تباين في صحف عربية بشأن دلالة زيارة الحريري لباريس

  • 11/20/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةReutersImage caption التقى الحريري بماكرون في باريس تباينت الآراء في صحف عربية بشأن تحليل المغزى والدلالة من زيارة رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، إلى العاصمة الفرنسية باريس. فقد وصفت "الأخبار" اللبنانية سفر الحريري لباريس في عنوانها الرئيسي بأنه "إطلاق سراح مشروط ... حيث غادر السعودية بلا عائلته". وفي السياق ذاته، كتب نبيه البرجي في "الديار" اللبنانية مقاله تحت عنوان "لاجئ سياسي في باريس" في إشارة ضمنية إلى الحريري. بالمقابل، يقول حسين شبكشي بمقال في "الشرق الأوسط" اللندنية إنه بظهوره في باريس "يدحض الحريرى الأكاذيب والشائعات كافة، التي أحيكت حوله من قبل فريق تنظيم حزب الله". وبالصحيفة ذاتها، يرى سلمان الدوسري كذلك أن بهذه الزيارة "تكون قد سقطت كذبة 2017 علي الإطلاق، وأعني بها مزاعم إيقاف أو احتجاز السعودية للحريري". من جهته، يقول صبحي حديدي في "القدس العربي" اللندنية إن "باريس تمارس ببراعة مبدأ القوة الناعمة، وليس في مناطق يسيرة آمنة فحسب، بل في الشرق الأوسط أيضاً، حيث الحرائق وحقول الألغام وأمهات المخاطر. صعيد آخر هو تجنيب الحريري نفسه، ثمّ السعودية معه ومن خلفه، حرج سفر رئيس الوزراء المستقيل إلى بلده مباشرة من الرياض، دون مباركة من قوّة كونية مثل فرنسا". ويرى حديدي أن "هذا صعيد قد يكون بوابة أولى لإعادة إدخال الدبلوماسية الفرنسية إلى ملفات شائكة تخصّ إيران (وبالتالي حزب الله)، وسوريا، والعراق، واليمن، والخليج العربي؛ فضلاً عن لبنان ذاته أيضاً، وربما في المقام الأول". "لبنان لن يستسلم" وفي بحث القضية بشكل عام، ترى جويس كرم في "الحياة" اللندنية أن أزمة لبنان الفعلية لن تنتهي بعودة الحريري لأنها "ترتبط بمسار المواجهات في اليمن وسورية ومؤتمرات الرياض وسوتشي". وتقول إن "لبنان دخل في مرحلة مراوحة سياسية، لا يتوقع أن يخرج عنها تنازلات حكومية قبل أن تنضج الصورة الإقليمية. في هذه المرحلة، سيسعى الجانب الأوروبي والأميركي للالتزام بالثوابت في دعم الجيش وإبعاد لبنان قدر الإمكان عن النار الإقليمية مع حضور أميركي أكبر في التنسيق لإضعاف حزب الله". ومن وجهة نظره، يرى عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية أن "ثلاثة أشخاص خَرجوا أبطالاً وحَصلوا على شعبيّةٍ ضَخمةٍ من جرّاء هذهِ الأزمة الحريريّة الخَشِنة". هؤلاء الثلاثة هم سعد الحريري والرئيس اللبناني ميشال عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب عطوان. وفي "العرب" اللندنية، يقول خير الله خير الله إن "لبنان لن يستسلم على الرغم من كل الضغوط التي تمارسها إيران وعلى الرغم من أن الدعم العربي له ليس في أحيان كثيرة في المستوى المطلوب مقارنة مع ما ضخّته وما تزال تضخّه إيران من دعم في كلّ المجالات، بما في ذلك المجال الإعلامي من أجل تحوير الحقائق قبل أيّ شيء آخر". كما يقول عبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط" إن "كل هذه الجماعات المستقلة اليوم، بما فيها القوى المسيحية والسنية، سيقضي عليها حزب الله إن استمر في مشروعه بتحويل لبنان إلى ملحق بالجمهورية الإيرانية. وهذه التحديات الجديدة مسؤولية اللبنانيين أنفسهم الذين إن تكاتفوا ضد حزب الله، أو لنقل ضد عمليات الهيمنة الخارجية بشكل عام، سيجدون دعماً إقليمياً ودولياً، وإن لم يفعلوا فإنهم أول من يخسر في المعادلة الجديدة مع هيمنة إيران على سوريا والعراق". وتقول "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها "كل ما يحدث الآن في لبنان من تغوّل واضح لذراع إيران حزب الله على الدولة اللبنانية وتشويه معالمها، والاعتداء على سيادتها، وتهديد قاداتها الشرعيين، إنما هو أكبر دليل على مدى التآمر وطموحات الهيمنة وفرض النفوذ والنوايا السيئة لدى إيران تجاه العرب جميعاً بلا استثناء". "لماذا يكرهنا عون؟" وقد شنت صحف سعودية هجوماً لاذعاً على الرئيس اللبناني ميشال عون بسبب موافقه الأخيرة من إيران وحزب الله. ويقول جميل الذيابي في "عكاظ" السعودية إن عون هو "أبرز مثال للساسة الذين لا تحكمهم مبادئ ... لم يبال بشق الصف المسيحي في سبيل مصلحته.. ليقبل عرضا من إيران عبر أداتها حزب الله مقابل شراء وصوله للرئاسة". ويستغرب خالد السليمان في الصحيفة نفسها ما يصفه بـ"كراهية" الرئيس اللبناني للسعودية. وفي مقال بعنوان "لماذا يكرهنا عون"، يقول السليمان "إذا كان بعض اللبنانيين يكرهون السعودية بسبب ارتباطهم الطائفي بإيران أو السياسي بسورية، فما الذي يدفع سياسيا لبنانيا مسيحيا كانت الخصومة مع النظام السوري وحزب الله الإيراني التبعية عقيدته السياسية طيلة حياته لكراهيتنا؟!". وتقول حسناء القنيعير في "الرياض" السعودية "لا فرق في هذه الحملة الممنهجة بين كبير أو صغير في لبنان فهاهو ميشيل عون قد اختار الانحياز المكشوف للموقف الإيراني محرضا ومتهما بلادنا بإيقاف الحريري واحتجازه". من جهته، يقول خالد الدخيل في "الحياة" ساخراً إن المخرج من الأزمة الحالية هو "ترك الحزب يحكم لبنان، وأن يتبنى الحريري مع حلفائه دور المعارضة كخيار استراتيجي. وعلى السعودية في هذه الحال أن تبني على الشيء مقتضاه، كما يقول اللبنانيون، وأن تتعامل مع حكومة لبنان على أنها حكومة يهيمن عليها حزب مرتهن للخارج ومتهم بالإرهاب، وفوق ذلك يستهدفها بهذا الإرهاب".

مشاركة :