المبعوث الدولي إلى ليبيا يؤكد أنه من الغباء الاعتقاد بأنه يمكن في سنة أو سنتين أو ثلاث أن تلتئم كل الجراح في البلاد.العرب [نُشر في 2017/11/19، العدد: 10817، ص(2)]لا نريد حكومة رابعة في ليبيا نيويورك – بعد خمسة أشهر على تسلمه منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا شدد غسان سلامة على أن مستقبل هذا البلد يمر عبر مؤسساته. وقال سلامة، الجمعة، إن “الكلمة الرئيسية لنهجي هي المؤسسات”. لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن “من الغباء الاعتقاد بأنه يمكن في سنة أو سنتين أو ثلاث أن تلتئم كل الجراح في البلاد”، مشددا على أن ذلك “يتطلب من دون شك جيلا بأكمله”. ومنذ الإطاحة بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2011 غرقت ليبيا التي تضم ستة ملايين نسمة في نزاعات بين مجموعات مسلحة وسلطات سياسية متنافسة على السلطة. وأضاف سلامة “لكن التحدي ليس في تحقيق كل شيء الآن، بل في فتح الطريق الذي يجب أن تسلكه البلاد حتى تستطيع حقا أن تقوم بدمج المبادئ المؤسساتية في ثقافتها السياسية”. ومضى يقول إن “مسألة المؤسسات تبدو أساسية بالنسبة إليّ وإلا سيقتصر الأمر على منافسة بين أفراد يقولون إنهم يمثلون عشائر كبيرة حتى يتبين لكم أنهم لا يمثلون شيئا مهما”. ومن خلال خطة عمله، يأمل المبعوث الأممي الخاص أن تبدأ في ديسمبر القادم عملية إجراء تعداد للناخبين في ليبيا. أما في فبراير فسيتمثل هدفه بتنظيم مؤتمر وطني يجمع الأطراف الليبية كافة حول مشروع مشترك لتنظيم انتخابات، بحسب ما قال سلامة الخميس أمام مجلس الأمن الدولي من دون أن يعطي تاريخا محددا لذلك. وأوضح سلامة لوكالة الأنباء الفرنسية أن الأمر يتعلق بتنظيم انتخابات “تشريعية ورئاسية وربما أيضا بلدية”. ولدى سؤاله عمّا إذا كانت الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية ستنظم في الوقت نفسه، أجاب “لم أقرر بعد. البلاد ليست جاهزة لأيّ انتخابات. حتى نستطيع تنظيم انتخابات، هناك شروط تقنية وسياسية وأمنية. وهذه الشروط غير متوافرة اليوم”. وأوضح سلامة أن تنظيم استفتاء حول دستور جديد لليبيا هو مشروع قيد الإعداد أيضا، وقال “ما يثير القلق لديّ هو تنظيم انتخابات غدا واختيار برلمان ثالث والأمر نفسه بالنسبة إلى الحكومات”. وأضاف أنه “لا بد من الإدراك في ليبيا والناس لا يعون مدى خطورة ذلك أن الانتخابات تعني استبدال شخص بآخر وليس إضافة شخص إلى آخر، فخلال الانتخابات الأخيرة في 2014 لم يحصل تبادل بل تراكم، والبرلمان الذي انتخب لم يحل محل البرلمان السابق بل أضيف إليه”. وقال سلامة إن في ليبيا “لا تزال هناك حكومتان من فترة ما قبل اتفاق الصخيرات في 2015 والحكومة التي تشكلت بموجب الاتفاق”، مضيفا “لا أريد حكومة رابعة”. ولإجراء الانتخابات قال سلامة “الشرط السياسي الأساسي هو الحصول على التزام من الجهات الرئيسية بأن كل الذين سيتم انتخابهم سيحلون محل المسؤولين الحاليين ولن تتم إضافتهم إليهم”.
مشاركة :