الصبر على المصيبة من علامات كمال الإيمان

  • 11/18/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين: ‏أكد فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن من تمام نعمة الله تعالى على عباده المؤمنين أن ينزل بهم من الشدة والمحن والأسقام ما يلجئهم إلى توحيده والرجوع إليه، فيدعونه تعالى مخلصين له الدين، ويرجونه ولا يرجون أحدا سواه. وأوضح، في خطبة صلاة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، أن قدر البلاء يعرف إذا انكشف الغطاء يوم القيامة؛ مستشهدا بما روى جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال: «يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض». وأورد الشيخ النعمة ما روى أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» وعنه -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يرد الله به خيرا يصب منه». وأكد أن البلاء نعمة عظيمة من الله تعالى على عباده، ليمتحن صبرهم، ويسمع تضرعهم، ويخوفهم وعيده، فلولا البلاء لبطر العبد، وبغى وطغى. وأشار إلى أن احتساب المصيبة عند الله، والصبر عليها علامة من علامات كمال الإيمان، والجزع والسخط عليها دليلان على ضعف الإيمان، فمن حسن التوفيق للعبد وأمارات السعادة الصبر على الملمات، والرفق عند النوازل، وبه نزل الكتاب وجاءت السنة والأخبار. ونوه بأن الله تعالى أمر عباده بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل وذكر أن الصبر ثلاثة أنواع، صبر على طاعة الله تعالى، وصبر على معصية الله سبحانه، وصبر على امتحان الله بأقداره، مؤكدا أن أعظم أنواع الصبر، الصبر على طاعة الله، لأن في العبادات مشقة على النفوس التي تريد الراحة والدعة. مصاعب الحياة وأضاف: يلي ذلك في العظمة الصبر على معصية الله، لأن فيها كبح جماح النفوس عن شهواتها، وامتثالها لأمر ربها ونهيه، ثم الصبر على أقدار الله تعالى ومصائب الحياة، وفواجع الدهر. وأورد الخطيب ما جاء في صحيح مسلم عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله يقول::مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلم، ثم إني قلتها فاخلف الله لي رسول الله. وأوضح أن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر، لأن مفاتيح الفرج بيد الله، فلا ينافي الصبر توجع القلب، ولا فيضان العين بالدمع لأن ذلك مقتضى الطبيعة البشرية، ولهذا لما مات إبراهيم ولد النبي دمعت عيناه وقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزنون». عوارض الحياة وأكد أن المسلم حين يتأمل في حياته وما يعتريها من عوارض وأحوال وكوارث ونكبات، يجد الصبر ضرورة حياتية لكل عملٍ من أعمال الحياة سلباً كان أو إيجاباً، مشيرا إلى أن كسب الرزق والعمل ومعاملة الناس، والقيام بالواجبات الشرعية، والكف عن المحرمات والمكروهات، والجهاد في سبيل الله، ومقارعة شدائد الحياة ومقاومة مكارهها، وتحمّل تكاليفها، كل ذلك يحتاج إلى الصبر والمصابرة بل الجهاد والمجاهدة. ومضى إلى القول: لقد شاء الله عز وجل أن يجعل الطريق الموصل إليه والمؤدي إلى جنته ورضوانه محفوفاً بالمخاطر، مملوءاً بالأشواك والصعاب تدوي بين جنباته صرخات الأبرياء، وآهات ‏المستضعفين، وضحكات الفاسدين المجرمين، وسخرية الساخرين، واستهزاء المستهزئين، وهو سبحانه وتعالى لا يريد بذلك العنت والمشقة لأوليائه وعباده الصالحين، ‏كلا!! ولكنه أراد بذلك تمحيص الصفوف، وتنقية الأبدان، وتطهير العباد من دنس الذنوب والمعاصي، ليرفع الدرجات، ويتجاوز عن السيئات، ولفت إلى أن الأنبياء هم القدوة في الصبر على البلاء.

مشاركة :