رشا نبيل: الإعلام الخاص أكثر مصداقية من الرسمي

  • 11/18/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: أحمد إبراهيم تتمتع الإعلامية رشا نبيل بطلة إعلامية مميزة، بقدر كبير من المهنية، يرجع هذا لخبرتها وتمرسها في العمل بالعديد من القنوات، وكذلك ممارستها أكثر من شكل من أشكال العمل الإعلامي، حيث بدأت السلم من أوله من خلال الإعداد، ثم العمل كمراسلة، لتنتقل بعد ذلك إلى مقعد المذيعة، حيث قدمت العديد من البرامج الناجحة، سواء في التلفزيون المصري الرسمي، أو بعض الفضائيات الخاصة المصرية والعربية، كما عملت في قناة «العربية» الإخبارية، وأخيراً انتقلت إلى قناة «دريم» الفضائية.. حول رحلتها في الإعلامين المصري والعربي، والكثير من المواضيع عن المهنة، كان معها هذا اللقاء.البداية لديك تختلف عن كثيرات من المذيعات، حيث تدرجت في أكثر من عمل بالإعلام.. حدثينا عنها؟- تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعملت بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لكنني منذ أن كنت بالجامعة وحلمي العمل بماسبيرو، وبالفعل التحقت بقطاع الأخبار بالتلفزيون المصري معدة ومحررة ومقدمة برامج، ومن هنا بدأت المسيرة، فأنا بنت التلفزيون المصري. ما أول برنامج قدمته؟- «كلام اليوم» بالقناة الأولى للتلفزيون المصري، وبرنامج «نهارك سعيد» على قناة «النيل لايف»، وبرنامج «صفحة جديدة» الذي أعتبره صفحة مهمة جداً بالنسبة لي، ونقطة تحول مهمة لي كإعلامية، لأن توقيت ظهوره كان بعد ثورة 25 يناير، وتشرفت باستعانة التلفزيون المصري بهذه المرحلة الصعبة، وكان برنامجاً ناجحاً وترك أثراً جماهيرياً، وكنت أقدمه مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين المتميزين مثل أحمد سمير ومنى شاكر ومصطفى كفافي، وإلى الآن عندما يشاهدني الناس يحدثونني عنه.تنقلت بين العديد من البرامج، فهل هناك نوعية معينة تفضلين تقديمها؟- قدمت العديد من البرامج الإخبارية، لكنني أميل لبرامج «التوك شو».انطلاقتك تصادفت مع تغيرات سياسية كبيرة، فكيف تقيمين هذه الفترة؟- فعلاً قدمت العديد من البرامج في عصور سياسية مختلفة، حيث عملت فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وصولاً إلى الآن، وكان حرصي دائماً على التمسك بالمهنية، وهذا ما حقق لي الاستمرار في ظل تغيرات سياسية عنيفة مرت بها مصر، المهم ألا يكون لدى الإعلامي أجندة يعمل من خلالها وتوجهات وميول سياسية، فطوال الوقت أشعر بأن مسؤوليتي ممارسة المهنة، وهو ما لا يجعلني محسوبة على أحد ضد آخر.ما التوقيت الذي تكون فيه نجومية الإعلامي مهمة؟- لا بد أن نفرق أولاً بين النجومية للإعلامي والشعبوية، فالأخيرة تكون نتاج حرص الإعلامي على تبني مواقف تغازل رجل الشارع والمشاهد العادي، بغض النظر عن الرسالة أو بالأحرى فكرة التنوير، فهناك من يفكر بأن يقول للجمهور ما يريده بغض النظر عما إذا كان صحيحاً أم خطأ، وأرى أن هذا شيء خطر جداً. ما وجه الخطورة في هذا؟- لأن التفكير بالجماهيرية والشعبوية، كثيراً ما يكون على حساب المجتمع وعلى حساب الخطاب الإعلامي التنويري الذي يجب تقديمه للناس، فعندما يكون لدى المجتمع توجه غير صحيح، على الإعلام تصحيحه من خلال المعلومة حتى وإن كانت تخالف الموجة العامة السائدة بين الناس. هل تصنفين نفسك كمذيعة نجمة أم شعبوية؟