استضاف مركز جابر الأحمد الثقافي أوركسترا «لندن سيمفوني» في أمسيتها الثانية، حيث عزفت الأوركسترا في اليوم الأول، بقيادة المايسترو ألكساندر بلوك، مقطوعات موسيقية غلب عليها الطابع المعاصر، فيما طغى الطابع الكلاسيكي على مقطوعات اليوم الثاني. وحرص جمهور كبير على متابعة الظهور الأول لواحد من أعرق الكيانات الموسيقية على مستوى العالم في الكويت. أكثر من مئة عام من التميز تجلت في مركز جابر الأحمد إبداعا، لتشجي الحضور بمقطوعات موسيقية لكبار الموسيقيين. استعرض العازفون البريطانيون مهاراتهم، وتناغم أداؤهم الفردي والجماعي، وقدموا عددا من مقطوعات بدأت بزواج فيغارو (1784) K492، لمؤلفها وولفغانغ أماديوس موزارت، حيث بدأت المقطوعة بنغمات صاخبة، كهمسات القيل والقال التي تكتسب زخما، وسرعان ما تلتحم تلك الشظايا، لتكون موضوعا حيويا يقصف بسعادة عبر المقدمة. وتتغير الأمزجة كالزئبق، ويسيطر على الجو هرج ومرج كوميديان لا استراحة فيهما. وكان للسماح لهذه المقدمة أن تأخذ مجراها المجنون كما تشاء، بأن توفر المقدمة المثالية للأوبرا المضحكة، وكم أمتعت المستمعين لمئات من السنوات، ككونشرتو منفصل عن الأوبرا. وتلتها السيمفونية الأولى "العملاق" (1889) لمؤلف غوستاف مالر، وتتكون هذه السيمفونية رباعية المقاطع من افتتاحية ومقطع راقص حيوي ومفعم بالحياة، وموكب الجنازة، وخاتمة تذوب شدتها في ومضة. ورغم كونها نتاج أعماله كفنان، فإن السيمفونية بشكلها النهائي تؤكد حرفية مالر، وإتقانه هذا الفن، مشكلة بذلك إعلانا لا ريب فيه بوصول عابر الطريق إلى وجهته. وتأسست أوركسترا لندن سيمفوني عام 1904، لتضم مجموعة موسيقيين مستقلين تربطهم الملكية الفكرية والشراكة. ولاتزال الأوركسترا تتبع لأعضائها، ولها صوت مميز ينبثق من الحماس والبراعة المشتركة التي يمتاز بها الموسيقيون الـ 95 المُبدعون الذين يأتون من جميع أنحاء العالم، ولايزال دورها في صنع الموسيقى من أسس نشاطات الأوركسترا. وهي أوركسترا مقيمة في مركز الباربيكان بمدينة لندن، تقدِّم 70 حفلا موسيقيا سنويا، إضافة إلى 70 أخرى تؤديها في جولات حول العالم. وتعمل الأوركسترا مع فريق من الفنانين يضم أكبر قائدي الأوركسترا في العالم: سير سايمون راتل كمدير للموسيقى، جياناندريا نوسيدا وفرانسوا كزافييهروث كقائدي أوركسترا زائرين، مايكل تيلسون توماس كقائد أوركسترا خاص، وأندري بريفن كقائد أوركسترا فخري.
مشاركة :