الزعيمان: الهلال السعودي، والعين الإماراتي يمثلان (غرب القارة) ليصعد أحدهما إلى نهائي دوري أبطال آسيا والأمل يحدوهما لتقبيل كأس القارة الصفراء وبلوغ مونديال الأندية. وصلا لهذه المرحلة بجدارة وكفاءة واستحقاق بعد عناء دوري المجموعات والتأهل من دور الـ16 والتوقف (صيفا)، قبل العودة لمنافسات حاسمة في بداية الموسم بمحفزات التأهل إلى الأدوار المتقدمة. كلاهما عمل بقوة ودقة متناهية على عدة أصعدة، تدريبيا وعناصريا وماليا ومعسكرات ومباريات محلية، هدفها الرئيسي تحقيق كأس آسيا. ومن خلال مبارياتهما الأخيرة فإن الكفة متعادلة في ترجيح فريق على آخر بما يؤجل الحسم لمباراة الإياب في مدينة (العين) في 30 سبتمبر (بعد أسبوعين)، لذا سيكون الفوز صعبا في مباراة (الذهاب) غدا (الثلاثاء) في (درة الملاعب – استاد الملك فهد الدولي) بالرياض، ما لم تحدث أخطاء عكسية أو تساعد الظروف أحدهما. وعلى صعيد حسابات الأرض والجمهور، سيلعب الهلال بمعايير الأفضلية (معنويا)، وفي الوقت ذاته، قد تكون مثل هذه العوامل مدعاة لضغوط عصبية على اللاعبين، مفادها إسعاد الجماهير التي ستملأ المدرجات بأكثر من 62 ألفا، والملايين يتابعون عبر شاشة (بي إن سبورت). المباراتان مرتبطتان كليا ما لم تكن النتيجة (غدا) قاصمة لأي منهما ومريحة للفائز، ولذا سيكون الجميع مشغولين ذهنيا طوال فترة الأسبوعين القادمين بكسب بطاقة التأهل إلى المباراة الذهبية. وعلى أرض الميدان، يتفوق العين بهجومه الناري، والهلال بدفاعه المتفاهم والمتطور، ففي الجانب الإماراتي يكفي قيمة وهيبة (عموري) و(جيان) على عدة أصعدة: صناعة اللعب بمهارة فائقة، التسديد المتقن والقوي والتفاعلي، الانسلال السريع بين المدافعين، المخادعة والمراوغة بكفاءة، يعزز حضورهما وجود نجوم آخرين يتمركزون جيدا ويتفاعلون مع حركة الكرة والضغط على حامل الكرة، إضافة إلى فتح أطراف الملعب، وفي الركلات الركنية والقريبة يوجد لاعبون طوال القامة بما يرهق الدفاع الأزرق. وفي الجانب السعودي، يتقوى الدفاع بتطور مستوى الحارس عبدالله السديري الذي ما زال مرماه نظيفا في مشواره آسيويا، ويبقى استعداده النفسي في هذه المرحلة أهم عامل يساعده على مواصلة التفوق، أيضا تفاهم ديجاو وكواك وأمامهما كريري وبنتلي بما يقوي منطقة المناورة، وهذا مهم جدا في بناء الهجمات والتصدي لمناورات العين. وتبقى مهمة الحسم مقرونة بحضور نيفيز في التمرير والتسديد المباغت والانسلال من العمق، مع تناغم ناصر الشمراني في توغله الانحرافي إلى نقطة الجزاء ومشاغباته لفتح المساحات أمام القادمين من الخلف ولا سيما سلمان الفرج الذي عليه مسؤولية كبيرة في أن يواصل عطاءاته القوية والفاعلة، وكذلك حمد الحمد كلاعب تكتيكي يتدرج في حضوره الفني، وبالتأكيد أن الظهيرين عليهما واجبات أقوى متى نجحا في مخادعة من يلعب أمامهما دون أن يكونا عرضة للضرب في مساحات خلفهما، كما أن ياسر القحطاني متى لعب يجب أن يسخر خبرته لمصلحة العمل الجماعي. المدربان (ريجي) و(زلاتكو) نجحا في طمأنة أنصار الفريقين من خلال العمل المتوازن والتكتيك الجيد والتعامل الرائع واحترام المتلقي بشكل عام، علما أن زلاتكو أكثر خبرة بالمنطقة لعدة سنوات، بينما ريجي حديث عهد في أول تجربة سعودية خليجية آسيوية، وهذه المرحلة أخطر ما يواجهه مع الهلال. أما جمهور الهلال فله مواقف تاريخية في أرقام الحضور والوفاء بما يعزز في اللاعبين تحمل مسؤولية الإبداع والفوز، لكن الجمهور الأزرق (غير متفاعل) بما يوازي حجم الملعب وقوة تأثير هدير الحضور، وبالتالي فإن الأهازيج المحفزة لها مفعول السحر في إشعال فتيل حماس اللاعبين متى كان العمل قويا في المدرجات دون خروج عن النص.
مشاركة :