ما هو سرّ السعادة؟

  • 11/21/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ربطت دراسة أخيرة السعادة بطول أمد الحياة وتراجع خطر الإصابة بالأمراض. ولكن هل تستطيع جعل نفسك سعيداً؟ ما هو سرّ السعادة؟ ربّما يكون الجواب أبسط ممّا تتوقّع. شارك 724 رجلاً في دراسة هارفارد لتنمية الراشدين منذ عام 1938 عندما كانوا في سنّ المراهقة (60 رجلاً منهم تقريباً لا يزالون على قيد الحياة وهم في التسعينات من عمرهم). ضمّت المجموعة الأساسيّة أشخاصاً من أفقر شوارع بوسطن وطلّاباً في جامعة هارفارد، بمن فيهم الرئيس الأميركي الأسبق جون ف. كينيدي. وعلى مرّ السنين، جمع الباحثون أنواع المعلومات الصحّيّة كلّها، كبيانات الفحص الطبّي وعيّنات الدم ومسح الدماغ. وكلّ سنتين، سألوا المشاركين عن عملهم وحياتهم المنزليّة ورفاههم العقلي والعاطفي. حتّى أنّهم توجّهوا بالأسئلة إلى أفراد الأسرة أيضاً. وجد الباحثون أنّ بعض الصفات والسلوكيّات يرتبط بزيادة مستوى السعادة كلّما تقدّم المشاركون بالسنّ. ومثال على هذا: • التخلّي والنسيان. مع التقدّم في السنّ يميل الأشخاص إلى التركيز أكثر على ما يهمّهم فعلاً ولا يستنفدون طاقتهم في أمور صغيرة كما فعلوا في مرحلة الشباب. تؤكد دراسات أخرى هذه النتيجة، إذ وجدت أنّ الكبار في السنّ يتخلّون عن العلاقات المضرّة وينسون الإخفاقات الماضية بسهولة مقارنة بالشباب. ويوضح الدكتور والدينغر: «يدرك هؤلاء أن العمر قصير فيركّزون أكثر على ما يجلب لهم السعادة». • إبقاء التواصل. تشكّل الوحدة أحياناً خطراً أكبر من التدخين على الصحّة، حسب بعض الدراسات. انطلاقاً من هنا، وجدت دراسة هارفارد رابطاً وثيقاً بين السعادة والعلاقة الوطيدة مع الزوجة والعائلة والأصدقاء. ويشرح الدكتور والدينغر أهمّيّة هذا الرابط: «تنشئ العلاقات الشخصيّة تحفيزاً عقليّاً وعاطفيّاً، أي تعزّز المزاج الجيد، في حين أنّ العزلة تحطّمه». هيّا ابتهج • إلى جانب اتّباع نصائح دراسة هارفارد، ثمّة طرائق أخرى تزيد السعادة حسب الدكتور والدينغر. إليك بعضاً منها: • انخرط في المجتمع: من خلال تطوّعك في نشاطات اجتماعية تشعر بأنك شخص فاعل، فيتحسّن مزاجك، خصوصاً إذا كان عمرك يتراوح بين 45 و80 عاماً بحسب دراسة نُشرت في مجلّة BMJ Open الطبّيّة. • عُد إلى طفولتك: بماذا كنت تستمتع في صغرك؟ بالغناء؟ بالألعاب؟ بهوايات محدّدة؟ يقول الدكتور والدينغر: «حين تتقدّم في السنّ تُتاح لك فرصة أكبر بالعودة إلى الأنشطة التي تربطها بالسعادة». لذا انضمّ إلى جوقةٍ مثلاً أو شارك في ألعاب الطاولة، أو اكشف مجموعتك من العملات إزاء أصدقائك. • اشتر الوقت لا «الأشياء»: لا يشتري المال السعادة لكنّ طريقة إنفاقك تؤثّر في رفاهك، بحسب دراسة لوقائع الأكاديميّة الوطنيّة للعلوم. على سبيل المثال، حين ننفق المال على الخدمات التي توفّر لنا الوقت كتنظيف المنزل والبستنة وإيصال البقالة، نشعر بسعادةٍ كبيرة. في المقابل، لا يؤدي إنفاق الأموال في شراء الحاجيات إلى شعورنا بسعادة مماثلة. والسبب؟ يسمح استثمار الوقت للأفراد بالاستمتاع أكثر في الأنشطة الممتعة، كذلك يخفّف التوتّر الناتج عن الأعمال اليوميّة. • مارس الرياضة: تغذّي السعادة والرياضة بعضهما البعض، فتزيد الأخيرة من مواد كيماويّة ينتجها الدماغ كالأندورفين التي تسكّن الألم وتزيد الشعور بالنشوة. وإذا كنت تشعر بالسعادة تميل أكثر إلى ممارسة الرياضة. ووجدت الدراسة التي قادها باحثون من جامعة هارفارد ونُشرت في سجلّات الطبّ السلوكي، أنّ الشعور بالرفاه يرتبط بمستويات أعلى في النشاط البدني بين عشرة آلاف شخص فاقوا 50 عاماً. هل تحتاج إلى دافع؟ جرّب رياضة مختلفة كالزومبا أو شارك في سباق. • انضمّ إلى مجموعة دعم: لا تستطيع الهرب من مصاعب الحياة. في النهاية ستعاني المرض أو ستخسر أحبّاءك أو ستمرّ بأزمة عاطفيّة أخرى تحرمك من السعادة. في هذه الحالات، انضم إلى مجموعة دعم. ينصح الدكتور والدينغر: «تواصل مع أشخاصٍ آخرين يواجهون مشكلة مماثلة فتخفِّف آلامك. وتذكّر: لست وحيداً في معركتك». أكبر في السن أكثر سعادة عموماً، كلّما تقدّم الراشدون في السنّ ازدادوا سعادةً. تابعت النتائج في Journal of Clinical Psychiatry (مجلّة الطبّ النفسي السريري) الصحّة الجسديّة والعقليّة لدى 1546 راشداً معظمهم تخطّى 75 من العمر. فوجد الباحثون أنّ رفاه هؤلاء تحسّن مع تقدّمهم في السنّ وأنّ الأكبر سنّاً منهم يشعرون بالرضا تجاه حياتهم على مرّ السنين، ولو كانوا يمرّون بأزمات صحّيّة ومشاكل حياتيّة.

مشاركة :