة الإنجليزية للقصص خلال الحصص وتزويد الطلبة بقصص أخرى وورق التقارير والتقييم، حيث يتوجب على كل طالب القيام بقراءة القصة مع ولي أمره وتحليلها وملأ ورقة التقييم الذاتي وتسليمها لمعلمة اللغة الإنجليزية التي تقوم بالمراجعة والتقييم وحث الطلبة على عرضها خلال الحصة الدراسية. التفكير الإبداعي وأوضحت آل طوق إن البوابة التي تقود الطلبة للاستمتاع بالحصة الدراسية هي طرائق التدريس المتبعة داخل الصف، حيث لا يستمتع الطلبة بحصة يقتصر فيها دورهم على الاستماع للمعلم يطلق سيلًا من المعلومات في اتجاه واحد وعلى الطلبة استقبال تلك المعلومات وحفظها وإعادة اطلاقها في الاختبارات والامتحانات، بل هي عملية تستوجب اتصال في اتجاهين بشكل تفاعلي وهذا ما سعينا لتحقيقه خلال حصة اللغة الإنجليزية التي تحفز التفكير الناقد والابداعي لدى الطلبة وتنمي خيالهم، حيث يتخيل الأماكن والأحداث والشخصيات والحوار والانفعالات وفهم المغزى، فالقصة عندما تروى لا يوجد فيها نصيحة مباشرة أو حكمة مكتوبة بشكل واضح، ولكن النصائح والحكم يتم استنباطها من الأحداث الجارية فيها، وذلك من خلال تنفيذ سلسلة من الأنشطة كالحلقات القرائية، التمثيل، تحليل عناصر النصوص وربطها بواقع المتعلم بالاعتماد على النصوص الإثرائية الخارجية وبرنامج ProjectX، حيث يتم تطبيقه داخل أسوار المدرسة وفي المنزل، الأمر الذي ساهم في تفعيل دور ولي الأمر كداعمٍ أساسي لتقدم طفله.
مشاركة :