عيادة مسرحية لمعالجة الإدمان والاكتئاب في العراقيسعى أكاديمي عراقي من خلال فكرة دمج العيادة النفسية في المسرح إلى علاج المرضى بفن التمثيل، متخذا من المسرح عاملا محفزا للآخرين وقادرا على مساعدتهم وبعث الأمل فيهم من جديد.العرب [نُشر في 2017/11/18، العدد: 10816، ص(24)]المواجهة طريق الشفاء بغداد – ظهور الكثير من الحالات التي تعاني من الإصابة بالأمراض النفسية جراء الانفجارات والظروف الضاغطة عند العديد من العراقيين، خاصة ممن تعرضوا للحروب والغازات السامة بات من أهم عوامل تنشيط العيادة النفسية في المسرح العراقي. ووظف العراقي جبار خماط، أكاديمي مسرحي، العيادة النفسية في عمله المسرحي بوصفها مقترحا لعلاج هموم الناس، مؤكدا من خلالها إرادة الإنسان وقدرته على صنع مستقبل جديد يؤسس من حاضر التجربة العلاجية مستقبلا قابلا للتداول بين الناس. ووفقا لموقع نقاش، قال خماط “يمثل المجتمع العراقي بطبقاته ومكوناته طاقة العيادة النفسية المسرحية التي تسعى لمعالجة الأمراض من خلال تبني القدرة على صناعة مستقبل جديد من خلال العيادة المسرحية”. وأضاف أن “العيادة المسرحية مقترح علاجي يهدف إلى إنتاج عروض مسرحية لها القدرة على التداول والتفاعل مع الجمهور باختلاف المكان والزمان”. وبحسب خماط، فإن فكرة العيادة المسرحية تقوم على معادلة الذهاب إلى الجمهور في الأماكن التي تعاني من أزمات يراد حلها بطرق تتكفل بعلاجها والتخفيف منها قدر المستطاع، مثل السجناء والمدمنين والمصابين بالسلاح الكيمياوي. واللافت أن الممثلين في العيادة النفسية المسرحية هم المرضى أنفسهم وهم الذين يعانون قسوة الظروف التي حولتهم إلى بشر لا يمكن التواصل معهم، بل عزلهم مثل السجناء والمدمنين، فيما يكون مسرح العرض هو المكان الذي يتواجد فيه المرضى مثل المستشفيات والسجون.العيادة المسرحية تتجاوز النمطية وتعيد الثقة للمرضى وتتواصل معهم وتحولهم إلى مبدعين، وكل هذا يتحقق من خلال فن التمثيل الذي يتطلب مهارات وقدرات صوتية وجسدية، فضلا عن الخيال والتركيز والاسترخاء وتتجاوز العيادة المسرحية النمطية وتعيد الثقة للمرضى وتتواصل معهم وتحولهم إلى مبدعين، وكل هذا يتحقق من خلال فن التمثيل الذي يتطلب مهارات وقدرات صوتية وجسدية، فضلا عن الخيال والتركيز والاسترخاء. وأكد خماط أنه اكتشف من خلال تجربة العيادة المسرحية مع السجناء والمدمنين أن المشاركين يؤمنون بالتمثيل ويتفاعلون معه، لأنهم يكتشفون أنفسهم من جديد، وهو ما يتطلب منهم الإرادة لصنع خبرة مستقبلية يقومون بتأليفها، بمعنى أنهم يصنعون بخيالهم وتصوراتهم عجينة المستقبل. وأشار إلى أن الممثلين يؤلفون نصا من واقع حياة الناس وليس حياتهم ويقدمون خبرة جديدة للناس من خلال عرض مسرحي يقومون بتمثيل شخصياته المسرحية، أما النص الذي يمثله المشاركون في العيادة المسرحية؛ فيكتبونه بطريقة جماعية وبإشراف مدرب مسرحي. وشارك في عرض مميز للعيادة المسرحية أحد مدمني المخدرات كان يعاني من عزلة اجتماعية شديدة وأزمات نفسية خانقة لكنه وبعد خروجه من السجن تدرب في العيادة المسرحية، ففاجأ الجمهور بعزف موسيقي جميل على آلة العود. ولم يكن الخروج من العزلة ومواجهة الناس أمرا سهلا بالنسبة إليه، ولكن من خلال تلقيه التدريبات المسرحية بما فيها من حركات جسدية وصوتية ولدت فيه قوة المواجهة والخروج من أزمته، فكان هذا العرض الذي تفاعل معه الجمهور يمثل بوادر الشفاء للعودة مجددا إلى الاندماج في الحياة العامة. كما ألف المصابون بالسلاح الكيمياوي نصا مسرحيا تفاعل معه الجمهور أيضا. وتحقق العيادة أهدافها العلاجية من خلال الطاقة التي يمتلكها المرضى.
مشاركة :