قال مدير مركز تعزيز الوسطية الشيخ الدكتور عبدالله الشريكة إن الكويت تجمعنا مهما اختلفت العرقيات والقبائل والأطياف والمذاهب والأديان وهي نعمة عظيمة لا يدركها إلا من حرم منها، فالأمن لا يشعر بقيمته إلا الذين حرموا منه. وخلال حديثة في الندوة التي نظمها مركز الوسطية في ديوان النائب السابق سلطان اللغيصم بعنوان «الكويت تجمعنا»، قال الشريكه: انظروا بعض البلاد التي تفوقنا زراعة وماء ونفطا وكفاءات وتطورا وأيادي عاملة لكنهم لا يتمتعون بعشر ما نتمتع به من أمن وأمان فهم يصبحون ويمسون على صراخ النساء الأرامل والثكالى واليتامى وتنتهك الحرمات في بعض البلدان، ونحن بحمد الله نتمتع بالأمن والأمان والاجتماعات دون أن يكلمنا أحد نأتي ونعود لديارنا سالمين وهذه أكبر نعمه أنعمها الله علينا. وأضاف: كلنا نجتمع الليلة وجئنا من مناطق متفرقة ولم يحضر أحدنا بسلاحه أو ارتدى سترة واقية من الرصاص أو خاف على أهله إن هو تركهم في بيتهم بل إننا نخرج للصلاة في وقت الفجر ولا نسأل عن أحد جاء أو ذهب، وهذا كما قال ودعا أبونا ابراهيم عندما قال عن مكة (رب اجعل هذا البلد آمنا) وذلك محض فضل الله على أهل هذه البلاد ثم بجهود المسؤولين فيها. وأشار الى أن علينا المحافظة على نعمة الأمن والأمان الذي نحياه ونعيشه، ضاربا مثالا في بعض البلاد التي تقع فيها المصائب والقتل والقتال ونهشتها الفتن، ومؤكدا أن تلك البلاءات وقعت بالشحن الطائفي القبلي الفئوي العارم الذي بدأ بالشرارات الصغيرة ثم تدمرت البلدان، مشيرا إلى أن أصعب الفتن وأخطرها تلك التي تنتشر باسم الدين، ومحذرا من أي شخص وجهة وتيار يتخذ من الدين ستارا لإشعال الفتن.وقال: إننا نتعايش الحضري والبدوي والسني والشيعي والكافر والمسلم بكل وئام وعلاقات طيبة على هذه الأرض وبكل سلام ولا نعتبر بكلام أي شخص يحاول أن يتخذ الدين وسيلة وذريعة للإضرار والقطيعة بالآخرين، مؤكدا اختلاف الناس في مذاهبهم ومشاربهم لكن ذلك لا يمنعنا من التعايش السلمي مع بعضنا البعض. وأكد أن للدولة ربانا يقودها ويجنبها مشاكل الفتن هنا وهناك، مشيرا إلى أن الذنوب موجودة والفساد موجود لكن إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث فنحن نعيش عيشا كريما ولدينا حرية التدين واتخاذ أي مذهب لك ولدينا معاهد دينية وكلية وشريعة ووزارة أوقاف تنفق عليها الدولة ويجب علينا أن نكون حماة لهذه السفينة التي يقودها ربانها والكل سينجو إن تعايشنا بسلام وإلا فالغرق مصير المتخاصمين المتناحرين. وحذر الشريكة من الشائعات والكلمات التي تفرق المجتمع والتغريدات في (تويتر) التي تجلب المشاكل وتنشر الفتن، فالنبي حرم التحريش بين البهائم فكيف بمن يحرش بين الناس المطمئنين الآمنين ويريد بهم الشر. من جهته، قال رئيس الهيئة الإدارية بجمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء الدكتور فرحان عبيد الشمري إن البعض من أبنائنا يأخذه الحماس ويتأثر بالتيارات الفكرية المنحرفة بدعوى الجهاد والحفاظ على الإسلام وحرمته لكنهم سرعان ما يتبين لهم حقيقة القائمين على تلك الدعوات ويعلم الجميع كيف وماذا حصل في الكويت قبل 10 سنوات تقريبا عندما انحرف بعض الشباب من أجل الجهاد لكن بحمد الله استطاعت الكويت بفضل حكمة قائدها أن تسيطر على الوضع الأمني، مشيرا الى أن مركز الوسطية اليوم يكافح ويعالج الأفكار والتيارات المنحرفة ويمد يديه لجميع الشباب الذين وقعوا فريسة تلك الدعوات الهدامة التي تريد بمجتمعنا وبلدنا الشر والدمار. بدوره، قال النائب السابق سلطان اللغيصم إن الكويت وتحت القيادة الحكيمة لقائد الإنسانية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد اتخذت مبدأ التعايش السلمي والوئام الاجتماعي التي أصبحت سمة بارزة لهذا البلد حيث أصبحنا بهذه السمة من المتميزين بين الشعوب والراضين عن ولائهم وولاتهم وراضون عنهم. وأضاف: بنظرة خاطفة لبعض البلاد من حولنا نرى مدى النعمة التي نحياها بالاصطفاف خلف قيادتنا الحكيمة وأن لا ننجرف إلى نهج النزاع والخصام سواء بين الطوائف أو بين الشخوص حيث يجب علينا الوقوف خلف قيادتنا الحكيمة ووصايا حضرة صاحب السمو باتخاذ منهج المصالحة واجتماع الكلمة بين جميع الناس والبقاء من الجميع على مسافة واحدة متكاتفين ومتعاضدين للوصول الى بر الأمان.وشدد اللغيصم لتكن الوسطية هدفنا الأسمى، وأن نبتعد عن الفرقة والتعصب والتشاحن وأن تكون كلمتنا واحدة وبنياننا واحدا. وتابع: في هذه الظروف علينا الالتفاف حول قيادتنا السياسية ودعم كل ما يراه صاحب السمو أفضل للبلاد، مشيرا الى ضرورة نبذ كل الأطراف التي تريد ضرب وحدتنا الوطنية في قنوات التواصل الاجتماعي وهتك نسيجنا الاجتماعي، مختتما كلمته بإننا نقول لصاحب السمو سمعا وطاعة، والكويت أمانة في عنق الجميع.
مشاركة :