فيما وصف بأنه اجتماع حاسم لفصائل المعارضة السورية، يقرر إنعاش دورها، أو وأد ما تبقى منها .. تستضيف الرياض وفود منصات المعارضة، لتوحيد صفوفها ومواقفها ضمن «وفد مشترك واحد»، قبل التوجه إلى محادثات جنيف نهاية الشهر الجاري. وكشفت مصادر المعارضة السورية، من الرياض، أن الشخصيات المشاركة في الاجتماع، الأربعاء المقبل، ستسعى الى حسم النقاط الخلافية بينها، وأن الهدف الرئيسي هو إصدار «وثيقة موحدة» تتوافق عليها المنصات والفصائل المختلفة. وتتركز نقاط الخلاف بين منصات المعارضة السورية حول : مصير الرئيس بشار الأسد، وما إذا كان ينبغي أن يغادر في بداية الفترة الانتقالية، أم يبقى في منصبة خلال تلك الفترة.. والنقطة الخلافية الثانية تتعلق بالدستور، وهل يتم العمل بالدستور الذي تم الاستفتاء عليه سنة 2012، أو العمل بدستور الخمسينات..ويهدف الاجتماع إلى التوافق حول كافة نقاط الخلاف، ثم التوقيع على وثيقة موحدة. وتشارك في اجتماع الرياض منصات «موسكو، والرياض، والقاهرة»، والتي تمثل أطياف المعارضة السورية الثلاث، بمختلف توجهاتها ومواقفها ورؤيتها لحل الأزمة السورية.. والتي عقدت جلسات تمهيدية،أمس، واتفقت على تشكيل لجنة تحضيرية، تضم 8 أعضاء: اثنان من «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سورية»، وممثل من لجنة التنسيق، وإثنان من المستقلين، وممثل من كل من منصة موسكو والقاهرة والرياض.. وتتولى اللجنة التحضيرية دراسة وتحضير الوثائق اللازمة والبيان الختامي للاجتماع. ويرى المراقيون، أن اجتماع الرياض هو تمهيد وتدريب عملي لمؤتمر «سوتشي» الذي سيحضره من تبقى من حلفاء الأسد الداخليين..وأن بعض المحسوبين على فصائل المعارضة السورية، يخشون من اهتمام السعودية بملفات أخرى ساخنة سواء داخليا أو خارجيا على حساب الملف السوري.. ومما يثير قلق المعارضة المسلحة السورية ـ تحديدا ـ أن غالبية المقاعد في اجتماع الرياض، للمنصة السياسية المحسوبة على روسيا، والمقربة من النظام السوري، ومنصة القاهرة، حيث أن هذه المنصات التي تعتبر الأقرب للقبول ببقاء الأسد قد حظيت بـ 31 مقعداً، بينما حصل الائتلاف السوري على 23 مقعداً، وحصلت المعارضة السورية المسلحة، على 21 مقعداً، أما المجالس المحلية، والشخصيات المستقلة والنساء، كان عدد مقاعدهم 75 مقعداً . ومن أبرز الشخصيات المستقلة المدعوة للمؤتمر، يحيى قضماني، خالد محاميد، عبد القادر السنكري، يحيى العريضي، سميرة المسالمة، بسمة قضماني، مرح البقاعي، فرح الأتاسي، طارق الكردي، خالد شهاب الدين، أياد شمسي، أحمد خليل، أسعد الزعبي وغيرهم الكثير. وتتحسب مصادر المعارضة السورية، من تسلم «خالد المحاميد» لملف الشخصيات المستقلة، حيث أن الشخصيات المستقلة التي تم اختيارها من قبل محاميد، تُعرف بميولها لمنصتي «القاهرة وموسكو»، وفي المقابل، فإن الكتل التي تعتبر مناهضة لبقاء الأسد بأي شكل من الأشكال ستكون هي الأقل عدداً في الاجتماع، وبالتالي ستكون عاجزة عن رفض أي مشروع قرار يحمل في طياته بقاء النظام السوري وعلى رأسه «بشار الأسد». ويرى البعض من داخل صفوف المعارضة السورية، أن اجتماع الرياض ربما يمثل بداية وبوابة عبور لنقل الملف السوري بشكل كامل إلى روسيا، التي تتجهز لمؤتمر «سوتشي»، وبالتالي قلب توازنات المعارضة السورية، بحيث تصبح الكتلة الأكبر للمعارضة الظاهرة دولياً، هي الكتلة التي لم تعد ترى برحيل الأسد شرطاً أساسياً في سوريا، خاصة مع وجود منصتي القاهرة وموسكو. ورغم كل ما يقال من وجهات نظر تتحسب لاجتماع الرياض الأربعاء المقبل.. فإن منصات المعارضة أمام اختبار حقيقي لتوحيد مواقفها ضمن وثيقة موحدة» تدخل بها مباحثات جنيف المقبلة.. وهو تحدي لدورها وتواحدها على ساحة رسم مستقبل سوريا، بعد التوافق على الحل السياسي للأزمة السورية.
مشاركة :