عودة الحريري إلى بيروت تطرح التعاطي مع أسباب استقالته

  • 11/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يتحضر لبنان الرسمي للتعامل مع أسباب استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بعدما تم التركيز طوال الفترة الماضية على شكلها. فمع إعلانه من الإليزيه أنه سيشارك في احتفال ذكرى الاستقلال في بيروت، انتقل المسؤولون اللبنانيون للبحث في السيناريوهات المقبلة.وكان الحريري، وفور وصوله أمس إلى العاصمة الفرنسية قادماً من الرياض، أجرى سلسلة اتصالات هاتفية بكل من الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. كما تلقى اتصالات من رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.وأعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن عون تلقى اتصالاً هاتفياً من الحريري بعد وصوله إلى باريس مع زوجته، موضحة أن الأخير أفاد بأنّه سيحضر إلى لبنان للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال، ولا سيما العرض العسكري الذي سيقام للمناسبة الأربعاء المقبل.كذلك تلقى عون اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل وصول الحريري إلى قصر الإليزيه. وأشار بيان صادر عن قصر بعبدا إلى أن الرئيسين تداولا في التطورات الأخيرة، لافتاً إلى أن عون شكر نظيره الفرنسي على «الاهتمام الذي يبديه تجاه لبنان، ولا سيما الدور الذي لعبه في معالجة الوضع الذي نشأ بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته وما رافق ذلك من ملابسات».وقال مصدر مقرب من الحريري لـ«الشرق الأوسط» إنه «في حال تمت مراعاة شروط الاستقالة سيعود عنها، أما في حال العكس، فهو سيتمسك بها من منطلق أنّه غير مستعد لتعريض الأمن السياسي والاقتصادي والدولة اللبنانية لأي خطر»، موضحاً أن هذه الشروط مرتبطة بـ«تصرف حزب الله لجهة تقديم ما هو مطلوب منه وطنياً، وبالتحديد بموضوع الحياد الإيجابي. عندها فقط ينتفي سبب الاستقالة. أما إذا لم تكن هناك استجابة من الحزب للصدمة الإيجابية التي أطلقها الرئيس الحريري سيتوجه إلى بعبدا لتقديم الاستقالة خطياً لرئيس الجمهورية». وشدد المصدر على أن «الكرة الآن في ملعب حزب الله، أما أولويات الرئيس الحريري فواضحة ومعروفة، وأهمها الاستقرار الداخلي، وبحث كل الأمور في إطار الحفاظ على استقرار لبنان وسلمه الأهلي وعلاقاته الطيبة مع العرب والعالم».من جهته، رجّح القيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش أن يكون الرئيس الحريري ذاهباً بالاستقالة إلى النهاية، لافتاً إلى أن «كل المعطيات تدل أن لا الرئيس عون ولا باقي القوى السياسية فهمت الرسالة من هذه الاستقالة». وأوضح علوش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحريري «لا يطلب شيئاً من حزب الله لأنه يعلم أن قراره في إيران، لذلك يتوجه إلى عون لحثه على حماية لبنان من أذى الحزب ومن الجو العاصف في المنطقة». وأضاف: «في حال عاد عون ليكون ضامناً حقيقياً للدستور وللسيادة اللبنانية فعندها تبقى التسوية التي أتت به رئيساً قائمة، ولا داعي لصياغة تسوية جديدة».وشدد النائب عن «القوات اللبنانية» فادي كرم أمس على وجوب أن «ترتكز التسوية الجديدة بشكل أساسي على اتباع سياسة النأي بالنفس لإراحة الداخل والخارج، على أن يتم البحث بعد ذلك في الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله»، مؤكداً أن حزبه سيسمي الحريري مرة أخرى في أي استشارات ملزمة قد تحصل لاحقاً.

مشاركة :