- الأقرب لقلبي أن أحقق المهنية، فأنا مذيعة مهنية، حتى إن كنت أخسر في بعض حالات الاستقطاب العالية جداً التي يعيشها الشارع العربي الآن- فالغالبية إما مؤيدة أو معارضة- لذا من يتمسك بالحيادية يهاجم من الجانبين، لكنني أؤمن بأنه سيظل من اتفق أو اختلف معك على مسافة واحدة وثابتة من الاحترام، وهذا ما أراهن عليه دائماً. في رأيك ما رأسمال الإعلامي الناجح؟- الاحترام، فأنا أرى أن رصيدي الكبير الذي أتمتع به لدى الناس هو الاحترام، وحتى في بعض الأحيان حيث يكون الاستقطاب شديداً، أحاول جاهدة أن أتمسك بمبادئي، وأراهن على ذكاء الجمهور الذي أعتبره سندي الحقيقي. ما الذي يتغير ببرنامجك «كلام ثاني» من فترة لأخرى؟- عمر برنامج «كلام ثاني» على قناة «دريم» ثلاث سنوات، وهو يتطور جماهيرياً بشكل ملحوظ، ويكتسب عاماً بعد عام شرائح جديدة ومختلفة من المشاهدة، ومن أول شهر من عمر البرنامج دخل ضمن أفضل عشرة برامج مشاهدة بمصر، وكنا نقدم حلقتين أسبوعياً فقط، ثم بدأنا نفكر بالترسيخ لإعلام موضوعي ومهني، وكان المدهش استجابة الشارع لهذا وحققنا تواجداً أكبر، كما أننا نضجنا إعلامياً بشكل ملحوظ، فلقد أصبحنا أكثر مرونة وقدرة على معالجة بعض المسائل، وأكثر صلابة في مواجهة بعض الأمور والمواقف الصعبة.ما الذي تحرصين عليه بتطوير البرنامج؟- الإيقاع، فنحن كفريق عمل نؤمن بأن إيقاع الشارع الآن متطور وسريع جداً، ليس بالبرنامج عامة لكن بالحلقة الواحدة نفسها، فحلقة يوم الخميس تختلف عن حلقة يوم الجمعة.ما الفارق بين الإعلام الحكومي والخاص حالياً؟- بصراحة المصداقية، فالإعلام الخاص أكثر مصداقية، فنحن نحتاج لتطوير التلفزيون فهو بيتي الأول، نحن بحاجة لإحلال فكرة الموضوعية والمهنية بدلاً من التوجه، وأن نختبر ما نقوله من خطاب للشارع هل هو صحيح أم خطأ، فلا يجوز أن أكون إعلامياً صاحب هوى أو ميولات بعينها، وليس من المعقول أن نكون مؤيدين طوال الوقت أو معارضين دائماً، فالحياة فيها الجيد والسيئ. هل الإعلامي قادر على إحداث تغيير بالشارع الآن؟- نعم ولمراحل كبيرة جداً، وكان آخر ما قدمناه للشارع، بمحافظة المنيا بصعيد مصر، عندما أغلقت إحدى الكنائس ومنعت الصلاة فيها، وذلك كان لفهم خاطئ لقانون بناء الكنائس، لكن رئيس الوزراء تابع الحلقة واهتم بالموضوع، وحل المشكلة. ما جديدك؟- الجديد أن البرنامج أصبح لثلاثة أيام وليس ليومي الخميس والجمعة فقط، وهذا كان قراراً من إدارة قناة «دريم»، إذ تحولنا من برنامج «week End» لبرنامج «News» يومي يتابع التطورات والأحداث اليومية بالإضافة لفقراتنا العادية.ما معايير اختيار فريق العمل؟- طوال الوقت أبحث عن الإعلامي المهتم بفكرة المهنة، وأن يكون مجرداً من أي توجه أثناء العمل، فالرسالة التي نقدمها أهم من الأمور والقناعات الشخصية، وعلينا أن نسعى جميعاً كإعلاميين وأن يعود الإعلام لثكناته وأن يبتعد عن السياسة التي غرق بها وأن يقدم المعلومة المفيدة للناس.هل تحرصين على أن يكون هناك شيء مختلف في كل حلقة؟- بالتأكيد.. نحرص على صنع تركيبة متوازنة، وأهتم بالضيف القادر على تقديم معلومة للناس، ولا أهتم بالضيف صاحب «الفرقعة» والضجة بوسائل التواصل، لأنها لا تكون مؤثرة في صنع القرار، فلا يجب عندما يفتي شخص بفتوى شاذة أن يتحول لبطل إعلامي، البلاد أكبر كثيراً من أشخاص يبحثون عن الشهرة.

مشاركة :