«جريمة انسانية» أصابت الدوائر السياسية والحقوقية في العالم، بصدمة من عودة «سوق العبيد»، وبصورة أعادت للذاكرة الإنسانية «تجارة محرمة ومجرّمة» عانت منها القارة الأفريقية طوال قرون امتدت من القرن الخامس عشر وحتى القرن التاسع عشر، وفي امتهان بشع للمواطن الأفريقي!! المشهد الذي أثار «سخط» وقلق دولي، وغضب أفريقي.. أصبح «لوحة سوداء» في ليبيا، في ظل الإنفلات الأمني، والفوضى السياسية، وانتشار عصابات الجماعات الإرهابية..ليتم بيع مواطنين أفارقة في المزاد العلني بأسعار تتراوح ما بين 200 و500 دولار ، بحسب الجنس والسن والمؤهلات الجسدية والصحية للمواطن الأفريقي !! وتواصلت ردود الفعل الغاضبة، على الصعيدين، الإقليمي والدولي، بينما أعربت دول أفريقية عن سخطها على بيع المهاجرين مثل العبيد بالمزاد العلني في ليبيا، وطلب رئيس النيجر، محمد يوسوفو، الذي أصيب بصدمة قوية، من رئيس ساحل العاج، الحسن وتارا، إدراج هذا الموضوع في جدول أعمال قمة الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي، في 29 و30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في أبيدجان. واستدعى وزير الخارجية النيجري، إبراهيم باكو، يوم أمس (الأحد)، السفير الليبي لدى «نيامي» لتبليغه «استياء الرئيس النيجري محمد يوسوفو، من بيع مهاجرين أفارقة في ليبيا وكأنهم عبيد»..وطالبت النيجر، السلطات الليبية والمنظمات الدولية، الى الاستعانة بكل الوسائل لوقف هذه الممارسة التي تعد جريمة بشعة في حق الإنسانية. وأعلنت ست دول أفريقية، حالة استنفار، وعلى اتصال بكل البلدان الإفريقية.. وجاء في بيان للرئاسة الغينية، أن الرئيس الفا كوندي «أعرب عن سخطه من الاتجار الحقير بالمهاجرين السائد في هذه اللحظة في ليبيا، ويدين بقوة هذه الممارسة التي ترقى الى عصر آخر».. وفي دكار، أفاد بيان رسمي، أن الحكومة السنغالية ،علمت بالصفقة التي أغضبتها كثيرا لبيع مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، على الأراضي الليبية. وكان تقرير لشبكة «سي ان ان»، أظهر مهاجرين أفارقة، يتم بيعهم بالمزاد في ليبيا، وقد تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار تعاطفا كبيراً واستدعى ردود فعل منددة في أفريقيا والأمم المتحدة.. وتضمن التقرير مقاطع فيديو مصورة ، تظهر شباب يتم عرضهم للبيع في المزاد للعمل في مزرعة، وقد بيع المهاجر الأفريقي بمبلغ 1200 دينار ليبي أي 400 دولار لكل منهما. وكشف التقرير عن وجود سوق لبيع المهاجرين الأفارقة في بلدة قريبة من طرابلس. وبثت قنوات فضائية عالمية، مقاطع مصورة بطريقة سرية، أظهرت سوقاً لبيع البشر عبر مزاد علني لبيع المهاجرين، لاستخدامهم كعمال أو مزارعين..والصدمة كانت بيع شخصين خلال دقائق قليلة، بألف ومئتي دينار ليبي، أي أقل من ثلاثمئة دولار، ويتم هذا وسط أجواء طبيعية وكأن سكان هذه المنطقة اعتادوا هذا المشهد المروع !! وغلى نفس مسار ردود الفعل إزاء الجريمة الإنسانية، وعودة «تجارة الرقيق»..أصدر الاتحاد الأفريقي بيانا شديد اللهجة، «يدعو بالحاح السلطات الليبية الى فتح تحقيق، وتحديد المسؤوليات وإحالة الاشخاص المخالفين الى القضاء، والى إعادة النظر في شروط احتجاز المهاجرين”».. وقالت المنظمة الدولية للهجرة الاسبوع الماضي إن «المهاجرين يُباعون في ليبيا بأسعار تتراوح بين 200 و500 دولار، ويحتجزون لشهرين أو ثلاثة في السجون».. وكشفت المنظمة الدولية، أنه يتم «الاتجار بالمهاجرين الأفارقة الذين يقصدون ليبيا في اتجاه أوروبا عبر أسواق خاصة تسمى بأسواق العبيد، بعرضهم للبيع»!!
مشاركة :