تبنت الأمم المتحدة قراراً رعته منظمة التعاون الإسلامي ضد ميانمار يدين العمليات العسكرية التي تستهدف أقلية الروهينغا المسلمة في ولاية راخين. وذكرت المنظمة أمس أن القرار الذي تم تبنيه في اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة جاء بفضل الدعم الدولي واسع النطاق وتعاونها مع العديد من الدول وشكل نصه ثمرة التنسيق المكثف بين الدول الأعضاء في المنظمة لاسيما مصر والمملكة العربية السعودية وبنغلادش وتركيا. وأضافت أن القرار يدعو إلى وقف العمليات العسكرية الجارية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها الجهات الفاعلة الإنسانية بشكل كامل ودون معوقات وضمان العودة الطوعية والمستدامة بأمان واطمئنان وكرامة لجميع النازحين واللاجئين وكذلك ضمان الاحترام التام لجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأشخاص المنتمين إلى مجموعة الروهينغا وإنهاء جميع القيود المفروضة على تحركاتهم، وضمان حصولهم بشكل كامل على الخدمات الصحية والطبية دون أي تمييز. ودعا القرار حكومة ميانمار إلى التنفيذ الكامل لتوصيات اللجنة الاستشارية المعنية بإقليم راخين وفتح الباب أمام تحقيق المصالحة بين جميع الطوائف الأخرى التي تعيش في الولاية و البدء في عملية تحقيق تنمية شاملة وهادفة بالنسبة لجميع الطوائف ومنح حقوق المواطنة الكاملة للمسلمين الروهينغيا في ولاية راخين وذلك في إطار عملية تشمل اتخاذ إجراءات قانونية شفافة ومراجعة قانون الجنسية لعام 1982. وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د. يوسف العثيمين عن شكره للدول الأعضاء والمجتمع الدولي على دعم هذا القرار وعلى الالتزام بتخفيف محنة مجتمع الروهينغا. ويزور شيخ الأزهر الشريف د. أحمد الطيب والذي يشغل منصب رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال الشهر الجاري مخيمات الروهينغا في بنغلادش، ويلتقي خلال الزيارة مع عدد من كبار المسؤولين والقيادات الدينية. وفي مؤتمر صحافي عقده للكشف عن تفاصيل الزيارة، قال وكيل الأزهر الشريف د.عباس شومان، إن الأزهر لم يغب عن أية حادثة تخص المسلمين في شتى بقاع الأرض، مؤكدًا على وقوف الأزهر الشريف بقوة مع مسلمي ميانمار حتى يتم حل المشكلات المرتبطة بهم. وشدد على أن الأزهر يرفض رفضا قاطعا إقامة مخيمات للاجئين الروهينغا على أرض ميانمار، أو تواجدهم كلاجئين في أي دولة أخرى. وتأتي هذه التطورات تزامناً مع إعلان الخارجية البنغالية أمس أن محادثات بدأت مع ميانمار بهدف التوصل لاتفاق لعودة اللاجئين الروهينغا وإن وزير الخارجية سيطرح الأمر في محادثات في ميانمار هذا الأسبوع. وزارت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني بصحبة عدد من الوزراء مخيمات اللاجئين من الروهينغا في بنغلادش قبل التوجه إلى ميانمار لعقد اجتماع بشأن الأزمة. وعن المحادثات قالت موغيريني «أبعد من ممارسة الضغوط سأقول إن منهجنا كان ولا يزال مواصلة توفير مساحة للتفاوض وتشجيع الاهتمام بالوضع الذي ببساطة لن يختفي فجأة». وبعد جولة لها في المخيمات والتحدث إلى نساء من الروهينغا دعت موغيريني إلى تفهم وضع حكومة أونج سان سو كي ذات التجربة الديمقراطية قصيرة الأمد. وفي سياق ذاته، وصل وزراء خارجية ألمانيا والسويد واليابان لمخيم للاجئين في بنغلادش للوقوف على وضع الروهينغا الذي فروا من أعمال العنف في ميانمار. وغادر وزراء خارجية ألمانيا زيغمار غابريل واليابان تارو كونو والسويد مارجو والستروم دكا وتوجهوا إلى منطقة كوكس بازار بجنوب شرق بنغلادش.
مشاركة :