هناك في احدى البلدات كان يعيش شاب في مقتبل العمر ينتمي الى أسرة فقيرة، والده كان يعمل في احدى الحقول مزارعا، يخرج منذ الصباح الباكر ويرجع الى البيت عند حلول المساء ليأمن لأسرته ما يحتاجونه من طعام وكساء باذلا كل ما بوسعه حتى يسعد ابناءه، ولكن الابن الاكبر كان يشعر بداخله ان حياته ينقصها الكثير بسبب الفقر، وأن والده لا يستطيع ان يوفر له كل ما يحتاجه ويتمناه، وكان ينظر الى من حوله من الاطفال من هم اكثر منه ثراءً ورفاهية ويشعر بأنهم اكثر منه سعادة بسبب ما يتمتعون به من ثراء، ويحلم في مخيلته أن يكون مثلهم ذات يوم.ومع مرور الايام والسنين يكبر ذلك الشاب ويصبح أكثر نضجا وأكبر عقلا، فكان اول ما فكر فيه هو كيف يصبح ثريا من اثرياء البلدة، معتقدا ان المال هو من سيجلب له السعادة، فسافر خارج بلدته وأصبح يعمل ليل نهار بشكل مستمر وبدون كلل او ملل لعدة اعوام متواصلة حتى انه نسي من حوله من الاهل والاصدقاء، واصبح تركيزه على تكوين الثروة وبأسرع وقت ممكن، وفعلا استطاع بعد مضي فترة من الزمن ليست بالقصيرة ان يجمع ثرة كبيرة فأصبح لديه المال والقصور واصبح من اعيان البلدة التى كان يعيش فيها..ولكن بعد مرور عدة سنوات واثناء ما كان يتجول في احدى قصوره الواسعة وحيدا، شعر بنوع من الملل والوحدة وقال في نفسه، رغم كل ما لدي من مال وجاه الا نني لا اشعر بالسعادة الحقيقية التى كنت اظن ان الاموال الكثيرة التي جمعتها سوف تجلبها لي.فجلس على اريكته الفاخرة داخل قصره يفكر ويقول في نفسه لابد انه ينقصني شيء آخر حتى تكتمل سعادتي، واثناء ما هو جالس ويفكر فإذا احدهم يطرق باب القصر بشدة، فأمر خادمه ان يفتح الباب بسرعة لعله شيء طارئ.يتبع...... الجزء الثاني
مشاركة :