ميركل تقوم بمحاولة أخيرة لتشكيل حكومة وتجنب أزمة

  • 11/20/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استمرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الأحد، ببذل جهود حثيثة لمنع انهيار مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي قد تدفع بحال فشلها لإجراء انتخابات جديدة وإدخال ألمانيا وأوروبا في مرحلة من الاضطراب السياسي. وكانت انتخابات سبتمبر/ أيلول الماضي، قد أضعفت الزعيمة المخضرمة وتركتها بدون غالبية مطلقة في البرلمان، مع تحول جزء من ناخبيها إلى حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، بعدما أغضبتهم سياستها المتحررة تجاه اللاجئين. ويثبت القرار المثير للجدل بالسماح بدخول أكثر من مليون لاجىء سياسي منذ عام 2015، أنه مجددا حجر عثرة في وجه تشكيل ائتلاف بين أحزاب من اليمين واليسار في الطيف السياسي الألماني. ويحاول حزب ميركل «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» المحافظ وحليفه البافاري حزب «الاتحاد الاجتماعي المسيحي»، إيجاد أرضية مشتركة مع الحزب الديمقراطي الحر القريب من عالم الأعمال والخضر. وحدد زعماء الأحزاب في البداية الساعة 18,00 (17,00 ت غ) من يوم الأحد للتوصل إلى توافق، لكن المهلة مرت بدون تحقيق أي اختراق. وهذا التمديد هو الثاني بعد مفاوضات الخميس الماضي التي انتهت أيضا دون التوصل إلى نتيجة. والقضايا الخلافية كثيرة تبدأ من سياسة الهجرة إلى البيئة والأولويات الضريبية وأوروبا. وكتبت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار، أن «الإخفاق في الأفق»، في وقت تكهنت وسائل إعلام ألمانية بأن الأحزاب يمكن أن تطلب مزيدا من الوقت لاستعراض خياراتها. وفي حال لم يتم التوصل إلى نتيجة، يفترض أن تعود ألمانيا إلى صناديق الاقتراع مطلع 2018. وفي هذه الحالة، ستجري الانتخابات بدون أن تكون ميركل على رأس الاتحاد الديمقراطي المسيحي. لذلك يبدو مصيرها مرتبطا بنجاح المشاورات التي تجريها حاليا. وبالرغم من فوز ميركل التي تحكم ألمانيا منذ 12 عاما في الانتخابات التشريعية نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، إلا أن نتيجة الاقتراع تعد الأسوأ في سجل المحافظين منذ عام 1949. وحضت نائبة الحزب المسيحي الديمقراطي يوليا كلوكنر، المفاوضين «على العمل معا والخروج بنتيجة». وبالنسبة إلى ميركل التي ظلت لسنوات تهيمن على النقاشات داخل الاتحاد الأوروبي، فإن هذا الأسبوع هو الأكثر أهمية في حياتها السياسية. وكما قالت صحيفة «بيلد»، «اليوم لا يتعلق فقط بالائتلاف، لكنه أيضا يوم مصيري لأنجيلا ميركل. إذا فشلت في تشكيل ائتلاف، فإن منصبها كمستشارة في خطر». وقال فرانك ديكير الخبير السياسي في جامعة بون، لقناة البرلمان الألماني التلفزيونية «فينيكس»، إنه «من مصلحة ميركل ولادة حكومة، لأن أي فشل سيعني أيضا انتهاءها سياسيا». وكشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة «دي فيلت» نتائجه الأحد، أن 61,4 بالمئة من الألمان يعتقدون أنها لا تستطيع أن تبقى في منصبها في حال أخفقت في مفاوضاتها لتشكيل ائتلاف حكومي.لا إنساني وتجري ميركل منذ أكثر من شهر مفاوضات شاقة جدا بهدف تشكيل تحالف مع الحزب الليبرالي الديمقراطي، ودعاة حماية البيئة (الخضر)، وهو تحالف لم يختبر في ألمانيا من قبل. تشكل سياسة الهجرة في ألمانيا العقبة الرئيسية في المفاوضات، وتعتبر موضوعا خلافيا رئيسيا منذ وصول عدد هائل من طالبي اللجوء إلى البلاد. ويسعى حزب «الاتحاد الاجتماعي المسيحي»، الذي خسر في بافاريا أمام «البديل من أجل ألمانيا»، أن يحد من وصول المهاجرين إلى 200 ألف مهاجر سنويا. الخضر كانوا، بحسب تقارير، على استعداد للموافقة على مطلب الاتحاد ،لكن في المقابل أصروا أن يتمكن كل الأجانب الذين يتمتعون بـ«وضع اللاجئين»، من لم شمل العائلات. حاليا، لا يستفيد من ذلك إلا البعض. لكن الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الحرّ يرفضان ذلك بشدة. وقال أحد قادة الاتحاد الاجتماعي المسيحي ألكسندر دوبريندت، إن «القضية تتعلق بمعرفة ما إذا كنا نريد تشجيع صعود أكبر لليمين المتطرف في بلدنا». ويرى «الخضر»، أن التمييز الحاصل «غير إنساني»، لأن اللاجئين السوريين الذين هربوا من الحرب الأهلية لا يمكنهم الاستفادة من ذلك.«ائتلاف أم انعدام ثقة» رغم ذلك فإن الرئيس الألماني فرانك-والتر شتاينماير، قال لصحيفة «فيلت أم سونتاغ»، إنه «لا حاجة للبدء بإجراء نقاشات تثير ذعر حول انتخابات جديدة». وأضاف، أن «كل الأطراف على دراية بمسؤولياتهم. وهذه المسؤولية تعني عدم إعادة التفويض إلى الناخبين». ويبدو أن لا شهية لدى الناخب الألماني لإجراء انتخابات جديدة في حال فشلت المفاوضات، فقد أظهر استفتاء لـ«بيلد»، أن 50% يعارضون إعادة إجراء انتخابات مقابل 47%. وفي حال نجاح الائتلاف المفترض الذي يطلق عليه اسم «ائتلاف جامايكا»، لأن ألوان علم جامايكا الوطني تجمع كل ألوان أعلام الأحزاب المشاركة في المفاوضات، فإن هذا الائتلاف سيكون الأول من نوعه على مستوى وطني. لكن السؤال يبقى حول مدى صلابة هذا الائتلاف. وقالت رئيسة كتلة الاشتراكيين الديمقراطيين البرلمانية آندريا ناليس لمجموعة «فانكي» الإعلامية، إنها تعتقد أن تحالفا كهذا سيكون «ائتلافا من انعدام الثقة، حيث سيكون هناك أزمات مستمرة، ويلعب كل فريق أوراقه الخاصة دون أن يكون هناك إمكانية للعمل كفريق». وفي حال الفشل، ستبدأ مرحلة غموض سياسي كبير في ألمانيا وأوروبا، حيث ينتظر شركاء برلين لمعرفة من سيعمل معهم على مشاريع إنعاش الاتحاد الأوروبي، ومنطقة اليورو والتي تناقش منذ أسابيع.

مشاركة :